31.6 C
Khartoum

خسائر القطاع الصحي في السودان جراء الحرب تتجاوز 14 مليار دولار

Published:

الخرطوم ـ  أعلنت شبكة أطباء السودان عن تحسن نسبي في الوضع الصحي في العاصمة الخرطوم خلال عام 2025، وذلك بعد مرور أكثر من عامين على اندلاع الحرب في 15 أبريل/ نيسان 2023، وأدت إلى انهيار شبه كامل للقطاع الصحي في الولاية، وتسببت بخسائر تجاوزت الـ 14 مليار دولار.
وذكرت الشبكة في تعميم صحافي صدر أمس الأحد أن عدد المستشفيات العاملة ارتفع من 7 مستشفيات فقط خلال ذروة الحرب إلى 34 مستشفى حاليا، كما عادت إلى الخدمة 214 وحدة من المراكز الصحية، موزعة على مختلف محليات الولاية، وهو ما ساهم في تخفيف الضغط عن المستشفيات وتعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية للمواطنين.
وأوضح التقرير الصادر عن الفريق الطبي التابع للشبكة أنه رصد آخر تطورات القطاع الصحي في الخرطوم، مبرزاً أن الحرب تسببت في خروج 73 مستشفى من أصل 80 مستشفى خاصا عن الخدمة، نتيجة لأعمال التدمير والنهب، فضلاً عن تحويل بعض المرافق الصحية إلى ثكنات عسكرية.
وقدّر التقرير حجم الخسائر التي أصابت القطاع الصحي بأكثر من 14 مليار دولار، ما جعل عملية إعادة التأهيل أكثر تعقيدا واحتياجا للدعم.
ورغم هذا التحسن الملحوظ في عدد المؤسسات العاملة، أكدت الشبكة أن الوضع الصحي العام لا يزال هشّا، والفجوات في تقديم الخدمات لا تزال واضحة، حيث تختلف القدرة الاستيعابية وتوفر الخدمات الأساسية من محلية إلى أخرى.
كما أشارت إلى استمرار تعطل 46 مستشفى، مما يجعل الحاجة ملحة لتقديم المزيد من الدعم الفني واللوجستي لضمان عودة هذه المرافق للعمل، وتحقيق استقرار مستدام في تقديم الرعاية الصحية.
وأشارت إلى الظروف التي أدت إلى تدهور القطاع الصحي، موضحة أن الخرطوم كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع لمدة عامين، تعرضت خلالها غالبية المرافق الصحية إلى تخريب واسع النطاق ونهب لمعداتها وأجهزتها. ومع استعادة الجيش للسيطرة على الولاية، وبدء عودة السكان تدريجيا إلى منازلهم، شهدت الولاية موجات من تفشي الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا، والملاريا، وحمى الضنك، في ظل تدهور الأوضاع الصحية والبيئية ونقص حاد في الأدوية والكوادر الطبية.

عودة العمل في 34 مستشفى و214 مركزاً صحياً

وأكدت أن عودة عدد من المستشفيات والمراكز الصحية للعمل تمثل خطوة محورية في جهود إعادة بناء النظام الصحي، إلا أنها شددت على أن هذه العودة لا تعني نهاية الأزمة، بل تمثل بداية طريق طويل لإصلاح ما دمرته الحرب. كما دعت الجهات الحكومية والمنظمات الدولية إلى تعزيز الجهود في مجال إعادة التأهيل، وتوفير التمويل والدعم الفني لضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية، خاصة في المناطق التي لا تزال تعاني من نقص حاد في البنية التحتية والخدمات الطبية.
وأرفقت الشبكة في تقريرها قائمة بالمستشفيات التي عادت إلى الخدمة خلال سبتمبر/ أيلول 2025، من بينها مستشفى الولادة أمدرمان، مستشفى أمدرمان التعليمي، مستشفى أمراض المناطق الحارة، مستشفى التيجاني الماحي، مستشفى الوالدين للعيون، مستشفى الراجحي، مستشفى النو، مستشفى البلك للأطفال، ومستشفى بر الوالدين. كما شملت القائمة مستشفى أمبدة النموذجي، مستشفى الفتح، مستشفى أمبدة 18، مستشفى بشائر، مستشفى جبيل الطينة، مستشفى محمد الأمين حامد للأطفال، ومستشفى السعودي للنساء والتوليد.
وفي محلية بحري، ضمت المستشفيات العاملة مستشفى الجزيرة إسلانج، مستشفى السروراب، مستشفى أم كتي، مستشفى ود أبو صالح، مستشفى حاج الصافي، مستشفى جايكا للنساء والتوليد، مستشفى التميز، ومستشفى الكباشي. أما في شرق النيل، فقد عادت إلى الخدمة مستشفى أبو دليق الجديدة، مستشفى أبو دليق القديمة، مستشفى أم ضوا بان، مستشفى البان جديد، ومستشفى الشهيد علي عبد الفتاح. وفي محلية جبل أولياء، عادت مستشفى جبل أولياء، المستشفى التركي، المستشفى الأكاديمي، ومستشفى قري.
وأشارت أيضا إلى دخول 214 مركزا صحيا إلى الخدمة، وهو ما يُعد تطورا مهما في تعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية وتقليل الضغط على المستشفيات، خاصة في مجالات الطوارئ. ووفقا للتوزيع الجغرافي، فقد توزعت هذه المراكز على النحو التالي: 31 مركزا صحيا في بحري، 17 مركزا في الخرطوم، 27 في أمدرمان، 35 في كرري، 32 في أمبدة، 40 في شرق النيل، و32 مركزا في جبل أولياء.
وشددت الشبكة على أن هذه الخطوات الإيجابية تمثل بداية لمسار طويل لإعادة بناء النظام الصحي في العاصمة الخرطوم، مؤكدة أن تحقيق الاستقرار في تقديم الخدمات الطبية يتطلب دعما مستمرا واستثمارا واسع النطاق في البنية التحتية الصحية والكوادر الطبية، من أجل تلبية احتياجات السكان في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد.

القدس العربي \ مصادر محلية


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة