33 C
Khartoum

في مجزرة جديدة 27 قتيلا وجريحا بقصف لـ«الدعم السريع» على سوق في الفاشر

Published:

الخرطوم ـ  قُتل وأُصيب أكثر من 27 شخصاً، جراء قصف بطائرة مسيرة، استهدف سوقاً محلياً في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط استمرار المعارك المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع».
وقال مصدر طبي لوكالة «فرانس برس» «تسبب قصف السوق في مقتل 15 من المواطنين وإصابة 12 آخرين بعضهم في حالة حرجة».
وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن المستشفى الذي نُقل إليه المصابون يعاني من «نقص في الأدوية، حتى الشاش الذي نغطي به الجروح انعدم».
وزاد: «أصبحنا نستخدم قماش الناموسيات التي تحمي من الناموس لربط الجروح».
وتعاني مدن إقليم دارفور من نقص كبير في الإمدادات الطبية والغذاء، بسبب عدم وصول المساعدات جراء العنف وقطع الطرق والاتصالات. وذكرت تنسيقية لجان المقاومة في مدينة الفاشر، أن طائرة مسيّرة تابعة لقوات «الدعم السريع» شنت هجوماً على سوق شعبي مكتظ بالمدنيين وسط المدينة، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح.
وأوضحت أن «الهجوم الوحشي يأتي في سياق سلسلة من الانتهاكات المتكررة التي تطال المدنيين» ووصفت ما حدث بأنه «جريمة جديدة تُضاف إلى سجل مليشيا الجنجويد الدموي» على حد تعبير البيان.
كما حذرت التنسيقية من تصاعد وتيرة الهجمات على الأحياء السكنية والأسواق في الفاشر، معتبرة أن القصف المتكرر «محاولة ممنهجة لتركيع المدينة وكسر إرادة سكانها» ودعت إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لوقف ما وصفته بـ«المجازر اليومية بحق المدنيين».
وأسفر هجوم لقوات «الدعم السريع» الجمعة عن مقتل 75 شخصا على الأقل، عندما استهدفت طائرة مسيرة مسجدا يؤوي نازحين اضطروا للفرار من مخيم أبو شوك في ضواحي الفاشر.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن الهجوم أوقع 11 طفلا بين القتلى، تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و15 عاما.
وتتعرض الفاشر التي تحاصرها قوات «الدعم السريع» منذ أكثر من عام، لهجمات مكثفة في الأشهر الأخيرة، لا سيما مخيمات النازحين التي كانت تضم مئات الآلاف من الفارين من مناطق الحرب.

مصدر طبي: نقص في الأدوية وشاش تغطية الجروح انعدم

والفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر مدينة كبيرة في الإقليم الشاسع لا تزال تحت سيطرة الجيش وحلفائه. وسبق للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أن أكدت ارتكاب الطرفين «جرائم حرب على نطاق واسع ومنهجي» في الإقليم تستهدف بعض المجموعات العرقية. وأعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الأسبوع الماضي عن قلقه إزاء تفاقم النزاع والارتفاع الحاد في وفيات المدنيين وسط «تصعيد الطابع العرقي» للنزاع وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وتخشى المنظمات الإنسانية وقوع مجازر جماعية إذا سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، علما بأنها تستهدف خصوصا المجموعات غير العربية، كقبيلة الزغاوة التي تشكّل العمود الفقري للقوات المشتركة المتحالفة مع الجيش.
وقال مصدر في «الدعم السريع» لـ«فرانس برس» إن مقاتليه سيطروا على «قشلاق» الجيش، وهو مسكن لضباط الجيش يقع بالقرب من مقر الفرقة السادسة ومطار الفاشر في غرب المدينة، مؤكدا أن «كل محاورنا تواصل التقدم». في حين، نفى مصدر عسكري سيطرة «الدعم السريع» على المنشأة، موضحا أن «الميليشيا تتوغل. ثم تفر من المكان. وما زالت قواتنا تمسك بزمام المبادرة».
وأظهرت صور التُقطت بالأقمار الصناعية الأسبوع الماضي تقدم الدعم السريع في اتجاه السيطرة على الفاشر، عبر اقترابها من مطار المدينة ومقر الفرقة السادسة للجيش.
وقال الخبير السوداني مهند النور من معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط لفرانس برس إنه «إذا نجحت قوات الدعم السريع في السيطرة على المقر (العسكري) الرئيسي، فقد يعني ذلك بسط سيطرتها الكاملة على المدينة» مضيفا أنه إذا حصل ذلك «نتوقع كارثة مروعة، حيث قد تُرتكب جرائم فظيعة».
وتسيطر قوات «الدعم السريع» في الوقت الراهن على جزء كبير من مخيم أبو شوك للنازحين في الضواحي الشمالية للفاشر.
وحسب الأمم المتحدة، فرّ نحو 90 في المئة من سكان المخيم الذين ناهز عددهم 200 ألف شخص العام الماضي.
وتحاصر قوات «الدعم السريع» 260 ألف مدني على الأقل داخل الفاشر منذ أيار/مايو 2024، بينما تحذر الأمم المتحدة من أنهم يعانون انعداما حادا للأمن الغذائي في ظل توقف شبه كامل للمساعدات الإنسانية.
وقالت ممثلة المفوضية العليا للسودان لي فونغ في مؤتمر صحافي إن الوضع في الفاشر «فظيع» ويستمر في التدهور على نحو سريع. وأضافت «تردنا على نحو متواصل معلومات تفيد بمقتل مدنيين أو اختطافهم أو تعرضهم لعنف جنسي أثناء محاولتهم مغادرة الفاشر».
وبات سكان الفاشر يقتاتون على العلف الحيواني لعدم تمكنهم من الحصول على الغذاء، فيما أغلقت الكثير من المطابخ العامة أبوابها.
يأتي ذلك في وقت قالت فيه مبعوثة الاتحاد الأوروبي لمنطقة القرن الأفريقي، أنيت ويبر، إنها أجرت اتصالا مع زعيم قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يصب تركيزه على السودان والفاشر.
ولفتت إلى أن ضبط النفس وإيجاد حلول لمصلحة الشعب السوداني أمران أساسيان. وأنها عبرت عن ذلك في مكالمتها مع «حميدتي». وأضافت: «ندفع في اتجاه اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين».

المصدر: القدس العربي \وكالات\ وصحف محلية


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة