31.1 C
Khartoum

أكثر من 60٪ من سكان الفاشر يغادرون المدينة مع تفاقم أزمة النزوح في شمال دارفور

Published:

تشهد مدينة الفاشر في شمال دارفور أزمة نزوح حادة مع تراجع عدد سكانها بنسبة 62% منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وفقاً لبيانات حديثة من المنظمة الدولية للهجرة. ويبلغ عدد السكان حالياً حوالي 413 ألف نسمة، بينهم 204 آلاف نازح داخلي و209 آلاف من السكان الأصليين. في الوقت نفسه، تستمر موجات النزوح مع تسجيل خروج 770 شخصاً من الفاشر إلى محلية طويلة في أوائل أكتوبر 2025، وسط تصاعد يومي للقتال في المدينة.

كشف تقرير المنظمة أن النزوح في شمال دارفور تجاوز 1.9 مليون شخص، يمثلون نحو 20% من إجمالي النازحين في السودان، مع تصدر محليات طويلة ودار السلام والفاشر لمناطق استقبال النازحين. بينما تضاعف عدد النازحين في تاويلا خلال ستة أشهر، انخفض في الفاشر بنسبة 70% بسبب استمرار الاشتباكات المسلحة.

زيارة منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، دينيس براون، إلى محلية طويلة أكدت معاناة النازحين، وطالبت بوقف القتال وفتح ممرات إنسانية للوصول إلى المتضررين، كما زارت معسكر أرقو وعيادة صحية تقدم خدماتها للنساء والأطفال.

سجل التقرير 222 حادثة نزوح خلال عام ونصف، منها 166 صراعاً مسلحاً، كما زاد عدد السودانيين العابرين إلى تشاد بنسبة 45% في عام واحد، مع موجة نزوح كبيرة بعد الهجوم على معسكر زمزم حيث نزح نحو 499 ألف شخص، إضافة إلى نزوح آلاف السكان من الفاشر وأبو شوك بسبب التصعيد في أغسطس وسبتمبر 2025.

تعاني المدينة من انهيار الخدمات الصحية، حيث لا تستطيع 78% من الأسر الحصول على الرعاية الصحية بسبب نقص المرافق والأمن والأدوية، مع انتشار الأمراض مثل الملاريا والالتهابات التنفسية. كما تواجه الأسر مشكلات في توفير المياه حيث 28% يقضون أكثر من ساعة لتأمين الماء، وتتعرض 54% لمخاطر أمنية عند جلب المياه.

على صعيد الأمن الغذائي، تعاني 75% من الأسر من صعوبة الوصول للأسواق بسبب الخوف من الهجمات، فيما وصف 62% وضعهم الغذائي بالضعيف جداً ويلجأ كثيرون إلى تقليل الوجبات وبيع الممتلكات.

تشير البيانات إلى مخاطر أمنية كبيرة من ذخائر غير منفجرة وقيود على الحركة بسبب الألغام، مع وصول الكهرباء لأقل من نصف ساعة يومياً ونسب ضعيفة جداً من السكان القادرين على الوصول لمرافق صحية خلال 15 دقيقة.

وتتوقع فرق الميدان استمرار النزوح من الفاشر إلى تاويلا ودار السلام وزيادة العبور إلى تشاد ووسط دارفور بسبب استمرار القتال وصعوبة الحصول على الخدمات. وأشار التقرير إلى أن 65% من النازحين يخططون للبقاء في مكانهم، و20% يفكرون في العودة، و8% في التنقل داخل السودان، بينما 2% ينوون مغادرة البلاد.

المنظمة الدولية للهجرة حذرت من تفاقم الأزمة ودعت إلى توسيع الاستجابة الإنسانية وتأمين ممرات آمنة للمساعدات، محذرة من أن استمرار التدهور قد يؤدي إلى نزوح جديد واسع داخل وخارج الولاية.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة