30.5 C
Khartoum

مراسم استقبال ملكية مهيبة لترامب في قلعة ويندسور البريطانية

Published:

وندزر، بيركشاير (المملكة المتحدة) (أ ف ب) –استقبل الملك تشارلز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء في قلعة ويندسور، في ثاني زيارة دولة يقوم بها لبريطانيا. وشمل الاستقبال الملكي موكب عربات ملكية على بساط أحمر وتحية عسكرية ومأدبة فاخرة ومظاهر احتفالية غير مسبوقة وإجراءات أمنية مكثفة.

وسيعرض أفراد العائلة المالكة على ترامب وزوجته مقتنيات تاريخية من المجموعة الملكية المتعلقة بالولايات المتحدة، قبل أن يزور يزورا كنيسة القديس جورج، المثوى الأخير للملكة إليزابيث، التي استضافت ترامب في أول زيارة رسمية له في عام 2019، حيث سيضع إكليلا من الزهور على قبرها.

وأظهرت الصور الأولى لوصول ترامب إلى بريطانيا استقبال ولي العهد الأمير وليام وزوجته كيت، له ولميلانيا، قبل أن تتوجه مسيرة على الخيول إلى ويندسور.

وعند وصوله، أبلغ ترامب الصحفيين أنه يحب بريطانيا وقال “إنها مكان مميز للغاية”.

وفي إطار إبراز أهمية الزيارة بالنسبة للسلطات، انشغلت الأوساط المعنية في لندن بالتحضير لها منذ أشهر، وستشمل استعراضا جويا لمقاتلات أمريكية وبريطانية في سماء لندن، كما خصصت وزارة الدفاع 1300 عسكري لاستقبال ترامب، وهو أكبر صف شرف عسكري على الإطلاق يتم استعراضه في أي زيارة دولة مماثلة.

وقد استقبل الرئيس الأميركي وزوجته ميلانيا عند نزولهما من المروجية ولي العهد الأمير وليام وزوجته كاثرين، ثم الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، تحت سماء غائمة.

زُيِّن الشارع الرئيسي في ويندسور بالأعلام البريطانية والأميركية بهذه المناسبة، وانتشرت أعداد كبيرة من عناصر الأمن في المدينة الواقعة على بُعد حوالى 40 كيلومترا غرب لندن.

فالزيارة تجري في كل محطاتها من دون أي تفاعل مع الجمهور.

وسط إجراءات أمنية مشددة، بدأت زيارة الدولة التي تستمر يومين بعرض مهيب للحرس الملكي وباحتفال عسكريٍ غير مسبوق شارك فيه 1300 فرد من القوات المسلحة البريطانية ونحو 120 خيال.

بعد التحية الملكية التي أُطلقت من القصر وبرج لندن، شارك الأزواج الثلاثة في موكب بالعربات، ولكن داخل القلعة التي بنيت قبل ألف عام، وليس في شوارع المدينة كما كان الحال خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تموز/يوليو.

“عار”

وترامب الذي لا يحظى بشعبية في المملكة المتحدة، لن يسمع او يرى التظاهرات المنددة بزيارته.

وتجمع بعد الظهر نحو 5 آلاف شخص، بحسب الشرطة، في وسط لندن خلال مسيرة نظّمها تحالف “أوقفوا ترامب” (Stop Trump)، وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها “لا للعنصرية لا لترامب”.

وقالت المتقاعدة جان (79 عاما) لوكالة فرانس برس إن “دونالد ترامب لديه تأثيرٌ سيءٌ للغاية في العالم. أنا مصدومة لأن (رئيس الوزراء كير) ستارمر دعاه. أشعر بالعار لأنه يفرش له السجادة الحمراء”.

وتحدث كثيرون عن الحرب في غزة أو عمليات طرد المهاجرين غير النظاميين التي تنفذها الإدارة الأميركية.

وقد توجه بضع عشرات من الأشخاص إلى ويندسور.

وقالت شارلين برايان البالغة 40 عاما والتي تعمل في حضانة أطفال وجاءت من لندن لوكالة فرانس برس “من الجيد أن يأتي رئيس إلى المملكة المتحدة، وعلينا الترحيب بدونالد ترامب”. لكن “من المحزن أن الجمهور لن يتمكن من رؤيته”، وفق هذه المرأة .

بعد غداء خاص مع العائلة الملكية، وضع الزوجان ترامب الزهور على قبر الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت في أيلول/سبتمبر 2022، في كنيسة القديس جورج.

وشارك فريق “السهام الحمراء” التابع لسلاح الجو الملكي وحده في العرض الجوي من دون المقاتلات البريطانية والأميركية من طراز “اف 35” بسبب سوء الاحوال الجوية.

وفي ختام اليوم تقام مأدبة ملكية تقليدية دعي اليها نحو 150 ضيفا.

طيف إبستين حاضر

في 20 كانون الثاني/يناير. وهب تشارلز وكاميلا الرئيس الأميركي العلم البريطاني الذي كان يرفرف فوق قصر باكنغهام بمناسبه تنصيبه.

كما قدّم ترامب وزوجته إلى تشارلز الثالث النسخة الأصلية لسيف الرئيس أيزنهاور، في اشارة إلى “الشراكة التاريخية التي كانت حاسمة في الانتصار في الحرب العالمية الثانية”، بحسب بيان اصدره قصر باكنغهام.

لقطة وزعتها مجموعة “إيفريوان هايتس إيلون” تظهر صورة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وجيفري إبستين أثناء عرضها خارج قلعة وندسور غرب لندن في 15 أيلول/سبتمبر 2025 © – / Everone Hates Elon/ا ف ب

ومن شأن هذه المجموعة من التشريفات أن تُرضي على الأرجح غرور الملياردير الأميركي الذي شبّه نفسه في وقت سابق من هذا العام بالملوك.

سيُخصص جزء مهم من اليوم الثاني من الزيارة الخميس للسياسة وسينتقل ترامب إلى تشيكرز، المقر الريفي لرئيس الوزراء كير ستارمر.

وقد تُطرح خلال المؤتمر الصحافي المشترك أسئلة محرجة، لا سيما في ما يتعلق بقضية جيفري إبستين.

تسعى حكومة كير ستارمر التي تترنح على وقع مشكلات اقتصادية وتمر بأزمة سياسية، إلى استغلال هذه الزيارة للإعلان عن عدد من القرارات.

وقد سجّلت استثمارا ضخما بقيمة 30 مليار دولار في بريطانيا تعهدت به مجموعة مايكروسوفت الأميركية العملاقة.

كذلك، أعلنت شركة الأدوية البريطانية “جي اس كاي” عن استثمار بقيمة 30 مليار دولار على مدى خمس سنوات في الولايات المتحدة، لا سيما في مجال البحث والتطوير.

وبحسب صحيفة “فايننشال تايمز”، تخلى كير ستارمر عن مساعيه للحصول من ترامب على إعفاء من الرسوم الجمركية البالغة 25% على الصلب البريطاني، والتي كان قد وعد بها في أوائل أيار/مايو.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة