30.5 C
Khartoum

تفشٍ واسع للأوبئة ينهك المستشفيات في السودان الغارق بالحرب

Published:

خلال الشهر الماضي، تم الإبلاغ عن أكثر من 5,000 حالة إصابة بالملاريا والتيفوئيد وحمى الضنك، تسببت في عشرات الوفيات.

الخرطوم – في ممرات مستشفى أم درمان بالعاصمة السودانية، تحولت الأروقة إلى أجنحة مؤقتة لمرضى حمى الضنك وسط تفشٍ متصاعد للمرض الذي تنقله البعوضة.
موسم الأمطار الجاري وفر البيئة المثالية لتكاثر البعوض وانتشار المرض، حيث تم تسجيل آلاف الحالات.

في واحد من أضخم المرافق الطبية القليلة المتبقية بالعاصمة، أوضح المريض محمد صِدّيق أنه شعر بأعراض حمى الضنك قبل أسبوعين، وأجرى فحصاً في مركز صحي قريب.
وقال صِدّيق للجزيرة: “أُحلت إلى مستشفى آخر لكن لم يكن بالإمكان علاجي، فتم نقلي إلى مستشفى أم درمان.”

لكن بعد نحو عامين ونصف من القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، تحاول الخرطوم إعادة بناء ما دُمر.
ووفقاً للسلطات السودانية، فإن ما يقارب نصف مستشفيات العاصمة قد دُمّرت بفعل الحرب.

تفشٍ واسع للأمراض يُنهك المستشفيات في السودان الذي مزقته الحرب [صورة من قناة الجزيرة]

هذه الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 أسفرت عن موجات من عمليات القتل على أسس عرقية، ونزوح جماعي، وما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

قال عبد الرحمن عبد الله، شقيق أحد المرضى بمستشفى أم درمان، للجزيرة إن حالة شقيقه “لم تشهد أي تحسن”.
وأضاف: “لم يُعطَ سوى محاليل وريدية، ولا نلاحظ أي تقدم.”

في منطقة واحدة من العاصمة فقط، سُجّلت خلال شهر أكثر من 5,000 إصابة بالملاريا والتيفوئيد وحمى الضنك، إلى جانب عشرات الوفيات.
الارتفاع الكبير في الإصابات يثقل كاهل المراكز الصحية في السودان، في وقت يعود فيه آلاف السكان إلى العاصمة. وإلى جانب الازدحام في المستشفيات، أدى نقص الإمدادات الطبية إلى دفع بعض المرضى للبحث عن علاجات بديلة.

في بحري، عاد محمد علي إلى منزله بعد أن استعادت القوات المسلحة السيطرة على العاصمة في مارس الماضي. ورغم أنه ثبتت إصابته بحمى الضنك والملاريا، فقد اختار الاعتماد على العلاجات المنزلية بدلاً من المستشفى.
وقال علي للجزيرة: “أجريت الفحص في مركز صحي بمنطقة أخرى لأن مركز منطقتنا غير مجهّز جيداً. لم أتمكن سوى من الحصول على علاج الملاريا، فقررت تناول الدواء في المنزل. كما أستخدم العلاجات التقليدية لأنها أسرع من انتظار العلاج في المستشفى.”

من جانبها، حذرت منظمات الإغاثة من أن أعداد المصابين الذين تثبت الفحوصات إصابتهم بالأمراض مرشحة للزيادة.
لكن مع معاناة المستشفيات ونقص الإمدادات الطبية، تخشى هذه المنظمات من ارتفاع عدد الوفيات.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة