30.8 C
Khartoum

الجيش السوداني يتصدى لهجوم واسع على الفاشر من خمسة محاور وسط اتهامات بمشاركة مقاتلين من جنوب السودان

Published:

أعلنت قيادة الفرقة السادسة مشاة والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تصديها لهجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع فجر الخميس قرابة الساعة الثالثة صباحًا من خمسة محاور شملت الجنوبي والجنوبي الشرقي والشمالي والشمالي الشرقي.

وأوضح بيان للفرقة السادسة أن الهجوم تم تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي والمسيرات الاستطلاعية والانتحارية، واستخدمت فيه قوات الدعم السريع أعداداً كبيرة من المركبات القتالية والمدرعات، إلى جانب مقاتلين مرتزقة من جنسيات أجنبية، بينهم مهندسون وقناصة من كولومبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان.

وأكد البيان  ان الجيش والقوة المشتركة  تمكنت من تكبيد القوات المهاجمة “خسائر فادحة في الأرواح والعتاد”، وتدمير عدد من المركبات القتالية والاستيلاء على أخرى، بينما أُجبر بقية المهاجمين على الفرار تاركين خلفهم جثث قتلاهم.

وكان الجيش السوداني،  قد اعلن أمس الخميس، تصديه لهجوم عنيف شنته قوات «الدعم السريع» على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في وقت حذر فيه حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي من مشاركة مقاتلين من دولة جنوب السودان، في المعارك الدائرة حول المدينة.
وقال مناوي: إن «الانتصار الكبير الذي تحقق في الفاشر يجب أن يكون رسالة واضحة للأشقاء في جنوب السودان، فالدعم السريع استنزف مقاتليه ولم يعد أمامه سوى الاستئجار، واليوم من يقاتل هم الجنوبيون والخسائر جسيمة».
وأضاف أن «سقوط الفاشر يعني سقوط جنوب السودان»، في إشارة إلى ما وصفه بترابط المصير بين الإقليمين.
وتشهد مدينة الفاشر منذ أكثر من عام تصاعدًا في القتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني بسبب الحصار المفروض على المدينة وصعوبة إيصال الإغاثة للمدنيين.
وفي الأثناء، رحبت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر ببيانات التضامن الصادرة من لجان المقاومة في مدن سودانية أخرى، ووصفتها بأنها «مواقف أخلاقية تعبّر عن وحدة الشعب السوداني ومعاناته المشتركة».
وقالت التنسيقية إن الحرب «فرضت علينا ونحن في منازلنا»، مؤكدة أن موقفها «موقف تصدٍّ للميليشيات التي حولت حياة المواطنين إلى جحيم». وأضافت:» أن الشعب يُقتل ويُهجّر وتُسرق أمواله وتُغتصب نساؤه وتُدمّر المستشفيات وتُقصف الأسواق والأحياء السكنية، فيما يُمارس الموت البطيء عبر الحصار والتجويع».
وأضافت: أن «الميليشيات بطبيعتها وممارساتها ضد المدنيين دفعتنا إلى المقاومة كواجب فرضه الواقع واستدعته الضرورة»، مشيرة إلى أن «موقف التنسيقية من السلام يقوم على رفض أي تسوية تفرض بقوة السلاح أو تتجاهل العدالة وحقوق الضحايا».
وشددت على أن «السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بدحر ميليشيات الجنجويد وإنهاء وجودها عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق الشعب السوداني».

«الدعم» يواصل قصف مطار الخرطوم

وأكدت التنسيقية أنها تدعم جميع المبادرات الرامية إلى كسر الحصار عن المدينة، وتثمن جهود من يسعون لفتح ممرات الإغاثة وتقديم المعونات الإنسانية، داعية منظمات المجتمع المدني والهيئات الدولية إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات دون عوائق.
كما شددت على أن لجان المقاومة «ليست دعاة حرب»، لكنها تحتفظ بـ «حق الدفاع المشروع عن النفس وحماية المدنيين من محاولات فرض الإرادة بالسلاح»، معتبرة أن ما يجري «صراع من أجل الوجود وحق الحياة».
وأكدت على أنه «رغم الحصار والتجويع والقتل المتعمد من قبل ميليشيات الدعم السريع، ستظل الفاشر صامدة»، مضيفة: «لن نسمح بالقضاء على حقوق شعبنا، وسنظل متحدين ومقاومين بكل الوسائل المشروعة حتى تحقيق سلام عادل يضمن الكرامة والمستقبل المشترك».
تُعد مدينة الفاشر آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور التي ما زالت تحت سيطرة الجيش السوداني، وتشكّل مركزًا استراتيجيًا في الحرب المندلعة منذ أكثر من عامين بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وتسببت المعارك المتواصلة في نزوح آلاف المدنيين وتدهور الأوضاع الإنسانية في الإقليم، فيما تتزايد التحذيرات الإقليمية والدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية هناك.
وفي الخرطوم، هاجمت طائرات مسيّرة العاصمة السودانية الخرطوم ومطارها، لليوم الثالث على التوالي، حسب ما أفاد شهود عيان وكالة «فرانس برس».
وقال شاهد مقيم في جنوب أم درمان على الجهة المقابلة للخرطوم من نهر النيل، «عند الرابعة صباحا سمعت صوت مسيّرتين تمرّان فوقنا وبعد فترة قصيرة سمعت صوت مضادات في اتجاه سلاح المهندسين والسلاح الطبي».
وأفاد شاهد آخر بأنّ المسيّرات اتجهت نحو المطار.
وقال «بعد الرابعة كان صوت المسيرات عاليا، شاهدتها تتجه نحو المطار وسمعت أصوات انفجارات».
ومنذ الثلاثاء، يُستهدف مطار العاصمة بهجمات بطائرات مسيّرة نُسبت إلى قوات «الدعم».

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة