الخرطوم ـ قُتل الأمين العام لحكومة ولاية شمال دارفور، محمداي عبد الله آدم خاطر، وزوجته، إثر قصف استهدف منزلهما بطائرة مسيّرة تابعة لقوات «الدعم السريع» في مدينة الفاشر، في تصعيد جديد يُنذر بتفاقم الأزمة الإنسانية والقتالية في المنطقة، التي شهدت عمليات نزوح جديدة.
وفي بيان رسمي، نعى والي شمال دارفور، الحافظ بخيت محمد، وأعضاء حكومته، الفقيدَ وزوجته، واصفين العملية بأنها امتداد لما أسموه «جرائم الدعم السريع التي تطال كل شيء في الفاشر دون رحمة أو شفقة».
وأضاف البيان: أن «خاطر، كان من الكفاءات الإدارية البارزة، حيث خدم في معظم محليات الولاية، وتولى مناصب قيادية بينها منصب مدير تنفيذي لعدد من المحليات، وأمين ديوان الحكم المحلي، كما عُرف بتفانيه في خدمة الشأن العام، وظل مرابطًا في المدينة حتى لحظة استشهاده».
وفي سياق متصل، أكدت شبكة أطباء السودان مقتل كل من آدم إبراهيم أحمد، عميد كلية الطب في جامعة الفاشر، وعمر إسحق سلك، مدير إدارة الرعاية الصحية الأساسية، خلال الهجوم الذي استهدف مسجد حي الصافية في المدينة، صباح الجمعة. وأسفر الهجوم، الذي نفذته قوات «الدعم السريع» عن مقتل 75 مُصلياً وإصابة 10 آخرين.
وحسب تصريحات المتحدثة باسم شبكة «أطباء السودان» تسنيم الأمين، فإن عدد الكوادر الطبية الذين قتلوا منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان 2023، بلغ 231 طبيباً، محملة الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن استهداف المنشآت الصحية والطواقم الطبية.
وأكدت أن استمرار القصف على المرافق الصحية يعمق الكارثة الإنسانية، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف الانتهاكات وضمان حماية المدنيين والكوادر الطبية.
في السياق، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، نزوح 7 آلاف و500 شخص من مخيم أبو شوك ومدينة الفاشر غربي السودان بسبب انعدام الأمن خلال ثلاثة أيام.
وأفادت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في بيان، بأن الفرق الميدانية المعنية بتتبع النزوح قدّرت نزوح 7 آلاف و500 شخص من مخيم أبو شوك للنازحين ومدينة الفاشر بسبب تفاقم انعدام الأمن بين 17 و19 سبتمبر/أيلول الجاري.
نزوح 7 آلاف و500 شخص من أبو شوك والفاشر في 3 أيام
وأوضحت أن النازحين انتقلوا إلى مواقع أخرى داخل الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، والوضع لا يزال «متوترا ومتقلبا للغاية» في المدينة. التدهور السريع في الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر، دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للإعراب عن قلقه العميق، محذرا من مخاطر متزايدة تهدد مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين.
ولفت إلى أن قوات الدعم السريع تفرض حصارا مشددا على المدينة منذ مايو/ أيار من العام الماضي، تخلله تصاعد في وتيرة القصف والغارات التي أجبرت معظم سكان مخيم أبو شوك للنازحين على الفرار.
ودعا إلى وقف فوري للعمليات العدائية، وضمان ممرات آمنة للمدنيين الراغبين في الخروج من المدينة، مطالبا جميع الأطراف بالامتثال للقانون الدولي الإنساني، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأشار إلى أن مبعوثه الخاص للسودان، رمطان لعمامرة، يعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم الجهود السياسية الرامية إلى إنهاء الحرب في السودان.
إلى ذلك، هاجمت تنسيقيات لجان المقاومة في الفاشر، الحكومة المركزية، متهمة إياها بالانشغال بـ«تقسيم المناصب» بينما «تجلس المدينة على النار» على حد تعبيرها.
وفي بيان شديد اللهجة، اتهمت التنسيقيات، الحكومة بالتقاعس عن كسر الحصار أو إرسال الإغاثات، مؤكدة أن المؤشرات لا تبشّر بأي انفراج قريب، وسط معاناة السكان من استمرار الهجمات العنيفة وانعدام الغذاء والرعاية الصحية والكهرباء والمياه والاتصالات.
يذكر أن اللجنة العليا لفك الحصار عن الفاشر عقدت اجتماعا يوم السبت، بحضور رئيس الوزراء كامل إدريس، وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، ورئيس اللجنة أزهري المبارك، حيث تم بحث خيارات فك الحصار، بما في ذلك الحلول العسكرية.
وتشير تقارير من المنظمات الأممية إلى أن الوضع في مخيمات النازحين حول الفاشر، مثل أبو شوك، يتدهور بشكل حاد، في ظل الهجمات العنيفة وانعدام الأمن الغذائي، وانهيار الخدمات الأساسية.
المصدر: «القدس العربي
