جميعنا يدرك أن الذكاء الاصطناعي سيزاحم عاجلا أم آجلا العديد من المهن، غير أن هذه المرة تجاوز الأمر التوقعات ليصل إلى أعلى المناصب. فقد أعلن رئيس الوزراء الألباني، إدي راما، الخميس، عن تعيين وزيرة ولدت بالذكاء الاصطناعي ضمن حكومته المقبلة، في خطوة تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم.
فهذه الوزيرة الافتراضية تحمل اسم ديلا، وتعني “الشمس” بالألبانية، وتجسدها شخصية رقمية على شكل امرأة ترتدي لباسا ألبانيا تقليديا. وقد أُسندت إليها مهمة الإشراف على الصفقات الحكومية في خطوة تهدف إلى محاربة الفساد.
ووعد رئيس الوزراء بأن تكون جميع المناقصات العمومية “خالية من الفساد بنسبة 100%، وأن يُدار كل قرش من المال العام المخصص لتلك المناقصات بشفافية تامة”.
لكن ديلا لم “تولد” اليوم. فهي أُطلقت في بداية العام كمساعدة افتراضية تعمل بالذكاء الاصطناعي، وكانت مهمتها تسهيل استخدام المواطنين للمنصة الرسمية e-Albania، التي تتيح الحصول على وثائق رسمية وخدمات متنوعة أخرى. ووفق الأرقام الرسمية، ساعدت ديلا حتى الآن في إصدار 36 ألفا و600 وثيقة رقمية، كما قدمت ما يقارب ألف خدمة عبر المنصة.
وبعد فوزه بولاية رابعة في انتخابات أيار – مايو الماضي، يستعد راما لعرض تشكيل حكومته الجديدة أمام البرلمان خلال الأيام المقبلة. وتُعد مكافحة الفساد، خصوصا داخل الإدارات العامة، شرطا أساسيا في ملف ترشح ألبانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ويطمح راما إلى إدخال هذا البلد الصغير في البلقان، الذي يبلغ عدد سكانه 2,8 مليون نسمة، إلى الاتحاد بحلول عام 2030.
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.