30.8 C
Khartoum

“طابعة بحجم حبة الدواء”: ابتكار طبي قد يحدث ثورة في علاج قرح الجهاز الهضمي دون جراحة

Published:

في خطوة قد تغيّر مستقبل جراحة الجهاز الهضمي، أعلن فريق بحثي من مدرسة لوزان الاتحادية للعلوم التطبيقية في سويسرا (EPFL) عن تطوير طابعة حيوية ميكروسكوبية بحجم قرص دواء، قادرة على طباعة أنسجة داخل الجسم لإصلاح الجروح أو القروح دون الحاجة للجوء إلى الجراحة التقليدية.

ويأمل العلماء أن يتم استخدام هذا الابتكار يوماً ما، لعلاج النزيف المعدي والقرحات الهضمية، وذلك عبر روبوتات دقيقة يمكن بلعها لتصل إلى موضع الإصابة، وتبدأ بعد ذلك بطباعة خلايا جديدة لإعادة ترميم الأنسجة التالفة.

جهاز ثوري بحجم حبة دواء

بحسب الدراسة المنشورة في دورية (Advanced Science)، صممت الطابعة الجديدة على شكل قلم حبر جاف صغير مزوّد برأس زنبركي، يطلق ما يُعرف باسم “الحبر الحيوي”، وهو مزيج من خلايا حية ومواد داعمة تشبه الجل الهلامي.

يحتوي الجهاز على خزان صغير للحبر الحيوي، فيما يقوم المكبس الزنبركي الداخلي بدفع المادة إلى الخارج بدقة عالية.

وتدار عملية طباعة الأنسجة من خارج الجسم بوساطة شعاع ليزر قريب من الأشعة تحت الحمراء ليخترق الأنسجة بأمان، بينما يتم توجيه الكبسولة عبر مغناطيس خارجي مثبت على ذراع آلية تشبه طريقة التحكم في عصا الألعاب الالكترونية.

وفي بيان صادر عن الجامعة السويسرية، يقول الباحث سانجاي مانورهان المشرف على الدراسة إنه في التجارب المعملية “تمكن الحبر الحيوي المحمل بالخلايا من الحفاظ على بنيته الحية لأكثر من 16 يوماً”.

ويعلق الطبيب المشرف على الإنجاز متفائلاً :” هذا الأمر يمنحنا أملاً كبيراً في إمكانية استخدامه لإصلاح الأنسجة داخل الجسم”.

نتائج واعدة

استخدم الفريق الطابعة الثلاثية في تجارب أثبتت نجاحاً تاماً على معدة الأرانب، حيث تم حقن الحبر الحيوي في مناطق مصابة، ليكوّن الحبر بعد ذلك غشاءاً واقياً ساعد فيما بعد على التئام الجروح.

ويخطط الباحثون لاختبار التقنية لاحقاً على الأوعية الدموية وأنسجة جدار البطن، لمعرفة قدرة الحبر الحيوي على الاندماج مع الخلايا الحية، وتسريع عملية التعافي، ليصار بعد ذلك إلى استخدامها على البشر.

ويقول الباحثون إن الطابعة الثورية الجديدة يمكن استخدامها أيضاً لحقن أدوية أو خلايا جذعية مباشرة في موضع الإصابة، ما يجعلها وسيلة دقيقة لتوصيل العلاج دون تدخل جراحي.

وبعد الإجراء، تقول الدراسة إلى أنه يمكن سحب الجهاز لاحقاً عبر الفم باستخدام نفس النظام المغناطيسي الذي يوجهه إلى داخل الجسم، ما يقلل المخاطر المحتملة على المريض، وتجنيبه بشكل تام التدخل الجراحي التقليدي لمعالجة قروح المعدة والتقرحات الهضمية والنزيف الداخلي على وجه التحديد.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة