34 C
Khartoum

233 قتيلاً… أطباء السودان يدفعون ثمن الحرب

Published:

الخرطوم ـ «القدس العربي»: رفع مقتل طبيب سوداني، أمس الثلاثاء، في منطقة شرق النيل في هجوم لـ « الدعم السريع»، عدد الأطباء الذين فقدوا حياتهم منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان من العام قبل الماضي، إلى 233.
وقتل صديق عثمان الفكي داخل منزله في منطقة شرق النيل، إثر قصف بطائرة مسيرة، قالت شبكة أطباء السودان، إن قوات الدعم السريع نفذته. كما أسفر الهجوم عن إصابة اثنين من أبناء الفكي، نُقلا لتلقي العلاج.
ووصفت الشبكة الهجوم بـ «الاستهداف الوحشي» الذي يعكس «نهجًا قائمًا على العنف والترويع لبسط النفوذ».
وأكدت أن مقتل صديق يرفع عدد الكوادر الطبية الذين فقدوا حياتهم منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان من العام قبل الماضي، إلى 233 طبيبًا، مضيفة أن «دماء الضحايا لن تذهب هدرًا»، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في إدانة ومحاسبة الدعم السريع.
وفي حادثة منفصلة، لقي شخصان مصرعهما وأصيب اثنان آخران مساء أمس، بعد إطلاق نار من أحد المسلحين بالقرب من مستشفى عطبرة في ولاية نهر النيل.
ووصفت الشبكة الحادث بأنه «انتهاك صريح للقوانين الدولية»، محذّرة من أن تكرار هذه الوقائع يُعرض حياة المرضى والكوادر الطبية للخطر، ويهدد ما تبقى من النظام الصحي في البلاد»، فيما اتهم شهود عيان مجموعة من منسوبي القوة المشتركة للحركات المسلحة المساندة للجيش، بإطلاق النار داخل المستشفى بعد وفاة أحد منسوبيها.
وأكدت الشبكة أن المنشآت الطبية يجب أن تظل مناطق آمنة ومحايدة، مطالبة الجهات النظامية بتأمينها، ومنع أي مظاهر للتسلح في محيطها.
ونفت القوة المشتركة للحركات المسلحة المساندة للجيش أمس الثلاثاء أي صلة لها بالحادث، مؤكدة عبر منصة الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية أنه تم القبض على الجناة وتجري تحقيقات بواسطة الشرطة
وقالت القوة المشتركة إنها «تلتزم بحماية المدنيين والعمل وفق القانون، ولن تتهاون مع أي تصرفات فردية أو محاولات لزعزعة الأمن». فيما وصفت لجنة أمن ولاية نهر النيل، الحادثة التي وقعت أمام مدخل البوابة الجنوبية لمستشفى عطبرة التعليمي بـ «الحادثة العرضية»، مشيرة إلى «أنها لا تحمل أي أبعاد وقد اتخذت الإجراءات الأمنية والقانونية من أجل استتباب أمن الوطن والمواطنين».
وفي سياق متصل، أعلنت «منظمة أطباء بلا حدود» تقليص حجم فريقها الطبي العامل في مستشفى بشائر جنوب الخرطوم، بعد دخول مسلحين إلى غرفة الطوارئ يوم الجمعة الماضي.

آخرهم سقط في هجوم لقوات «حميدتي»

وقالت أمس إن الحادث أدى إلى إخلاء الطوارئ مؤقتًا بعد أن هدد المسلحان العاملين الصحيين وجرى إطلاق رصاصة واحدة، دون وقوع إصابات.
وأضافت أن طاقمها لم يكن موجودًا أثناء الحادث، لكنها قررت تقليص الفريق مؤقتًا «في انتظار ضمانات أمنية»، مؤكدة أن غرفة الطوارئ أعيد افتتاحها، في وقت لا يزال فيه الطاقم المحلي في حالة «صدمة».
وكانت المنظمة قد استأنفت عملها في المستشفى في مايو/ ايار الماضي، بعد توقف دام أربعة أشهر نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية.
ويشهد القطاع الصحي في السودان ضغوطًا غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، فقد أغلقت ودمّرت عشرات المستشفيات، بينما تعمل أخرى بقدرات محدودة بسبب النقص الحاد في الكوادر والإمدادات.
ووثقت تقارير سابقة انتهاكات جسيمة بحق العاملين في القطاع الصحي، بينها القتل والاعتقال والتعذيب والاختطاف.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت شبكة أطباء السودان، مقتل الطبيب محمد عبد الرؤوف حسين تحت التعذيب في معتقلات «الدعم السريع»، بعد اعتقاله من منزله في منطقة شرق الخرطوم في يناير/ كانون الثاني الماضي، حيث عُثر لاحقًا على جثته بعد خمسة أشهر.
كما وثقت حالات مماثلة، منها مقتل الطبيبة مودة رحمة الله، جراء قصف جوي على مستشفى المجلد في ولاية غرب كردفان، حيث كانت توجد قوات من «الدعم السريع» داخل المستشفى، وفق روايات محلية.
وفي مايو/ أيار الماضي، اعتقلت «الدعم السريع» كوادر طبية في الضعين وأجبرتهم على خيار القتال أو دفع فدية.
وتطالب نقابة الأطباء السودانيين ومؤسسات طبية أخرى بفتح تحقيقات مستقلة ومحايدة حول الانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها الأطباء والمنشآت الصحية في البلاد، معتبرين أن استمرار استهداف العاملين في القطاع الصحي يشكل تهديدًا مباشرًا للمدنيين الذين يعتمدون على خدمات طبية محدودة في ظل الانهيار الواسع للبنية الصحية.
ويعمل الأطباء السودانيون في ظل ظروف بالغة التعقيد وسط المعارك، والنقص الحاد في المعينات الصحية واستهداف المرافق الصحية والعاملين في القطاع الصحي، حيث طالتهم عمليات القتل أثناء اقتحام المستشفيات والاختطاف والتهديد والابتزاز غيرها من الانتهاكات.
وأول أمس، دشن رئيس الوزراء، كامل إدريس، المبادرة الوطنية لدعم الصحة، التي تهدف إلى استقطاب الدعم المالي اللازم لتوفير الاحتياجات المطلوبة لفترة ثلاثة أشهر مقبلة، وفق وكالة «سونا» الرسمية.
وافتتح رئيس الوزراء باب تقديم المساهمات والتبرعات بحضور عدد من وزراء حكومة الأمل. وقال إن الحرب في نهاياتها، وإن البلاد تعرضت لتدخلات واعتداءات غاشمة، مؤكدًا تحقيق الانتصار.
وزاد: «تحدينا وقاومنا وانتصرنا على كل التحديات ونستطيع أن ننتصر على الأمراض». وقال إن الوضع الصحي والأمراض هذه تعتبر نتيجة وأعراضًا جانبية لعدوان المليشيا المتمردة، مؤكدًا عزم الدولة القضاء على الميليشيا ووقف جرائمها، ووعد كامل إدريس بأن السودان سيعود مرة أخرى أقوى ويكون في مقدمة الأمم.
وأشاد بالتفاعل مع المبادرة وتقديم التبرعات، وقال إن التفاعل الذي تم يبث الإحساس بالطمأنينة.
وعبر عن تقديره لكل الذين ساهموا في المبادرة من المؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد، كما شكر الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب السودانيين وساهمت في المبادرة.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة