الخرطوم ـ «القدس العربي»: أعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أمس الأربعاء، عن تنفيذ «كمين محكم» أدى إلى مقتل عدد من «المرتزقة الأجانب، بينهم كولومبيون وأوكرانيون، تسللوا إلى أحياء داخل المدينة بهدف استهداف مواقع استراتيجية».
وذكرت أن «من بين القتلى مهندسين متخصصين في مجال الطائرات المسيرة والمنظومات العسكرية، بالإضافة إلى قناصة كانوا يُخططون لتمركزهم داخل المدينة في إطار محاولة متقدمة لقوات الدعم السريع لاختراق الدفاعات».
وأشارت إلى أن «معارك أسفرت عن مقتل عناصر أخرى في منطقة كركر شرق الفاشر، بينهم قادة بارزون في صفوف قوات الدعم السريع»، مضيفة أن العملية تمثل «الانتصار رقم 250» للقوات المسلحة منذ اندلاع المعارك في الفاشر.
واتهم الجيش السوداني قوات «الدعم» بتكثيف القصف المدفعي في محاولات لإخلاء جثث المقاتلين الأجانب من مناطق الاشتباك دون جدوى.
بينهم كولومبيون وأوكرانيون… واستهداف مركز إيواء
وكانت الحكومة الكولومبية قد أقرت، في وقت سابق من هذا العام، بضلوع عدد من مواطنيها في القتال ضمن صفوف الدعم السريع في السودان.
وعبّر الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، عن موقفه الرافض لمشاركة مرتزقة كولومبيين في النزاعات الخارجية، مطالبًا بحظر نشاطات الارتزاق. كما قدّمت الخارجية الكولومبية اعتذارًا رسميًا باسم الحكومة عن تورط رعايا من البلاد في النزاع الدائر في السودان.
في الموازاة، أفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، بأنه قُتل ستة أشخاص وأُصيب 24 آخرون، بينهم نساء وأطفال، جراء القصف الذي استهدف مطبخًا جماعيًا (تكية) داخل مركز إيواء للنازحين يوم الثلاثاء.
وقالت أمس الأربعاء إن «التكايا التي تمثل ملاذًا للفقراء والجوعى لم تسلم من قصف الدعم السريع، حيث تناثرت الأطعمة وتحطمت الأواني، وكأن الحرب أعلنت على الجوعى والضعفاء»، على حد تعبيرها. كما أشارت إلى استهداف مستشفيات ومرافق صحية في وقت سابق، مؤكدة أن «المدنيين وحدهم يدفعون الثمن».
ونشر حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، مقطع فيديو على صفحته الرسمية في موقع «فيسبوك»، قال إنه يُظهر استهداف مركز إيواء للنازحين، متهماً قوات الدعم السريع بـ«عدم التمييز بين المقاتلين والمدنيين» وتنفيذ «سياسات الأرض المحروقة وجرائم إبادة جماعية بحق سكان دارفور»، حسب وصفه.
ويخضع سكان مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لحصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع منذ أبريل/ نيسان 2024، وسط معارك يومية متواصلة وسوء في الأوضاع الإنسانية. وقدرت الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل المدينة، يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
وكان الجيش السوداني قد أعلن، يوم الإثنين الماضي، إسقاط مساعدات غذائية ودوائية في الفاشر، للمرة الأولى منذ إسقاط طائرة حربية في المدينة في أبريل/ نيسان الماضي.
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.