الخرطوم – اندلعت صباح أمس الاثنين اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش السوداني ومجموعة تتبع للقوة المشتركة للحركات المسلحة في منطقة الصالحة بالريف الجنوبي لمدينة أم درمان، في أحدث مواجهة ضمن تصاعد التوتر الأمني غرب العاصمة.
وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات تزامنت مع توتر متزايد في مناطق الجموعية جنوب أم درمان، إثر حوادث أمنية متفرقة أبرزها اختطاف أحد المواطنين من قرية “إيد الحد” قبل يومين. وكانت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح قد أعلنت في أبريل 2024 إنهاء حيادها تجاه الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، مؤكدة انحيازها للجيش، وتشمل أبرز مكوناتها حركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وتحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي.
التصعيد الأخير جاء بعد حادثة أثارت استياء واسعًا في منطقة الجموعية، حيث أصدر ناطق القبيلة سيف الدين أحمد الشريف بيانًا اتهم فيه قوة مسلحة بدخول قرية “إيد الحد” دون صفة قانونية، وتفتيش منازل المواطنين واعتقال عبدالرسول رحمة الله عبدالرسول واقتياده بالقوة إلى جهة مجهولة. واعتبر البيان ما حدث “انتهاكًا صريحًا للأعراف والقوانين” وتهديدًا للسلم الأهلي، مؤكّدًا أن أبناء القبيلة تمكنوا لاحقًا من تحرير المواطن المختطف.
وحذّرت القبيلة في بيانها من دخول أي جهة مسلحة غير رسمية إلى أراضيها دون تنسيق مسبق، مشددة على أنها لن تتهاون في حماية أمنها المجتمعي والتصدي لما وصفته بـ”التحركات المشبوهة” التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار.
في المقابل، نقلت صحيفة السوداني عن مسؤول حكومي رفيع بولاية الخرطوم نفيه وجود أي تهديد مباشر من قوات الدعم السريع في مناطق غرب أم درمان، مؤكدًا أن “الأوضاع تحت السيطرة”. وأوضح أن لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة نفذت عملية أمنية في منطقتي الصالحة وجنوب العاصمة بناءً على معلومات استخبارية عن تحركات إجرامية محتملة، مشيرًا إلى أن العمليات الدورية تستهدف مكافحة الجريمة المنظمة والسكن العشوائي والوجود الأجنبي غير القانوني، إلى جانب استعادة الممتلكات المنهوبة واعتقال منتحلي صفات القوات النظامية.
كما كشف المسؤول عن اتخاذ قرار إخلاء بعض المدارس في جنوب أم درمان كإجراء احترازي لحماية التلاميذ من أي مخاطر ناتجة عن تبادل إطلاق النار أو تحركات عناصر خارجة عن القانون، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية “تعمل بكفاءة عالية” وتستجيب لشكاوى المواطنين في ما يتعلق بضبط المتفلتين وتأمين الأحياء السكنية.
وأكد أن الأوضاع الأمنية في العاصمة ومحيطها “تتجه نحو الاستقرار التدريجي”، في ظل استمرار الجهود الحكومية لضمان عودة الحياة الطبيعية وتحقيق بيئة آمنة للسكان.