أعربت الأمم المتحدة عن بالغ قلقها إزاء الهجوم الذي طال أحد المساجد في حي الدرجة بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، فجر الجمعة، وأسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا بين المصلين. الهجوم، الذي وقع قرب معسكر أبو شوك، أثار موجة إدانات واسعة من مؤسسات الدولة السودانية، بما في ذلك مجلس السيادة ومجلس الوزراء وحكومة إقليم دارفور، إلى جانب عدد من القوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة.
المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، دينيس براون، عبّرت في بيان رسمي عن تضامنها الكامل مع الأسر المتضررة، مؤكدة أن القانون الدولي الإنساني يوجب حماية دور العبادة والمدنيين أثناء تأدية شعائرهم. وأشارت إلى أن استهداف المساجد بشكل متعمد يُعد انتهاكاً خطيراً يستوجب التحقيق والمساءلة، خاصة في ظل تقارير تشير إلى تورط قوات الدعم السريع في تنفيذ الهجوم.
و شددت المسؤولة الأممية على ضرورة فتح تحقيق عاجل في الحادثة، ومحاسبة الجهات المسؤولة عنه، مؤكدة أن حماية المدنيين والمرافق الدينية والطبية والتعليمية يجب أن تكون أولوية قصوى في أي سياق عسكري. كما دعت إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث، التي تُفاقم من معاناة السكان وتزيد من تعقيد الوضع الإنساني في مناطق النزاع.
البيان أشار إلى أن الحصار المفروض على مدينة الفاشر أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث تم قطع الإمدادات الحيوية من الغذاء والدواء والمواد المنقذة للحياة. وطالبت الأمم المتحدة بتسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني إلى جميع المحتاجين دون عوائق، مؤكدة أن استمرار الحصار يهدد حياة آلاف المدنيين ويعيق جهود الإغاثة.
في وقت سابق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار داخل وحول مدينة الفاشر، في محاولة لاحتواء التصعيد العسكري وتوفير بيئة آمنة للمدنيين. هذه الدعوة جاءت في سياق تصاعد أعمال العنف في المدينة، التي باتت تشهد توتراً متزايداً منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان.
مفوضية الاتحاد الأفريقي تدين الهجوم
وأدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، بشدة الهجوم الوحشي الذي نُفذ عبر طائرة مسيّرة في 19 أيلول/سبتمبر 2025 ضد المدنيين الذين تجمعوا لأداء صلاة الفجر في مسجد الفاشر بولاية شمال دارفور، والذي أودى بحياة أكثر من 75 مصليًا.
وأكد رئيس المفوضية في بيان السبت، ” أن هذا “العمل المشين” يمثل انتهاكاً صارخاً للقيم والمبادئ الإنسانية الأساسية، وكذلك للقانون الإنساني الدولي. كما عبّر عن خالص تعازيه للأسر المكلومة وللشعب السوداني في هذا الظرف العصيب.
وجدد رئيس المفوضية دعوته الملحة لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان، لوضع حد للمعاناة التي يتعرض لها المدنيون، وذلك تماشياً مع الالتزامات التي تم التعهد بها في اتفاق جدة بتاريخ 20 أيار/مايو 2023. كما شدد على أن الحوار السياسي الشامل هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق نحو حل عادل وسلمي ومستدام للنزاع في السودان، طبقًا لما ورد.
وأكدت مفوضية الاتحاد الأفريقي تضامنها الثابت مع شعب السودان، واستعدادها للعمل عن كثب مع جميع الأطراف المعنية، سواء السودانية أو الدولية، دعماً للجهود الرامية إلى استعادة السلام والأمن والوحدة الوطنية والاستقرار في البلاد.
إدانات محلية
الهجوم أثار ردود فعل واسعة داخل السودان، حيث أصدرت جهات رسمية وسياسية بيانات منفصلة أدانت فيه ما جرى، من بينها مجلس السيادة ومجلس الوزراء وحكومة إقليم دارفور، إضافة إلى حزب الأمة القومي وعدد من الحركات المسلحة. هذه الإدانات أكدت على ضرورة احترام القانون الدولي وحماية المدنيين من الاستهداف، خاصة في أماكن العبادة.
من جهتها، أصدرت مجموعة محامي الطوارئ بياناً وصفت فيه الهجوم بأنه انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى أن المسجد المستهدف تعرض لقصف بواسطة طائرة مسيّرة أثناء صلاة الفجر، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وتدمير المبنى بالكامل. المجموعة حمّلت قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين في الفاشر وسائر أنحاء السودان.
البيان القانوني شدد على أن استهداف المدنيين ودور العبادة يمثل خرقاً واضحاً لكافة المواثيق الدولية والقيم الإنسانية والدينية، مطالباً الأمم المتحدة والمنظمات الدولية باتخاذ خطوات فعالة لوقف الانتهاكات المتكررة، وضمان حماية السكان في مناطق النزاع. كما دعا إلى تحرك دولي عاجل يضع حداً لسلسلة الاعتداءات التي تهدد حياة المدنيين وتقوض فرص الاستقرار في السودان
وشهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، فجر الجمعة 19 أيلول/سبتمبر 2025، هجوماً بطائرة مسيّرة استهدفت مسجداً أثناء صلاة الفجر. وأسفر الهجوم عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين، بينهم شيوخ وشباب. فيما اتهمت الحكومة قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجوم.
ويأتي هذا الهجوم في سياق التصعيد العسكري المتواصل في الفاشر، حيث تسعى قوات الدعم السريع منذ أشهر إلى السيطرة الكاملة على المدينة، التي تُعد آخر وأهم معاقل الجيش السوداني في الإقليم. وقد أدى الحصار والقصف والهجمات المتكررة التي تشهدها المدينة إلى تفاقم الأوضاع الإنساني،ة مع نقص حاد في الغذاء والدواء.
الهجوم على المسجد أثار إدانات واسعة محلية ودولية، باعتباره جريمة مروعة استهدفت مدنيين عزل في مكان عبادة، ما اعتُبر انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، وواحداً من أسوأ الهجمات ضد المدنيين منذ اندلاع الحرب في السودان قبل أكثر من عامين.
اليراع- صحف ومواقع محلية
