الخرطوم – تواصلت المعارك العنيفة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لليوم الثاني على التوالي، وسط قصف مدفعي مكثف وهجمات جوية بالطائرات المسيرة، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني ووقوع خسائر في صفوف المدنيين.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، أمس الثلاثاء، إن قوات الدعم السريع نفذت هجوماً على الأحياء الشمالية للمدينة، وقتلت عدداً من المدنيين واختطفت آخرين من منازلهم، في ما وصفته بـ»جرائم مروعة». وأضافت أن الهجوم استهدف حي الشرفة شمال المدينة، حيث تم تنفيذ عمليات قتل واعتقال في ظروف غامضة.
وأشارت اللجان إلى أن القتال العنيف لم يمنع «صمود أهالي الفاشر»، رغم الحصار المستمر الذي تعاني منه المدينة منذ مايو/أيار 2024، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه ونفاد الإمدادات الطبية والغذائية.
وفي سياق المعارك الجارية، أفادت مصادر محلية بمقتل القائد الميداني في قوات «الدعم السريع» سالم صالح عيسى، خلال المواجهات التي تشهدها المدينة.
ويقود الهجمات الأخيرة على الفاشر عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع وشقيق قائدها محمد حمدان دقلو «حميدتي». وتهدف هذه العمليات، حسب مراقبين، إلى السيطرة على الفاشر باعتبارها آخر معاقل القوات المسلحة السودانية في إقليم دارفور، ومنع أي تحركات عسكرية لاستعادة المناطق الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع في الإقليم الواقع غرب البلاد.
في المقابل، تحاول القوات المسلحة السودانية فتح ممر بري من ولايات كردفان إلى الفاشر، في مسعى لفك الحصار العسكري المفروض على المدينة منذ أكثر من عام.
سياسياً، يواصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، لقاءاته مع الأطراف السودانية في إطار الجهود الرامية لاحتواء الأزمة. والتقى لعمامرة، يوم أمس، بكل من حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي والكتلة الديمقراطية، لمناقشة تطورات الأوضاع في دارفور والجهود الأممية المبذولة.
وأكد لعمامرة أن هناك تعبئة دولية لتحسين الوضع الإنساني في الفاشر، مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قدّم مقترحات إلى مجلس الأمن بشأن الوضع في السودان، وأن الأمم المتحدة تعمل على «التأثير في المواقف الدولية» ذات الصلة بالأزمة السودانية.
في حين قال حاكم دارفور مني أركو مناوي إن المبعوث الأممي أكد وضع الأوضاع الإنسانية في الإقليم ضمن الأولويات، معرباً عن ارتياحه لوجود «اهتمام دولي بوحدة السودان وأمنه واستقراره».
أما الكتلة الديمقراطية، فقد عبّرت عن قلقها من اللقاءات التي أجراها المبعوث الأممي مع بعض ممثلي قوات الدعم السريع، معتبرة أن ذلك قد يفسر كتدخل في الشؤون الداخلية.
وقال المتحدث باسم الكتلة، محمد زكريا، إنهم شددوا خلال اللقاء على أهمية استمرار جهود الوساطة الدولية، دون تجاوز إرادة السودانيين، داعياً إلى «دور فعال من الاتحاد الأفريقي والمملكة العربية السعودية ومصر لفهم طبيعة الأزمة السودانية بشكل أفضل».
المصدر: القدس العربي
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.