قتل شخصان وجرح أربعة الخميس في عملية دهس وطعن أمام كنيس يهودي في مانشستر بشمال غرب إنكلترا، حسبما أفادت الشرطة البريطانية.
وأعلنت الشرطة أنها قتلت المشتبه به الذي قالت لاحقا إنه بريطاني من أصل سوري في الخامسة والثلاثين من العمر، إضافة إلى اعتقال ثلاثة أشخاص آخرين، في غضون ساعات على الهجوم الذي وقع في وقت تحيي الجالية اليهودية يوم الغفران أو “كيبور” الذي يعد الأكثر قداسة في التقويم العبري.
وأكدت شرطة مانشستر أن القتيلين يهوديان في وقت أعلنت شرطة لندن لمكافحة الإرهاب أن ما حصل هو “حادث إرهابي”. وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح خطيرة. وكانت الشرطة قد أفادت سابقا بسقوط أربعة جرحى.
وارتدى المهاجم الذي حدّدت الشرطة هويته “سترة بدت وكأنها متفجّرة” لكن شرطة مانشستر الكبرى كشفت مساء الخميس أنها لم تكن حقيقية.
وجاء في بيان صادر عن شرطة مانشستر الكبرى أنه تمّ مساء الخميس توقيف ثلاثة مشتبه بهم، هما رجلان ثلاثينيان وامرأة ستّينية، على خلفية الاشتباه في “ارتكابهم أعمالا إرهابية والتحضير لها والتحريض عليها”.
وبعد يوم من الصلاة والصيام، خرج اليهود من الكنس الخميس في بريطانيا لتتكشّف لهم هذه الجريمة بعدما أطفأوا أجهزتهم المحمولة طوال اليوم.
وقال أرييه إهرنترو (56 عاما) الذي وصف الواقعة بـ”المقلقة للغاية” وهو كان يصلي في كنيس قريب إنه سمع دويّ سيّارات الإسعاف.
وأخبر “طلب منا عناصر الأمن إقفال كلّ الأبواب في الكنيس، فعلمنا بحدوث هجوم”.
وقال المهندس سام مارتن (41 عاما) لفرانس برس “إنه يوم حزين جدا. أعيش هنا منذ سبع سنوات. لم أر إلا اللطف والمودة من الجالية اليهودية. إنهم أشخاص جيدون جدا”.
الشرطة: منفذ هجوم كنيس مانشستر بريطاني من أصل سوري
أعلنت الشرطة البريطانية يوم الخميس أنها تعتقد أن المشتبه به في الهجوم الدامي خارج كنيس بمانشستر في شمال إنجلترا هو جهاد الشامي، وهو مواطن بريطاني من أصل سوري يبلغ من العمر 35 عاما.
وقالت شرطة مانشستر الكبرى في وقت متأخر من مساء يوم الخميس “نعتقد أن منفذ هجمات اليوم هو جهاد الشامي، البالغ من العمر 35 عاما. إنه مواطن بريطاني من أصل سوري”.
وقتل الشامي برصاص ضباط مسلحين بعد أن صدم بسيارته مشاة وطعن شخصا واحدا على الأقل بالقرب من الكنيس خلال يوم الغفران، وهو أقدس يوم في التقويم اليهودي.
وأضافت الشرطة أن ثلاثة مشتبه بهم، وهم رجلان في الثلاثينيات وامرأة في الستينيات، محتجزون حاليا، وأنه “ألقي القبض عليهم للاشتباه في ارتكابهم أعمالا إرهابية والتحضير لها والتحريض عليها”.
ستارمر: بريطانيا ستقضي على معاداة السامية
ووعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ببذل كل ما في وسعه للقضاء على معاداة السامية وحماية يهود بريطانيا
وعاد ستارمر مبكرا من قمة أوروبية في كوبنهاجن بعد هجوم مانشستر الذي نشر الخوف في مجتمع يعاني أصلا من ارتفاع حاد في حوادث معاداة السامية.
ووصف المهاجم بأنه “شخص حقير” مدفوع برغبة في مهاجمة اليهود “لأنهم يهود”.
وقال “إلى كل يهودي في هذا البلد، أود أن أقول هذا: أعرف مقدار الخوف الذي ستشعر به في داخلك. أعرفه حقا”.
وأضاف “وبالنيابة عن بلدنا، أعبر عن تضامني ولكن أيضا عن حزني لأنكم ما زلتم مضطرين للتعايش مع هذه المخاوف. ينبغي ألا يفعل أحد ذلك. لا أحد”.
وزوجة ستارمر يهودية، وسبق له الحديث عن ارتباطه بهذه الديانة.
وعندما تولى زعامة حزب العمال لتيار يسار الوسط عام 2020، تعينت عليه معالجة معاداة السامية في صفوفه بعد أن اتهمت هيئة مراقبة المساواة بريطانيا الحزب بالتمييز ضد اليهود ومضايقتهم.
لكن حكومته أثارت غضب الحكومة الإسرائيلية باعترافها بدولة فلسطينية. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن السلطات البريطانية لم تكبح جماح معاداة السامية و”سمحت لها بالاستمرار”.
وشكا قادة يهود في بريطانيا من تنظيم مسيرات مؤيدة للفلسطينيين بانتظام في لندن منذ أن بدأت إسرائيل بتدمير قطاع غزة، مما أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، عقب هجوم على إسرائيل في أكتوبر 2023 قاده مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن ذلك الهجوم تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
وأكد ستارمر أن الحكومة ستنشر المزيد من رجال الشرطة خارج المعابد اليهودية في بريطانيا، وأنه سيبذل قصارى جهده لطمأنة الجالية اليهودية.
