31.8 C
Khartoum

وفاة صحفي في الفاشر جراء القصف المدفعي وسط تصاعد المواجهات

Published:

في حادثة مأساوية جديدة تعكس تصاعد العنف في إقليم دارفور، نعى عدد من الصحفيين والإعلاميين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، زميلهم الصحفي النور سليمان النور، الذي فارق الحياة إثر سقوط قذيفة مدفعية على منزله يوم الجمعة. وأكدت الصحفية زمزم خاطر، عضو مبادرة صحفيات دارفور، أن النور توفي صباح السبت 4 أكتوبر 2025 متأثرًا بالإصابة التي لحقت به جراء القصف الذي طال منزله في حي سكني بمدينة الفاشر. ويُعد النور من أبرز الصحفيين المحليين الذين وثّقوا تطورات النزاع في الإقليم، ما يجعل وفاته خسارة فادحة للمشهد الإعلامي السوداني في لحظة حرجة من تاريخ البلاد.

مدينة الفاشر شهدت يوم الجمعة 3 أكتوبر الجاري موجة عنيفة من القصف المدفعي، نفذتها قوات الدعم السريع، واستهدفت مناطق سكنية وأسواقًا ومراكز إيواء للنازحين، وفقًا لما أفادت به تنسيقية مقاومة الفاشر. وتأتي هذه الهجمات في سياق تصعيد مستمر تشهده المدينة منذ أكثر من 500 يوم، حيث تتعرض الفاشر لقصف شبه يومي، إلى جانب هجمات برية وضربات بطائرات مسيّرة، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا من المدنيين. وتعيش المدينة تحت حصار خانق، وسط تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية، وانقطاع شبه كامل للخدمات الأساسية، ما يفاقم معاناة السكان ويزيد من تعقيد المشهد الأمني.

في ظل استمرار التصعيد، دعت الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإنسانية والحقوقية قوات الدعم السريع إلى فك الحصار المفروض على مدينة الفاشر، ووقف الهجمات العسكرية التي تستهدف المدنيين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وتؤكد هذه الجهات أن الوضع في المدينة بلغ مستويات كارثية، مع تزايد أعداد النازحين وتدهور الخدمات الطبية والغذائية، ما يستدعي تدخلًا دوليًا فوريًا لوقف الانتهاكات وضمان حماية السكان. وتُعد الفاشر واحدة من أبرز المدن السودانية التي تشهد تصعيدًا ممنهجًا منذ اندلاع الحرب، ما يجعلها محورًا رئيسيًا في الجهود الدولية الرامية إلى وقف النزاع.

منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، تعرض الصحفيون والإعلاميون السودانيون لسلسلة من الانتهاكات الخطيرة، شملت القتل والإصابات والاختطاف والإخفاء القسري. وتشير تقارير نقابة الصحفيين السودانيين إلى أن عدد الانتهاكات الموثقة ضد الصحفيين بلغ 556 حالة حتى 3 مايو 2025، من بينها مقتل 31 صحفيًا. هذه الأرقام تعكس حجم المخاطر التي يواجهها العاملون في الحقل الإعلامي، خاصة في مناطق النزاع، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتوفير الحماية للصحفيين وضمان حرية العمل الإعلامي في بيئة آمنة. وفاة النور سليمان النور تمثل حلقة جديدة في سلسلة الاستهداف الممنهج للصحافة السودانية، وتعيد طرح قضية أمن الصحفيين في قلب الأزمة الوطنية.

المصدر: موقع الراكوبة

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة