31.8 C
Khartoum

الفاشر تحت حصار مميت و موجات نزوح واسع

Published:

تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، انهياراً إنسانياً غير مسبوق، حيث وصفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الوضع هناك بـ”الكارثي”. وتشير تقارير أممية حديثة إلى أن المدينة باتت منذ مايو/أيار 2024 عالقة تحت حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع، ما ضاعف معاناة السكان وأدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

وأكد جيرمي لورانس، المتحدث باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، أن التقرير الأخير للمكتب رصد تدهوراً خطيراً في الأوضاع، مع ارتفاع حصيلة الضحايا من المدنيين، بينهم من أُعدموا تعسفاً، في وقت يتصاعد فيه العنف العرقي بوتيرة مثيرة للقلق.

قصف دموي ونزيف إنساني

وفي أحدث الهجمات، لقي ما لا يقل عن 75 شخصاً مصرعهم الجمعة، وفق خدمات الإسعاف، إثر قصف بطائرة مسيّرة استهدف مسجداً في مدينة الفاشر. ونسب الهجوم إلى قوات الدعم السريع التي تواصل هجماتها لطرد الجيش وحلفائه من المدينة. وتُعد الفاشر آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور ما تزال تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية، وسط حصار ينهكها منذ أكثر من عام.

أمام هذا المشهد، يجد السكان أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر: إما البقاء تحت نيران القصف والجوع والأوبئة، أو الفرار إلى المجهول عبر خطوط نزوح محفوفة بالمخاطر. ويتهم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قوات الدعم السريع بخطف مدنيين ونهب ممتلكاتهم ضمن حملة الترهيب التي تفرضها على الأهالي.

نزوح جماعي متواصل

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، أن موجات النزوح الجماعي تتصاعد بشكل مقلق من الفاشر ومخيم “أبو شوك”، نتيجة القصف المدفعي والجوي المستمر منذ 11 مايو 2024. وأشارت المنظمة في بيان لها، إلى أن ما بين 17 و19 سبتمبر وحده، فرّ نحو 7,500 شخص من المدينة ومخيماتها نحو مناطق داخل محلية الفاشر، غير أن هذه المناطق نفسها لا تزال تعيش أوضاعاً أمنية متوترة ومتقلبة.

انعدام الماء وانهيار الخدمات

من جانب آخر، كشف مواطنون من الفاشر لموقع “دارفور24″، أن شبكة المياه في المدينة توقفت كلياً، ما فاقم أزمة الأسر المحاصرة التي تواجه العطش وسوء التغذية. وبالتوازي، خرجت نحو 95% من المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة بسبب النقص الحاد في الإمدادات الطبية، الأمر الذي رفع أعداد الوفيات بين الجرحى والمرضى، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة والحوامل وضحايا القصف. ويعكس هذا الانهيار شبه الكامل للقطاع الصحي حجم المأساة المتفاقمة والحاجة لتدخل إنساني عاجل.

حصار ممتد وصراع حاسم

يُذكر أن قوات الدعم السريع تفرض حصاراً محكماً على الفاشر منذ أبريل 2024، ضمن مساعيها للسيطرة على المدينة باعتبارها آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور. وكان الدعم السريع قد تمكن خلال عام 2023 من السيطرة على مواقع الجيش في نيالا وزالنجي والجنينة والضعين، ما جعل الفاشر اليوم محوراً رئيسياً للصراع، وأرضاً لمأساة إنسانية مريرة تتفاقم يوماً بعد يوم.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة