30.5 C
Khartoum

قرقاش يكسر صمت أبوظبي: لا حل عسكريًا في السودان ومستقبل البلاد يجب أن يكون مدنيًا

Published:

دعا أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان، مؤكدًا أن مستقبل هذا البلد ينبغي أن يتجه نحو انتقال مدني شامل، لا إلى حكم عسكري.
وجاءت تصريحاته خلال مقابلة ضمن قمة “رويترز نكست الخليجية” في أبوظبي، حيث شدد على ضرورة إيجاد حل سياسي يوقف الحرب التي دخلت عامها الثالث وألحقت بالسودان دمارًا واسعًا في اقتصاده وبنيته التحتية.

وقال قرقاش إن السودان “لا يتيح في الوقت الراهن للإمارات القيام بدورها الإنساني كما هو الحال في غزة”، مشيرًا إلى استعداد بلاده لتوسيع نطاق المساعدات فور السماح بذلك.

وتزامنت هذه الدعوة مع مناخ سياسي متوتر بين البلدين، إذ يتهم السودان الإمارات بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والمقاتلين، وهي اتهامات تنفيها أبوظبي بشدة. وكانت الخرطوم قد أعلنت في مايو الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الإمارات ووصفتها بـ”دولة عدوان”، متهمة إياها بتمويل وتسليح “وكلائها المحليين”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

ورد قرقاش على هذه الاتهامات قائلاً: “من يريد أن يكون لاعبًا فاعلًا في المنطقة، عليه أن يتوقع مواجهة مثل هذه التحديات”، في تلميح إلى أن الانتقادات الموجهة للإمارات جزء من صراعات النفوذ في الإقليم.

توتر اقتصادي غير مسبوق

ووفق تقارير اقتصادية وشهادات متعاملين، فرضت الإمارات في الأشهر الأخيرة قيودًا قاسية على الذهب السوداني، ألحقت ضررًا فادحًا بالاقتصاد السوداني المعتمد على المعدن النفيس كمورد رئيسي للنقد الأجنبي.
كما أوقفت أبوظبي الرحلات الجوية والشحن التجاري من وإلى بورتسودان، ما أدى إلى تعثر حركة التصدير وانخفاض قيمة الجنيه السوداني بنسبة تقارب 40%.

وبيّنت بيانات البنك المركزي السوداني أن الإمارات كانت تستورد نحو 90% من صادرات السودان القانونية من الذهب في النصف الأول من عام 2025، بقيمة بلغت 840 مليون دولار. غير أن خبراء ومحللين يشيرون إلى أن الذهب المهرب – الذي تشير التقديرات إلى أنه يفوق الإنتاج الرسمي بأربعة أضعاف – يتجه أيضًا إلى الأسواق الإماراتية عبر شبكات غير رسمية.

الميدان يشتعل من جديد

وفي الأثناء، شهدت العاصمة الخرطوم تصعيدًا عسكريًا جديدًا، إذ استهدفت طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع مطار الخرطوم الدولي لليوم الثاني على التوالي، ما أجّل إعادة افتتاحه أمام الرحلات الداخلية بعد أكثر من عامين من الإغلاق.

وخلال زيارته للموقع، صرّح قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بأن “الجيش عازم على القضاء على التمرد وعدم السماح بعودته”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وفي غرب البلاد، يتواصل الحصار المفروض على مدينة الفاشر في دارفور منذ أكثر من 18 شهرًا، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء، ما أدى إلى تقلص عدد سكانها بنسبة 62% وفق المنظمة الدولية للهجرة.

ورغم المأساة الإنسانية المتفاقمة، ترى أوساط دبلوماسية أن تصريحات قرقاش تمثل محاولة إماراتية لإعادة التموضع دبلوماسيًا بعد شهور من القطيعة السياسية والاتهامات المتبادلة مع الخرطوم، في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي لإطلاق عملية سلام جديدة في السودان.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة