الخرطوم ـ «القدس العربي»: اختتم وزير الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية جنوب السودان، السفير ماندي سيمايا، زيارة رسمية إلى السودان استمرت ثلاثة أيام، جاءت في أعقاب فترة من التوتر وجمود في العلاقات بين البلدين، وسط اتهامات سابقة من الخرطوم لجوبا بتقديم دعم لقوات «الدعم السريع» التي تخوض حرباً مع الجيش السوداني منذ أكثر من عامين.
وجاءت الزيارة بدعوة من وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني، السفير محيي الدين سالم أحمد، واختُتمت أمس الإثنين بصدور بيان مشترك بين الجانبين، عبّر عن رغبة البلدين في تجاوز الخلافات وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
خلال الزيارة، التقى ماندي برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، حيث سلّمه رسالة خطية من نظيره رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت، تضمنت تأكيدًا على تضامن حكومة جوبا مع السودان، واستعدادها لدعم جهود تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك، خاصة فيما يتصل بأوضاع مواطني جنوب السودان المقيمين في السودان.
كما عقد لقاءات مع كل من نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق مالك عقار، ورئيس مجلس الوزراء كامل الطيب إدريس، بالإضافة إلى وزير النفط، وزير الداخلية، مدير عام جهاز المخابرات العامة، ومدير عام قوات الشرطة.
وتمت خلال المباحثات مناقشة سبل تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد، النفط، البنية التحتية، التعليم، الصحة، والطاقة، إلى جانب القضايا الأمنية والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات، وضبط الحركة الحدودية، ورعاية رعايا الدولتين.
سيمايا زار السودان والتقى مسؤولين بينهم البرهان
وشدد الجانبان على ضرورة تفعيل اللجان المشتركة في المجالات السياسية والأمنية، وتكثيف الزيارات الرسمية، حيث وجّه الوزير ماندي دعوة رسمية لرئيس الوزراء السوداني لزيارة جوبا. وقد توصّل الجانبان خلال الزيارة إلى عدد من التفاهمات الهامة التي من شأنها تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وتم الاتفاق على إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين، تهدف إلى دعم وتوسيع مجالات التعاون في الاستثمار، التجارة، النفط، الزراعة، النقل والبنية التحتية، إلى جانب دعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص في كلا الدولتين.
كما ناقش الجانبان سبل تسهيل حركة التجارة والاستثمار، بما في ذلك دراسة إمكانية تخصيص منطقة حرة في ميناء بورتسودان تخدم جنوب السودان، خاصة في مجال تطوير صناعة النفط ومعداته، وتسهيل حركة البضائع العابرة.
وفي سياق تعزيز التواصل الرسمي، أكد الطرفان على أهمية تبادل الزيارات الثنائية والفنية. وشدد البيان المشترك على أن تكون من أولى هذه الزيارات زيارة وزراء الخارجية، النفط، والداخلية في السودان إلى جوبا، على أن تشمل الزيارات من جنوب السودان إلى السودان مسؤولين من بينهم نائب رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية، ووزيرة التجارة والصناعة، إلى جانب وفد من وزارة البترول ومؤسسات حكومية أخرى.
واتفق الجانبان كذلك على تفعيل آليات التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية والتعاون الدولي في البلدين، وعقدها بشكل منتظم، بما يعزز التنسيق المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، ويخدم مصالح البلدين في المحافل الخارجية.
كما عبّر الطرفان عن تقديرهما للجهود المشتركة في دعم مسارات السلام والاستقرار داخل السودان وجنوب السودان، وأكدا أهمية الاستمرار في التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الأمنية، وتعزيز أمن الحدود.
وأكد الجانبان على أهمية رعاية الجاليات السودانية والجنوب سودانية المقيمة في كلا البلدين، ومعالجة المشكلات المرتبطة بالهجرة والإقامة، وضمان حمايتهم القانونية والاجتماعية.
