في مقابلة مطوّلة مع قناة France 24 وإذاعة فرنسا الدولية RFI، علّق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ثلاث ملفات دولية محورية: اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية، مستقبل الحرب في أوكرانيا، وتصاعد التوترات مع روسيا على حدود أوروبا الشرقية، مؤكدا أن دور فرنسا هو البِناء.وجاءت إجابات ماكرون على أسئلة إليزابيث ألان (France 24) وأرنو بونتوس (RFI) وسط أشغال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال الرئيس الفرنسي إن تصريحات الرئيس الأمريكي يوم أمس التي وصف فيها روسيا بأنها نمر من ورق هي رسالة واضحة جدا منه مفادها أن روسيا بلا شك أضعف وأكثر هشاشة مما زعمه الكثيرون، ومما ظنه هو أحيانا، وأيضا اعتراف وإشادة بمقاومة الأوكرانيين، وبالتالي قدرتهم على الحفاظ على أراضيهم، وربما استعادتها، وهذا تغير في النظرة إلى الملف الأوكراني..
وأضاف الرئيس الفرنسي لكي نكون واضحين في 2022، كان الهجوم الروسي يفترض أن يصل حتى كييف، وأن يسيطر على البلد بأكمله، كانت “العملية الخاصة” يفترض أن تدوم ثلاثة أسابيع، ثم جاء الهجوم المضاد الأوكراني في صيف 2022، وبدأنا في تقديم المساعدة، والجبهة استقرت في نوفمبر 2022، ومنذ نوفمبر 2022 حتى اليوم، 1% فقط من الأراضي أخذها الجيش الروسي، وهذه هي الحقيقة، هناك عدد هائل من القتلى والجرحى…
صمد الجيش الأوكراني في مقاومته أمام الجيش الروسي بفضل دعمنا وبالتالي لدى الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس ترامب منظور جديد، يرون قدرتنا الجماعية على فعل المزيد، وأعتقد أن هذا أمر مهم جدا، لأن الولايات المتحدة الأمريكية هي مزوّد أساسي لمعدات دفاعية وهجومية، أوروبا تقوم بأكبر الجهد لكننا بحاجة إلى المعدات والدعم الأمريكي، كما هو الحال منذ اليوم الأول، وهذا الالتزام مهم، لأنه هو الذي سيسمح بمقاومة أكبر، بل وربما باستعادة أراضٍ، وأعتقد أن التغيير في النظرة إلى الاقتصاد الروسي وقدرة روسيا على الاستمرار في هذا الجهد الحربي هو أيضا نقطة مهمة.
ولدى سؤاله عن الثقة في ثبات موقف الرئيس ترامب أجاب ماكرون مذكرا بأنه عندما كان هنالك خوف من فرض سلام “سريع” يكاد يكون استسلاما لأوكرانيا، شكّلنا “تحالف المتطوعين”، الذي تقوده فرنسا والمملكة المتحدة، خمسة وثلاثون دولة من كندا إلى أستراليا قمنا ببرمجة وتخطيط عسكري، لنقول: في اليوم الذي يُوقّع فيه سلام أو وقف إطلاق نار، أن هناك ضمانات أمنية نقدمها لأوكرانيا، وبالتالي نضع أنفسنا في موقع دعم الجيش الأوكراني، ونشر قوات تضمن عدم وجود اعتداء جديد، علينا أن نعمل على أن تلتزم الولايات المتحدة بدعم هذه الضمانات، والعمل بشكل جماعي لزيادة الضغط على روسيا حتى تعود إلى طاولة المفاوضات، ونحاول إيجاد تسوية.
وأجاب ماكرون على سؤال بخصوص وقف إطلاق النار قائلا إنه لا يراه قريبا أو في المتناول، وذكر باستعداد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ مارس آذار لعقد لقاء مع بوتين الذي لم يبد اي استعداد ولا اي مؤشر على أنه يريد السلام اليوم أكثر مما كان يريده البارحة.
وقال ماكرون: “لا يجب أبدا أن نغلق الباب، سنرى ما إذا كان الضغط الممارس سيسمح بإعادة تفعيل المفاوضات، أتمنى ذلك، لأنه سينقذ الأرواح، وسيسمح بالدخول في مفاوضات حول الأراضي، وضمانات الأمن، وأمن القارة الأوروبية”.
وحول الخروقات الروسية الأخيرة قال ماكرون إن رد الناتو كان متناسبا عبر تعزيز وضعه الدفاعي، فرنسا والمملكة المتحدة، مثلا، ساهمتا عبر إرسال مقاتلات، نحن أرسلنا مقاتلات رافال لتعزيز المراقبة الجوية في بولندا.
وأضاف ماكرون لدى إلحاح المحاور في سؤاله عما إذا كان سيتم إسقاط الطائرات الروسية إذا اخترقت المجال الجوي لدول الناتو مرة جديدة بالقول: “في حال حدوث استفزازات روسية مع اختراق للمجال الجوي أو الترابي، يجب أن نزيد في قوة ردنا”، وأضاف ماكرون “لا يمكن لنا أن نقبل بأن تكون بولندا وإستونيا ورومانيا في موقع ضعف لأن المرحلة التالية هي ألمانيا ومن ثم فرنسا”، “من المهم أن نكون واضحين جدا، أن نرد بسرعة – وهو ما فعلناه، وإذا حصلت استفزازات جديدة، فعلينا أن نرفع السقف، لأن ذلك سيعني أن روسيا اختارت رفع السقف، فإذا كرر أحدهم استفزازك عليك أن ترد بشكل أقوى قليلا، لا أعتقد أن ذلك في مصلحة روسيا، وتابع ماكرون: لن أمارس “السياسة الخيالية”، لأن القدرة على أن تكون ذا مصداقية في هذه الأمور هي ألا تكون شفافا أكثر مما يجب.
الطريق المنشود هو عودة روسيا إلى وعيها بأنها اليوم قوة لزعزعة الاستقرار في أوروبا كلها، أن تعود إلى طاولة المفاوضات، أن نجد معها اتفاقات بشأن أوكرانيا، وأن نبرم معها، بشكل ما، ميثاقا جديدا للأمن في القارة الأوروبية، إن فرنسا تحاول إيجاد طريق للسلام، لكن عندما تكون في مواجهة قوة لزعزعة الاستقرار اختارت الحرب، عليك ببساطة أن ترفع جاهزيتك، أن تساعد من يقاوم، أن تحافظ على مصداقية مواقفك لكي لا تكون ضعيفا.
الاعتراف بفلسطين
وسؤل ماكرون عن توقيت اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية قائلا إن هذا القرار تم اتخاذه بعد سنوات من العمل، كنت تعهدت به، وكان من المهم أن نتحرك في لحظة لها معنى، نحن في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في لحظة حيث يجب على المجتمع الدولي أن يجد طريقاً للخروج من المأزق الحالي، والاعتراف عمل سياسي قوي جداً، إنه لا يحل كل شيء، لكنه يساهم في إعادة وضع التفاوض في قلب العملية.
وأضاف ماكرون هدفنا ليس القول: “كل شيء يُحسم بالاعتراف”، بل هدفنا هو المساعدة على العودة إلى المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على أساس حل الدولتين.
وردا على تصريحات إسرائيلية بأن هذا الاعتراف خطأ تاريخي قال ماكرون أسمع ما يقوله القادة الإسرائيليون، لكن ماذا يحصل اليوم؟ الوضع القائم غير مستدام، لدينا عنف متكرر، غياب أفق سياسي، شعوب تُدفع نحو اليأس، أعتقد أن مسؤوليتنا، كفرنسيين وأوروبيين، هي أن نخلق من جديد شروط الحوار، وبالتالي فالاعتراف ليس ضد إسرائيل، بل من أجل السلام، ومن أجل الأمن أيضاً، فلا سلام دائم دون حل سياسي.
وقال هدفنا الاستراتيجي إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس ومن الواضح أن الحرب الشاملة لم تفلح بذلك، بل تعرضهم للخطر، وأيضا وقف إطلاق النار، وإنقاذ الأرواح في غزة، واستئناف العمل الإنساني، وهذا لن يتحقق إلا إذا نجحنا بتفكيك حماس ونزع سلاحها، ولتحقيق هذه الأهداف، يجب إيجاد مسار سياسي، أي الخروج من دائرة العنف التي تُختزل فيها جميع الفلسطينيين إلى جماعة إرهابية إسلامية هي حماس، الاعتراف هو السبيل الوحيد لعزل حماس، هو السبيل الوحيد.
وأكد ماكرون على تصريحات سابقة بأن حماس لن تختفي بالحرب، ونحن نتحدث، والإسرائيليون يشاركوننا هذا التحليل، عدد مقاتلي حماس مساوي لعددهم في بداية الحرب، وهكذا، فإن الحرب الشاملة في غزة تُودي بحياة مدنيين، لكنها لا تقضي على حماس.
وتابع ماكرون نتحدث عن فشل بعد عامين من الحرب، وبمبادرتنا الفرنسية السعودية، حصلنا على التزامات غير مسبوقة من السلطة الفلسطينية: إدانة هجوم حماس الإرهابي، ودعم نزع سلاحها، والإصلاح الذي طال انتظاره للسلطة الفلسطينية، والذي بدأ بقوانين بدأ إقرارها، وانتخاب نائب رئيس، وتغييرات في المناهج الدراسية، وهكذا، لدينا طريق نحو التحديث لسلطة فلسطينية جديدة، وهو شرط الدولتين.
ثانيا لديك 142 دولة وقعت على إعلان نيويورك، بمن فيهم جميع دول جامعة الدول العربية وجميع دول منظمة التعاون الإسلامي، ولأول مرة، أدانت هذه الدول حماس ودعمت نزع سلاح حماس وتسريحها وفق هذا البيان.
وكشف ماكرون أنه أخبر الرئيس ترامب “لديكم دور بارز لتلعبوه، أنتم الذين تدعمون السلام، الذين تريدون صنع السلام في العالم..”، “هذا لم يعد يجدي مع حماس. المآسي الإنسانية التي نعيشها اليوم في غزة تفرض علينا التحرك يجب أن تمارسوا الضغط”، وأضاف ماكرون سنرى ماالذي سيفعله في الأيام المقبلة، وقد لاحظ، مثلي، أن العمليات العسكرية، وإعادة إطلاق الاستيطان في الضفة الغربية، كانت أمورا غير مجدية تماما، وليس لها أي علاقة بحماس، وهي بالفعل قرار غير مقبول، وأعتقد أن بإمكاني القول إنه يوافق على ذلك.
السبيل الوحيد هو أن تضغط واشنطن، لأن فرنسا بوضوح شديد لا تزوّد بالأسلحة على عكس ما يعتقده الكثيرون، تساهم فرنسا في القبة (الحديدية)، أي في أمن إسرائيل ضد الصواريخ التي قد تهاجمها، لكننا لا نزوّد بالأسلحة ولا نشارك في العمليات العسكرية، وبالتالي من يملك وسيلة الضغط هو من يزود بالأسلحة.
هناك طريقتان للعمل أستخدمهما بأقصى قدر من الالتزام والطاقة: إقناع الإسرائيليين، ثم إقناع الأمريكيين بممارسة الضغط عليهم، بعد ذلك، إذا استمرت الأمور في غزة خلال الأيام المقبلة، فسنكون نحن الأوروبيين أيضا أمام مسؤوليات يجب أن نتحملها، ملمحا لإمكانية فرض عقوبات على إسرائيل.
هناك خطة تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، وكما هو الحال غالبا في تاريخ هذه القضية، هناك تقارب أوروبي عربي، المقترحات التي قدمناها، والصفحات الثلاث التي قدمناها للولايات المتحدة الأمريكية، والتي تُشكل جوهر إعلان نيويورك، هي جوهر خطة سلام أوروبية عربية، والآن، ستستوعبها الولايات المتحدة الأمريكية، إن جاز التعبير.
وتابع الرئيس الفرنسي بالأمس، عُقد اجتماع مهم للغاية مع جميع دول المنطقة، وبعض الدول الأخرى، مثل إندونيسيا وغيرها، المهتمة جدا بالقضية الفلسطينية، وستطرح الولايات المتحدة الآن خطة على الطاولة، وأعتقد أن استراتيجية الرئيس ترامب تتمثل في عرض هذه الخطة على إسرائيل وحماس، ويجب أن تتضمن هذه الخطة أيضا وقف القتال وإطلاق سراح الرهائن كخطوة أولى.
وتابع ماكرون: “أعتقد أنه إذا استطعنا توحيد الجميع، الولايات المتحدة والعرب والأوروبيين، حول خطة السلام هذه، فسنتمكن من تحقيق نتائج، وأضاف ماكرون: “أعتقد أن ما قيل لي بوضوح البارحة من قبل الرئيس ترامب، هو أن الأوروبيين والأمريكيين على الموقف نفسه”.
وكشف الرئيس الفرنسي أن أي ضم للضفة الغربية يعني نهاية لاتفاقات أبراهام، مذكرا بالموقف الواضح جدا للإمارات العربية المتحدة، وقال إن أحد الأسباب التي جعلته يؤكد نية فرنسا الاعتراف الآن بفلسطين، هو أن الكنيست صوت على قرار بشأن الضفة الغربية وهذا يوضح أن هدف بعضهم ليس على الإطلاق محاربة المجموعة الإرهابية حماس، لأن حماس ليست في الضفة الغربية، وتابع ماكرون عندما لا تمنح شعبا طريقا، أو أفقا سياسيا لطموحه المشروع الذي اعترفت به الأسرة الدولية قبل 78 عاما، فأنت تدفعه إما إلى اليأس، أو إلى الأسوأ، أي العنف.
ولدى سؤاله عن حديث حول رد إسرائيلي متوقع بإغلاق القنصلية في القدس أكد ماكرون أن ذلك سيكون خطأ جسيما، ولذا لا يعتقد أنه سيتم لأنه ستكون له عواقب قائلا” “لا تصعيد، لكن سيكون هناك رد”، دور فرنسا هو البناء، فرنسا مع السعودية قادتا مبادرة سياسية حظيت بالأغلبية في محفل الأمم، وهذا ليس بالأمر المألوف في عالمنا حيث صارت الدول منقسمة.
وقال ماكرون إنه يكن احتراما وصداقة عميقة لدولة إسرائيل، وأنه أرسل ورقة خطة السلام لنتنياهو مؤكدا على احترامه لرئيس الوزراء الإسرائيلي وبأن الحوار لم يقطع.
وحول موقف جاليات يهودية انتقدت الخطوة الفرنسية قال ماكرون إن تزامن الاعتراف مع رأس السنة العبرية مجرد مصادفة لتقويم الأمم المتحدة، وليس ذنبه مقدما أطيب تمنياته لهذا العيد، ومذكرا بأنه وضع إطلاق سراح الرهائن لدى حماس شرطا لافتتاح سفارة فرنسية في فلسطين.
وذكر ماكرون بأن فرنسا هي الدولة الوحيدة في العالم – حتى إسرائيل لم تفعل ذلك – التي أعلنت في 7 فبراير 2024 يوما لإحياء ذكرى الضحايا وعائلاتهم، وذكر بلقاءاته بعائلاتهم باستمرار مؤكدا بقوة على أن إطلاق سراح الرهائن هو الأولوية المطلقة لفرنسا، إضافة لمواجهة معاداة السامية في فرنسا وإنجلترا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والتي بدأت للأسف منذ سنوات، بشكل جديد تغذيها قوى سياسية معينة، ويحركها أيضا التطرف الديني الإسلامي، مما يجعل الحياة مستحيلة لكثير من مواطنينا، حيث أطفال يضطرون لترك مدارسهم، وعائلات تغادر أحيائها، وأشخاص يتعرضون للهجوم دون سبب (…) وبالتالي، في مواجهة هذا، من الواضح أن هناك تعبئة جماعية، لأنها مسألة تخص الجمهورية، لكنها لم تبدأ بعد ولا ترتبط بالاعتراف.
لقد قمنا بإجراءات لحماية الأماكن الدينية وعززنا التعليم الوطني الإجراءات الرامية تحديدا إلى حماية الأسر والأطفال، وينطبق الأمر نفسه على التعليم العالي، وعدّلنا القانون بحيث تُكافح معاداة السامية بشكل أفضل في التعليم العالي، وأصدرنا مؤخرا تعميما جنائيا بحيث تُطبق العدالة بسرعة أكبر عند تحديد الأفعال المعادية للسامية بدقة.
الملف الإيراني
وسئل ماكرون عن مصير الرهائن الفرنسيين: سيسيل كولر، وجاك باريس، ولينارت مونتيرلوس، وأكد دعمه لعائلاتهم، وعدم تخلي فرنسا عن أيٍّ من أبنائها، وقال إن ذلك موضوع نقاشه الأول مع الرئيس الإيراني، كما تحدث عن أن فرض العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي أمر نصّ عليه الاتفاق النووي، المُوقّع قبل عشر سنوات، وبالتالي، لدى فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، مجتمعةً، إمكانية إعادة تفعيل هذه العقوبات، وهي وسيلة ضغط.
وقال ماكرون: “نحن في المرحلة النهائية قبل انطلاق العقوبات، التقيتُ أمس بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، السيد غروسي، وسألتقي بالرئيس الإيراني، وهدفنا عودة المحققين ونتائج ملموسة تُبرز استحالة امتلاك إيران لسلاح نووي، لذا، إذا حصلنا على هذه النتائج، فربما تتيح لنا الساعات القليلة القادمة فرصة..
وتحدث الرئيس الفرنسي عن موقف بلاده الواضح من إيران التي تزعزع الاستقرار في المنطقة عبر عدد من الوكلاء، سواء في لبنان أو في اليمن أو في العراق، وأن باريس نضغط لإيقاف هذه الأعمال، وفي نفس الوقت يجب أن نستعيد إطاراً دولياً يحدّ من برنامج إيران النووي، لأن هذا أيضاً شرط لاستقرار المنطقة.
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.