31.8 C
Khartoum

أزمة صحية تضرب الخرطوم… و25 وفاة بالكوليرا في دارفور

Published:

الخرطوم ـ «القدس العربي»: تواجه العاصمة السودانية الخرطوم أزمة صحية متفاقمة مع تسجيل انتشار واسع للأمراض الوبائية، في ظل تصدع البنية الصحية ونقص الأدوية الأساسية، مما يهدد حياة آلاف السكان، خاصة في المناطق الأكثر هشاشة.
وتعد منطقتا بحري وشرق النيل من أكثر المناطق تضرراً، حيث رصدت غرف الطوارئ الصحية آلاف حالات الاشتباه بأمراض حمى الضنك، الملاريا، التيفوئيد، والاسهال المائي، وسط مخاوف من استمرار تفشي الكوليرا واتساع رقعة انتشارها.
وحذرت غرفة طوارئ شرق النيل من «تدهور خطير» في الوضع الصحي في المحلية الواقعة شرق العاصمة الخرطوم، مع تسجيل انتشار واسع لأمراض الملاريا وحمى الضنك في معظم المناطق، وهو ما وصفته الغرفة بأنه «تهديد مباشر» لحياة المواطنين، لا سيما الأطفال، النساء، والفئات الأشد ضعفا.
وأكدت الغرفة، أن المرافق الصحية تواجه نقصا حادا في الأدوية والمعينات الطبية، وارتفاعا في أسعار العلاجات، بالتزامن مع انعدام المحاليل الوريدية والمسكنات والأدوية الأساسية لعلاج الحالات الطارئة.
ولفتت إلى أن هذا الوضع جعل الكوادر الطبية عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الرعاية الصحية، مشيرة إلى تصاعد المخاوف من تحول الأزمة الصحية إلى كارثة واسعة النطاق في حال غياب تدخل عاجل.
وطالبت السلطات المختصة والمنظمات الإنسانية بتكثيف حملات الرش الوقائي، وتوزيع الناموسيات، وتوفير الأدوية والمعينات الطبية، لاحتواء تفشي الأمراض ومنع انتشارها إلى مناطق جديدة.
وفي مدينة بحري، شمال الخرطوم، كشفت غرفة الطوارئ عن توثيق آلاف حالات الاشتباه بالأمراض الوبائية خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، شملت الملاريا، التيفوئيد، حمى الضنك، والإسهال المائي.
وحذرت من أن خطر تفشي الكوليرا لا يزال قائما، خاصة مع استمرار تكدس النفايات والمياه الراكدة في الأحياء، وسوء حالة مصادر مياه الشرب.
وأوصت بتنفيذ حملات رش فورية، وتوزيع الناموسيات، وتنظيف الأحياء، وتعقيم مصادر المياه، وتوفير بدائل آمنة، إلى جانب تفعيل نظام الإنذار المبكر وربط المراكز الصحية بالجهات الحكومية والمنظمات الدولية المعنية.
كما دعت إلى تجهيز المرافق الصحية بالأدوية الأساسية لمكافحة الملاريا والتيفوئيد وحمى الضنك، وعقد اجتماع طارئ مع وزارة الصحة والمنظمات الدولية لتنسيق استجابة عاجلة.

تفش للأوبئة… ونقص في الأدوية… وانهيار للمرافق الطبية

وكانت وزارة الصحة في العاصمة الخرطوم قد أعلنت عن إطلاق حملة تستمر لمدة ثلاثة أيام، تستهدف القضاء على البعوض اللاسع الناقل لأمراض الملاريا وحمى الضنك.
وقالت إنها اتخذت إجراءات احترازية مُشددة لمجابهة تفشي الأوبئة، خاصة في ظل تأثيرات انقطاع الإمداد الكهربائي على أداء المؤسسات الصحية ومرافق المياه.
وأكدت أن فرق الاستجابة تواصل العمل بالتنسيق مع المحليات والمنظمات الإنسانية، في محاولة لاحتواء الأزمة الصحية التي تهدد العاصمة.
إلى ذلك، أعلنت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين وفاة 25 شخصا خلال 48 ساعة في إقليم دارفور في غربي البلاد.
ونقلت صحيفة «سودان تريبيون» عن المتحدث باسم المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور آدم رجال قوله، في بيان صحفي، إن 12 شخصا توفوا بالكوليرا يوم السبت الماضي و13 شخصا توفوا الأحد.
وأكد ارتفاع العدد التراكمي للإصابات منذ تفشي الكوليرا إلى 11 ألفا و733 حالة، منها 454 حالة وفاة، مشيرا إلى أن المناطق التي شهدت أعلى معدلات تفشي الكوليرا هي مدينة طويلة، 60الواقعة على مسافة 60 كيلومترا غربي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بإجمالي وصل إلى 5417 حالة إصابة منذ تفشي المرض، بما في ذلك 78 حالة وفاة.
وأوضح المتحدث أن المنطقة سجلت 58 حالة إصابة جديدة، مؤكدا استمرار الوباء في الانتشار في مناطق أخرى في دارفور في جبل مرة وزالنجي (وسط ) ونيالا ومخيمات النازحين جنوب دارفور.
وحذر من أن مرض الكوليرا ينتشر بمعدلات غير مسبوقة في ظل نقص الإمدادات الطبية والخدمات الأخرى في مراكز العزل وانعدام المحاليل الوريدية في بعض المراكز.
وذكّر بأن المنظمات الإنسانية والمتطوعين المحليين وغرف الطوارئ والسلطات المحلية يبذلون جهودا جبارة لمكافحة المرض لكن لا تزال هناك صعوبات وتحديات كبيرة بسبب تزايد معدلات الإصابة، بالإضافة إلى الجوع والملاريا وسوء التغذية بين الأطفال.
وتابع قائلا «تهدد هذه التحديات حياة الناس، وتمثل كابوسا وكارثة إنسانية منسية يتجاهلها المجتمع الدولي في بلد مزقته الحرب والمجاعة والأمراض والأوبئة ونقص الغذاء»، داعيا المنظمات الإنسانية، وخاصة منظمة الصحة العالمية والمؤسسات المعنية إلى بذل جهود أكبر للوقاية من هذه الحالة الصحية والإنسانية الطارئة التي تواجه المجتمعات السودانية في مناطق النزوح.
ويعاني إقليم دارفور منذ يونيو/ حزيران الماضي من تفشٍ غير مسبوق لوباء الكوليرا، وفقا لتقارير منظمات إنسانية وكيانات مدنية.
تأتي هذه التطورات في وقت ما يزال النظام الصحي في السودان يواجه تداعيات متفاقمة نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، حيث توقفت حملات التحصين، وتراجعت عمليات الرش الوقائي، بينما باتت الأدوية والمستلزمات الطبية غير متوفرة في العديد من المناطق.
ويحذر مراقبون من أن التأخر في التدخل قد يؤدي إلى كارثة صحية واسعة النطاق، خاصة مع دخول موسم الخريف وازدياد معدلات الأمطار التي توفر بيئة خصبة لتكاثر البعوض ونواقل الأمراض.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة