الخرطوم ـ «القدس العربي»: أسقطت الدفاعات الجوية التابعة للجيش السوداني، صباح أمس الأحد، عددا من الطائرات المسيرة التي أطلقتها قوات الدعم «السريع» في محاولة لاستهداف مواقع عسكرية في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، ومدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض، جنوب البلاد، فيما أصابت أخرى مرافق صحية وأحياء سكنية في المدينتين.
وأظهر مقطع مصور احتفال جنود الفرقة الخامسة مشاة «الهجانة» التابعة للجيش السوداني، في مدينة الأبيض بعد إسقاط مجموعة من الطائرات المسيرة حاولت استهداف مواقع عسكرية حساسة داخل المدينة. كما تمكنت وحدات الدفاع الأرضي من تدمير مسيرة استراتيجية كانت في طريقها لضرب أهداف داخل المدينة.
وأشارت المصادر إلى أن الدعم السريع أطلقت أكثر من 15 طائرة مسيّرة انتحارية من مطار مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور.
ووصف مجلس الوزراء السوداني برئاسة كامل إدريس الهجوم بـ«التصعيد الخطير» مؤكّدًا أن «الاعتداء على مدينة الأبيض باستخدام طائرات مسيرة يكشف إصرار قوات الدعم السريع على تعريض حياة المدنيين للخطر، وتخريب البنية التحتية والخدمات الأساسية».
وأضاف: «تدين الحكومة بأشد العبارات هذا الهجوم الإرهابي، وتؤكد مضيها في أداء واجبها الوطني لحماية المدنيين، والتصدي للعدوان، والعمل على استعادة الأمن والاستقرار وترسيخ دولة القانون».
أضرار
ووفق الجيش «الهجوم أدى إلى أضرار مادية في مستشفى الأبيض التعليمي ومستشفى الضمان وعدد من الأحياء السكنية ومرافق الخدمات، دون تسجيل خسائر في الأرواح».
واعتبر الهجوم « انتهاكًا جديدًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، ودليلًا على التمادي في استهداف المدنيين والمرافق الصحية والخدمية».
ضربت مرافق صحية وأحياء سكنية… والحكومة تعتبر الهجوم «تصعيدا خطيرا»
ووصف الناطق باسم القوات المسلحة، العميد الركن عاصم عوض عبد الوهاب، الهجوم بأنه «هزيمة أخلاقية» لقوات الدعم السريع، مؤكدًا أن الجيش سيواصل مهامه في الدفاع عن المدنيين ومواقع الدولة.
وتداولت منصات موالية للجيش مقاطع مصورة لجنود من الفرقة الخامسة «الهجانة» وهم يعرضون حطام طائرات مسيرة تم إسقاطها في محيط مدينة الأبيض، على متن عربات عسكرية. وكانت مدينة الأبيض قد تعرضت في أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي لهجوم مشابه بطائرات مسيرة أطلقتها قوات «الدعم» استهدفت مقراً عسكرياً غربي المدينة، مما أثار موجة من الذعر بين السكان المحليين.
قلق عام
وقال مواطنون إن الهجمات تسببت في حالة من القلق العام، خاصة في ظل استمرار التصعيد العسكري.
كما أفادت تقارير متطابقة بأن الدفاعات الجوية للجيش تصدت أيضاً لطائرات مسيّرة استهدفت مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض، حيث تم إسقاط عدد منها دون تسجيل إصابات.
وتأتي هذه التطورات في ظل المعارك المتصاعدة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم» منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان 2023، والذي أسفر عن سقوط آلاف الضحايا ونزوح ملايين المدنيين، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية.