طرابلس – أعلن الاتحاد السوداني لكرة القدم موافقته على مشاركة نادي المريخ في الدوري الليبي لموسم 2025 – 2026. ونشر نادي المريخ على حسابه الموثق على إكس، بيانا صحفيا جاء فيه “تلقى نادي المريخ يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 نسخة من الخطاب الرسمي الصادر من الاتحاد السوداني لكرة القدم إلى نظيره الليبي، والذي يفيد بالموافقة على مشاركة النادي في منافسات الدوري الليبي الممتاز لموسم 2026 – 2025 دون أن يؤثر ذلك على مشاركة المريخ في الدوري السوداني الممتاز المزمع قيامه في يناير المقبل حسب الخطاب. وهذه الخطوة تفتح فصلا جديدا في تاريخ الكرة السودانية، بعد التجربة العربية الفريدة، التي خاضها القطبان، المريخ والهلال، في الدوري الموريتاني الموسم الماضي، والتي شكّلت محطة غير مسبوقة للأندية السودانية الباحثة عن الاستمرارية، وسط توقف النشاط المحلي.
تجربة استثنائية
وفي وقت لم يحسم نادي الهلال موقفه من مرافقة غريمه التقليدي إلى الدوري الليبي، فإن الفريقين كانا قد خاضا تجربة استثنائية الموسم الماضي في الدوري الموريتاني، بعد استيفاء جميع الشروط القانونية والإدارية، وجاءت هذه المشاركة الخارجية نتيجة توقف بطولة الدوري السوداني لأشهر طويلة، بسبب الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ 15 أبريل 2023، ما دفع الأندية إلى البحث عن فرص للحفاظ على جاهزيتها التنافسية.
الأندية الليبية الكبرى تولي أهمية كبيرة للاعبين الذين يجدون تسهيلات للانضمام إليها، خاصة أنهم يقدمون الإضافة
وحقق نادي الهلال لقب الدوري الموريتاني، في ختام تلك التجربة، بينما احتل المريخ المركز الخامس، قبل أن يباشر مرحلة تجديد شاملة، خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، وأبرم النادي عقودا جديدة مع عدد من اللاعبين البارزين، أبرزهم الجناح الغيني، أبوبكر بشير بانغورا، والمهاجم موسى مويس كامارا، وحارس مرمى منتخب بوركينا فاسو لادجي إبراهيما سانو، إلى جانب الظهير السنغالي داودا با جندي، والحارس الدولي السوداني محمد النور أبوجا، كما تعاقد النادي مع المدرب الصربي، داركو نوفيتش (53 عاما) لقيادة الفريق لعامين، في محاولة لإعادة التوازن، بعد فترة من الاضطراب الفني والإداري، رغم الإقصاء المبكر من الدور الأول للمرحلة التمهيدية المؤهلة لدور مجموعات دوري أبطال أفريقيا.
تحليلات رياضية سودانية أشارت إلى أن دوافع الأندية السودانية للتوجه نحو الدوري الليبي كانت متعددة، أبرزها الحفاظ على استمرارية النشاط التنافسي بعد الخروج المبكر من البطولات القارية، إضافة إلى تأخر انطلاق الدوري المحلي في السودان. كما سعت الأندية إلى حماية عقود اللاعبين المحترفين الأجانب وتجنب التكاليف المترتبة على فسخها، إلى جانب استثمار وجود بعثاتها في ليبيا، حيث سبق أن أقامت مباريات قارية هناك، ما يجعل فكرة المشاركة في الدوري الليبي منطقية من الناحية اللوجستية. وهذه الاعتبارات تعكس رغبة الأندية في إيجاد حلول عملية تضمن استمرارها في المنافسات، بعيدًا عن التعقيدات السياسية أو التنظيمية.
في المقابل، برزت موجة رفض شعبية داخل ليبيا، حيث عبّرت جماهير محلية عن رفضها لفكرة مشاركة أندية أجنبية في البطولة الوطنية، معتبرة ذلك تهديدًا لهوية المسابقة المحلية. وظهرت مطالبات عديدة تدعو إلى حماية الدوري الليبي من أيّ تدخلات خارجية، والحفاظ على خصوصيته التنظيمية. ورغم عدم صدور قرار رسمي من الاتحاد الليبي لكرة القدم حتى الآن، أوضحت بعض الجهات الليبية أن أيّ بيانات أو اعتذارات متداولة بشأن التنظيم هي إجراءات إدارية بحتة، ولا تعكس مواقف عدائية تجاه الأندية السودانية، بل تهدف إلى تنظيم المسابقة وفقًا للمعايير المعتمدة.
واتخذت الهيئات الكروية الليبية، ممثلة في اتحاد الكرة، مجموعة من التدابير في السنوات الأخيرة، تهدف إلى تسهيل انضمام اللاعبين العرب من بعض الدول، وهي دول المغرب العربي وفلسطين والسودان، ما يطرح التساؤلات حول إمكانية حدوث تأثير سلبي يهدد الدوري الليبي بمصير التجربة التونسية، التي شهدت سلبيات عجّلت بإلغاء هذا القانون. ومدّد اتحاد الكرة التجربة هذه المرة، بهدف تطوير الدوري الليبي لكرة القدم، إضافة إلى مساعدة اللاعبين الفلسطينيين والسودانيين للبقاء في أجواء المنافسة، بعد توقف بطولات كرة القدم في هذين البلدين بفعل الحرب، التي يتعرضان لها، لكن لهذا القرار سلبيات من شأنها أن تنعكس سلبا على اللاعب الليبي ومنتخب ليبيا، الذي يعاني سوء النتائج وغيابا على الساحة القارية والدولية.
أهمية كبيرة
جماهير محلية تعبّر عن رفضها لفكرة مشاركة أندية أجنبية في البطولة الوطنية، معتبرة ذلك تهديدًا لهوية المسابقة المحلية
تولي الأندية الليبية الكبرى أهمية كبيرة للاعبين الذين يجدون تسهيلات للانضمام إليها، خاصة أنهم يقدمون الإضافة، مثل الجزائري زكرياء منصوري، صاحب التمريرات الحاسمة الأربع في مباراة واحدة، ومواطنه الهداف محمد بن ديدة، صاحب الأهداف الخمسة مع نادي الترسانة، إضافة إلى الفلسطينيين زيد قنبر (أربعة أهداف) ومحمود أبووردة، ناهيك عن حضور تونسي مميز ممثل في 38 لاعباً، وهو ما يدفع بالمدربين إلى الاعتماد عليهم بشكل شبه دائم.
وفي هذا السياق كشفت مصادر قريبة من النادي الأفريقي التونسي عن اتفاق مبدئي مع لاعب خط الوسط الليبي فهد المسماري لانتقاله إلى نادي السويحلي في فترة الانتقالات الصيفية المستمرة حتى الأسبوع الأخير من الشهر الجاري في الدوري الليبي. وربطت المصادر ذاتها فسخ عقد المسماري في الفترة المقبلة بتأهيل مواطنه أسامة الشريمي رسميا للعب مع النادي الأفريقي بعد أشهر من الانتظار والتعقيدات بعد رفض نادي السويحلي إرسال بطاقة التأهيل الخاصة بلاعبه السابق.
وكان النادي الأفريقي نجح في الحصول على التأهيل القانوني للشريمي (25 عاما) ليكون مؤهلا لخوض المباريات رسميا مع فريقه وهو ما يشكل حلا إضافيا للمدرب فوزي البنزرتي في خط الوسط. ومقابل انضمام الشريمي، الذي سيكون جاهزا قانونيا للعب بدءا من الجولة العاشرة ضد الاتحاد المنستيري، ينتظر أن يتخلى الأفريقي عن فهد المسماري الذي انضم للفريق في يناير الماضي قادما من نادي التحدي الليبي.
وتنتهي آجال فترة الانتقالات الصيفية في الدوري الليبي للمحترفين يوم 24 أكتوبر 2025 وهو ما يسهل انتقال المسماري (21 عاما) لنادي السويحلي والعودة من جديد للدوري الليبي. وشارك فهد المسماري في 7 مباريات مع الأفريقي هذا الموسم لكنه خاض أغلبها لاعبا بديلا، بينما لعب في الموسم الماضي 12 مباراة وأحرز هدفا في كل المسابقات.
وسبق ان شارك المريخ والهلال في الدوري الموريتاني في الموسم الماضي. واحتل الهلال المركز الأول فيما جاء المريخ في المركز السادس. لكن الدوري السوداني استأنف نشاطه بمشاركة ثمانية فريق في يوليو الماضي بعد توقف طويل، وأنهاه المريخ في المركز الثاني خلف الهلال.