34.5 C
Khartoum

المرصد السوداني لحقوق الإنسان يطالب السلطات الليبية وقف جميع حملات الاعتقال التعسفي والمداهمات التي تستهدف اللاجئين والمهاجرين

Published:

طرابلس- أفاد المرصد السوداني لحقوق الإنسان أن وضع اللاجئين السودانيين في مناطق غرب ليبيا، خصوصاً في طرابلس ومصراتة والزاوية وصرمان وصل إلى مستوى كارثي يهدّد حياة المئات منهم.

وأعرب المرصد، في بيان له عن قلقه البالغ بشأن “تصاعد خطاب كراهية الأجانب وحملات العنف والاعتقالات التعسفية التي تستهدف اللاجئين السودانيين الفارّين من الحرب، ضمن حملة واسعة ضد المهاجرين الأفارقة في ليبيا.”

وقال المرصد إنه وثّق “أنماطاً خطيرة من الانتهاكات التي تحدث على مستويين رسمي ومجتمعي،” لافتا أن جهات أمنية، مثل جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، “يشن حملات دهم ليلية على مساكن اللاجئين، واعتقل المئات منهم بشكل تعسّفي، واقتادهم إلى مراكز إيواء تفتقر لأدنى المعايير الإنسانية، حيث يُحشر عشرات الأشخاص، بينهم نساء وأطفال، في شاحنات وفي ساحات احتجاز مفتوحة، في معاملة مهينة ولا إنسانية.”

وتتصاعد وتيرة العنف الأهلي الذي تغذّيه حملة تحريض وكراهية منظمة وواسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وفق البيان.

المرصد السوداني لحقوق الإنسان وثّق أنماطاً خطيرة من الانتهاكات التي تحدث على مستويين رسمي ومجتمعي

وأضاف المرصد أن الحملة تبدو منسقة بشكل فعّال، وقد أدت إلى قيام جماعات من المواطنين بمهاجمة الأجانب في الشوارع، وتخريب ممتلكاتهم، واقتحام منازلهم وتهديد أسرهم بالسلاح الأبيض، وإجبارهم على إخلاء مساكنهم، كما حدث مع الصحافي السوداني مصعب محمد علي وأسرته في مدينة صرمان.

وأوضح المرصد أن هذه الأفعال لا تشكّل حوادث معزولة، بل هي “نتيجة مباشرة لخطاب عنصري يعتبر اللاجئين السودانيين مهاجرين غير قانونيين وخطراً ديمغرافيا، متجاهلاً حقيقة أنهم فارون من حرب مدمرة.”

وأبدى المرصد السوداني لحقوق الإنسان قلقاً خاصاً حيال سلامة نحو 45 صحافياً سودانياً لاجئاً في ليبيا، “أصبحوا أهدافاً سهلة بسبب عملهم السابق وهشاشة وضعهم الحالي”، مشيرا إلى أنه “تلقى نداء استغاثة عاجل للمساعدة على إجلاء 19 منهم، يوجدون في مناطق عالية الخطورة ويواجهون تهديدات مباشرة.”

وطالب المرصد السلطات الليبية وقف جميع حملات الاعتقال التعسفي والمداهمات التي تستهدف اللاجئين والمهاجرين فوراً؛ وتوفير الحماية الفورية والكاملة للاجئين، كما حث المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تفعيل الولاية الحمائية للاجئين بشكل كامل، وتسهيل عمليات الإجلاء الإنساني للحالات الأكثر خطورة، وكذلك دعا منظمة اليونسكو للتدخل الفوري وتفعيل آليات خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحافيين.

وسبق أن حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن أعداد اللاجئين السودانيين الفارين إلى ليبيا مرشحة لتجاوز 650 ألف شخص بحلول نهاية العام الجاري، ما يشكل ضغوطا متزايدة على المدن الليبية المستضيفة والتي في غالبيتها مهمشة وتعاني العديد من الصعوبات على مستوى الخدمات وتأمين الاحتياجات الأساسية.

وكشفت المفوضية في تقرير الاثنين أن ليبيا استقبلت منذ أبريل 2023 نحو 313 ألف لاجئ سوداني، مشيرة إلى تصاعد وتيرة التدفق اليومي عبر الحدود الجنوبية، بمتوسط يتراوح بين 300 و600 وافد، معظمهم من إقليم دارفور الذي يشهد أوضاعا إنسانية متدهورة.

وتعاني ليبيا بدورها من صراع داخلي، فمنذ عام 2011 أصبحت ليبيا دولة عبور خطيرة للاجئين والمهاجرين غير الشرعيين نحو أوروبا. وتوجد في البلاد حكومتان تعملان في مناطق مختلفة، بالإضافة إلى العديد من الجماعات المسلحة التي تسيطر على مناطق نفوذ محلية، ما أدى إلى خلق بيئة تُنتهك فيها حقوق الإنسان بشكل مستمر.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة