تشهد العاصمة الليبية طرابلس تصاعداً في الضغوط على الأسر السودانية المقيمة فيها، عقب تحذيرات أمنية رسمية وجهتها السلطات الليبية لصالح ملاك العقارات، تطالبهم بعدم تأجير المنازل للأجانب دون إذن مكتوب من الشرطة. ونقل موقع “راديو دبنقا” السوداني أن هذه التحذيرات، التي انتشرت عبر منشورات منسوبة للشرطة الليبية على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت عدداً من الملاك إلى مطالبة المستأجرين السودانيين بإخلاء منازلهم فوراً، مما أثار حالة من القلق داخل الجالية السودانية التي تضم آلاف الأسر النازحة بسبب الحرب المستمرة في السودان.
وفي حي جنزور، حيث تقيم أعداد كبيرة من الأسر السودانية، أفادت إحدى السيدات أن مالك منزلها طلب منهم المغادرة وقطع المياه عنهم للضغط عليهم، مشيرة إلى أن العودة إلى السودان مستحيلة في الوقت الراهن، وأنها لا تملك بديلاً، مطالبة السفارة السودانية ومكتب الجالية بالتدخل العاجل لتوفير مأوى آمن. وشهادة أخرى لسيدة سودانية أكدت تلقيها إخطاراً مماثلاً من مالك منزلها وطالبت الجهات المختصة بإيجاد حل سريع وسط ظروف معيشية صعبة وغياب الخيارات البديلة.
رغم تأكيد حكومة الوحدة الوطنية الليبية سابقاً استثناء السودانيين من الإجراءات الصارمة ضد الأجانب، إلا أن الواقع الميداني يعكس وضعاً مختلفاً، حيث يتعرض العديد من السودانيين في مناطق الغرب الليبي لمضايقات وتنمر من بعض المواطنين الرافضين للوجود الأجنبي. ويثير هذا التباين بين التصريحات الرسمية والممارسات اليومية تساؤلات حول جدوى السياسات الحكومية في حماية الفئات الضعيفة، ويضع الجالية السودانية أمام تحديات متزايدة تتطلب استجابة عاجلة من الجهات الدبلوماسية والإنسانية لضمان مستوى أدنى من الاستقرار وكرامة المعيشة.
