31.1 C
Khartoum

ميليشيا جديدة بقيادة رئيس المخابرات السابق صلاح قوش تفتح باباً لصراع جديد في السودان

Published:

الخرطوم – في خضم الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، برزت إشارة خطيرة إلى تشكل ميليشيا مسلحة جديدة بقيادة المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، صلاح قوش، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والأمنية.

مصادر سياسية كشفت أن قوش، بدأ بالفعل في دعم مشروع مسلح جديد بمرجعية إسلامية، متخذاً السياسي محمد سيد أحمد الجاكومي واجهةً سياسية، ومقدماً القوة وكأنها تعبر عن “شمال السودان”، رغم ارتباطاتها الأيديولوجية الواضحة بالتوجه الإسلامي التقليدي.

ورغم خروجه رسمياً من المسرح السياسي عقب توقيع اتفاق جوبا للسلام عام 2020، إلا أن تقارير محلية ودولية أكدت أن قوش ما زال يتمتع بنفوذ واسع مستندٍ إلى شبكات مالية وتجارية داخل السودان وخارجه، تشمل استثمارات في مجالات الوقود والذهب والمصانع داخل السودان ومصر.

معسكرات خارج الحدود واستقطاب مقاتلين

في يوليو الماضي، صرّح الجاكومي أنه يخطط لتدريب نحو 50 ألف مقاتل، مشيراً إلى حصوله على ضوء أخضر من الرئيس الإرتري أسياس أفورقي لإنشاء معسكرات تدريب داخل الأراضي الإريترية. كما ظهر في صور من العاصمة أسمرة إلى جانب أفورقي في أغسطس، معلناً اكتمال الترتيبات اللوجستية لاستقبال الدفعات الأولى من المجندين.

هذه التحركات خارج السودان أثارت مخاوف كبرى من تدويل الصراع، خصوصاً في ظل احتمال تدخل أطراف إقليمية لإعادة تشكيل موازين القوة داخل أراضي السودان، الأمر الذي حذرت منه تقارير حقوقية وسياسية معتبرة أن “ساحة الصراع السودانية مرشحة لتمدد إقليمي خطير”.

رفض محلي وتوجس شعبي

في المقابل، عبّر نشطاء وشخصيات شمالية عن رفض قاطع لتشكيل قوات مسلحة تحت رعاية قوش عبر واجهة الجاكومي، مشيرين إلى تاريخهما المشترك في جهاز الأمن والمخابرات، واعتبروا الخطوة محاولة متجددة لعودة رموز النظام السابق عبر ممرات غير رسمية.

أحد المنشقين عن حركة تحرير السودان ذكر أن الجاكومي استخدم طويلاً كـ”أداة سياسية” بيد قوش للحفاظ على نفوذه، حتى بعد إقصائه رسمياً من الحكم.

الجاكومي نفى في البداية العمل لصالح قوش، واصفاً الاتهامات بأنها “سخيفة”، لكنه سرعان ما تراجع وأكد وجود خطط تدريب في إريتريا، ثم عاد ليعلن أن هذه القوات وضعت تحت إمرة الجيش السوداني. التناقض في التصريحات زاد من تعقيد المشهد وأثار تساؤلات حول مدى استقلالية هذه التشكيلات المسلحة.

بالتوازي، أفاد ضابط متقاعد أن قوش لا يزال يقود من “الظل” عبر شبكة من المقربين، مؤكداً إشرافه الشخصي مع ثمانية ضباط سابقين على عمليات التدريب في معسكر ساوا الإرتري بولاية غاش بركة. ورغم التحديات اللوجستية، أشار المصدر إلى أن العملية تمضي بوتيرة متقدمة، ما يعكس دوراً نشطاً لقوش في إعادة إنتاج نفوذه الأمني والعسكري.

تعقيدات إضافية للمشهد السوداني

هذه المستجدات تأتي في وقت يرزح فيه السودان تحت وطأة حرب طاحنة تسببت في مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين، فيما تسعى جهود إقليمية ودولية إلى فرض مسارات للتسوية. غير أن بروز ميليشيات جديدة كهذه ينذر بمزيد من تعقيد الأزمة وإطالة أمد النزاع، مع خشية من تحول السودان إلى ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية والتجاذبات الأيديولوجية.


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة