34.4 C
Khartoum

فوضى أمنية في الخرطوم: جندي يهدد بنسف مستشفى وتوتر عسكري بين القوات المشتركة و الجيش

Published:

شهد مستشفى بشائر، الواقع جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، مساء الجمعة، حالة من ارتباك أمني شديد عقب تهديد عنصر من القوات المشتركة التابعة لجناح مني أركو مناوي بتفجير المنشأة الطبية باستخدام قنبلة يدوية، فور تلقيه نبأ وفاة أحد زملائه المصابين. أحدث هذا التصرف حالة من ذعر واسع داخل المستشفى، دفعت الكوادر الطبية والإدارية إلى مغادرة المبنى بشكل جماعي، فيما اضطر المرضى ومرافقوهم إلى الإخلاء وسط أجواء مشحونة بالتوتر والقلق. جاء الحادث في أعقاب اشتباكات مسلحة وقعت في منطقة سوق السمك شمال المستشفى بين القوات المشتركة وعناصر من الجيش السوداني، ما زاد من تعقيد الوضع الأمني في محيط المنشأة الصحية.

مطالبات بإخراج التشكيلات المسلحة من الخرطوم

على الرغم من صدور تعليمات واضحة من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بسحب جميع التشكيلات العسكرية من العاصمة، لا تزال بعض الحركات المسلحة والكتائب المتحالفة مع الجيش ترفض المغادرة، ما يبقي المرافق الحيوية، ومنها المستشفيات، عرضة للاضطرابات والاعتداءات. حادثة مستشفى بشائر كشفت هشاشة المنظومة الأمنية في المدينة، وأظهرت مدى تعرض العاملين في القطاع الصحي والمدنيين لخطر مباشر، في ظل غياب آليات رقابية صارمة لضبط سلوك القوات داخل الأحياء المدنية. وقد تصاعدت الدعوات من الأوساط الطبية والمجتمعية لفرض الانضباط العسكري وتوفير الحماية للمنشآت الخدمية لضمان استمرار الخدمات في بيئة آمنة.

توقف العمل وتكرار الاعتداءات

أكد مصدر طبي، الأحد، أن العمل في المستشفى توقف بشكل كامل نتيجة تهديدات مباشرة من عناصر القوات المشتركة، استهدفت الكوادر الطبية على وجه الخصوص. أوضح المصدر أن الطواقم الطبية أوقفت العمل مساء الجمعة، ثم استأنفت النشاط ظهر السبت إثر تدخل مدير إدارة الطب العلاجي بوزارة الصحة، غير أن التوتر عاد سريعاً ليتوقف العمل مرة أخرى. وأفاد شاهد عيان بأن قسم الحوادث أغلق أبوابه أمام استقبال الحالات صباح الأحد، في إشارة إلى استمرار الاضطراب داخل المنشأة.

يحظى مستشفى بشائر بدعم من منظمة “أطباء بلا حدود”، وقد سبق أن تعرض لسلسلة اعتداءات خلال فترة سيطرة قوات الدعم السريع على الخرطوم، ما أثار قلقاً بالغاً في الأوساط الطبية والحقوقية. يُعد المستشفى من أهم المرافق التي تخدم مناطق واسعة بجنوب العاصمة، لكن استمرار الاعتداءات يضع القطاع الصحي أمام تحديات جسيمة في مواصلة أداء مهامه، الأمر الذي يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لضمان حماية الكوادر والمرافق في ظل بيئة أمنية ما زالت تعاني من الانفلات والتوتر.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة