بمجرد الإعلان إلى التوصل عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أطلق قادة العالم تصريحات مرحبة بهذا “الإنجاز الدبلوماسي الكبير”، الذي جسد “لحظة تاريخية” و”خطوة كبيرة نحو سلام دائم”. فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى “اتفاق دائم لوقف إطلاق النار”، أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فعلق من جهته قائلا: “لقد اصطف العالم أجمع خلف هذا الاتفاق”. فما هي أبرز ردود الفعل الدولية حوله؟
عبر قادة العالم الخميس عن ترحيبهم باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل رهائن ومعتقلين فلسطينيين بين إسرائيل وحماس، والذي يفتح الباب لإنهاء حرب دامية في المنطقة، خلفت عشرات آلاف القتلى والكثير من الدمار.
“أمر جيد”
في مقدمة ردود الفعل الدولية، عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سعادته لما تحقق، قائلا “لقد اصطف العالم أجمع خلف هذا الاتفاق (…) دول كثيرة لم تكن لتخطر ببالكم (…) قامت بكل ما هو ضروري”.
وأكد “هذا أمر جيد جدا لإسرائيل، وللمسلمين، وللدول العربية (…) وللولايات المتحدة”.
“يوم عظيم لإسرائيل“
من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه “يوم عظيم لإسرائيل” وإنه سيجمع حكومته الخميس لإقرار الاتفاق، في حين أكد وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش أنه سيصوت ضده.
أما حركة المقاومة الإسلامية، فدعت الرئيس الأمريكي إلى إلزام إسرائيل “تنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة، وعدم السماح لها بالتنصل أو المماطلة في تطبيق ما تم التوافق عليه”.
كما رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتوصل إلى اتفاق “يقضي بوقف الحرب على قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال منه، ودخول المساعدات الإنسانية، وتبادل الأسرى”.
“خطوة كبيرة نحو سلام دائم”
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن “إقرار اتفاق لوقف إطلاق النار حاليا في غزة لا يمكن إلا أن يثير ارتياحا عاما. إننا نرحب بكل هذه الجهود” مضيفا “نأمل أن يتم التوقيع اليوم وأن تلي ذلك أفعال لتنفيذ التفاهمات”.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “إطلاق سراح جميع الرهائن بصورة كريمة” وإلى “اتفاق دائم لوقف إطلاق النار”. وشدد على ضرورة أن “يتوقف القتال نهائيا”، مؤكدا أن الأمم المتحدة مستعدة لزيادة إمدادات المساعدات الإنسانية وللمشاركة في إعادة إعمار القطاع الفلسطيني المدمّر.
بدوره، رحب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس باتفاق وقف إطلاق النار، باعتباره “خطوة كبيرة نحو سلام دائم”، مؤكّدا استعداد المنظمة الأممية لـ”تكثيف” مساعدتها الصحية في القطاع.
“لحظة تاريخية”
اعتبرت مصر، الدولة المضيفة للمحادثات، أن الاتفاق يشكل “لحظة فارقة” في حرب غزة. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن “العالم شهد لحظة تاريخية تُجسّد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب” بالتوصل إلى الاتفاق بعد أيام من المحادثات في مصر، مشددا على أنه “لا يطوي صفحة حرب فحسب، بل يفتح باب الأمل لشعوب المنطقة في غدٍ تسوده العدالة والاستقرار”.
كما رحب الأردن “بالتوصّل لاتفاقية لوقف إطلاق النار في غزة والاتفاق على آليات تنفيذ المرحلة الأولى منه، وبما يؤدي لوقف الحرب وتنفيذ اتفاقية تبادل وانسحاب القوّات الإسرائيلية من القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية”.
وأشادت السعودية أيضا بالاتفاق، آملة أن يمهد إلى “سلام شامل وعادل”، مع تثمين دور الرئيس الأمريكي و”جهود الوساطة التي بذلها الأشقاء في دولة قطر وجمهورية مصر العربية والجمهورية التركية”.
وفي تركيا، شكر الرئيس رجب طيب أردوغان نظيره الأمريكي دونالد ترامب “الذي أظهر الإرادة السياسية اللازمة لحض الحكومة الإسرائيلية على الموافقة على وقف إطلاق النار”، معربا عن “ارتياح كبير”.
“الإنجاز الدبلوماسي الكبير”
أوروبيا، أشادت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بالاتفاق واصفة إيّاه بـ”الإنجاز الدبلوماسي الكبير”. وفي فرنسا، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون أن الاتفاق يثير “أملا هائلا”، متمنيا أن يمهد “لحل سياسي” قائم على مبدأ الدولتين. وفي ألمانيا، رحب المستشار فريدريش ميرتس بالتطورات “المشجعة”. وفي إيطاليا، أشادت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني بـ”النبأ الرائع”.
وفي إسبانيا التي تعد من أكثر الدولة الأوروبية انتقادا للعملية العسكرية لإسرائيل في غزة، شدد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز على ضرورة “توفير الدعم للمدنيين” و”عدم تكرار الفظائع التي قاسوها أبدا”.
من جهته، أشاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالجهود الدبلوملسية “الحثيثة” التي بذلها الوسطاء والشركاء الإقليميون للتوصل إلى “خطوة أولى أساسية”.
وفي الصين، قالت بكين إنها تأمل في حصول وقف إطلاق نار “دائم وشامل في أسرع وقت ممكن وفي تخفيف فعلي للأزمة الإنسانية والتوتر الإقليمي”.
