27.5 C
Khartoum

غضب بعد انتشار فيديو يوثّق تعذيب عناصر «الدعم» لسيدة سودانية

Published:

الخرطوم ـ  وثّق مقطع فيديو جديد، نشر على وسائل التواصل الاجتماعي تعذيب منسوبين لقوات «الدعم السريع» سيدة سودانية في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور. ويُظهر الفيديو أفرادًا من القوات وهم يقومون بتقييد السيدة على شجرة، في مشهد أثار إدانات واسعة ومطالبات بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات بحق المدنيين.

وتأتي هذه الحادثة في ظل استمرار سيطرة قوات «الدعم» على مدينة نيالا، والتي أعلنتها في وقت سابق مقرًا لما تعرف بـ«حكومة التأسيس» الموازية، برئاسة قائد القوات محمد حمدان دقلو «حميدتي» ضمن مناطق نفوذها في غرب البلاد.
في الوقت نفسه، حذرت البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان من أن البلاد تعيش ما وصفتها بـ«حرب فظائع» تُرتكب خلالها انتهاكات جسيمة، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وجاء هذا التحذير ضمن تقرير رسمي حمل عنوان «حرب الفظائع» قُدم إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال دورته الستين في جنيف.
وقال رئيس البعثة، محمد شاندي عثمان، خلال عرضه للتقرير، إن المدنيين في السودان أصبحوا أهدافًا مباشرة للقتل والتهجير القسري والحرمان من الغذاء، مؤكدًا أن الشعب السوداني «لا يحتاج فقط إلى التعاطف، بل إلى الحماية والعدالة». وقال إن الانتهاكات الواسعة، شملت القتل العمد، الاغتصاب، الاسترقاق، العنف الجنسي، النهب، والاضطهاد القائم على أسس عرقية واجتماعية.

تحقيق أممي يحذر من «حرب فظائع» في البلاد

وفيما يخص العنف الجنسي، وصفه التقرير بأنه أحد أبرز سمات النزاع الدائر، مشيرًا إلى أن البعثة وثقت حالات متعددة من الاغتصاب الفردي والجماعي، والاسترقاق الجنسي، والزواج القسري، ارتكبها مقاتلو قوات الدعم السريع ضد نساء وفتيات، بعضهن في سن الثانية عشرة، خاصة من المجتمعات غير العربية. كما أشار التقرير إلى وجود أدلة على ارتكاب انتهاكات جنسية من قبل الجيش السوداني داخل مراكز الاحتجاز، ما يعكس نمطًا من الانتهاكات المنتظمة.
وقال إن الحرب المستمرة قد دمّرت البنية التحتية الحيوية في البلاد، حيث تكررت عمليات قصف الأسواق، وانهار النظام الصحي بشكل شبه كامل، بينما تعرّض العاملون في القطاعين الطبي والإنساني للاستهداف والقتل. واعتبر التقرير أن السودان يواجه حاليًا «إحدى أخطر أزمات الجوع الطارئة في التاريخ الحديث» نتيجة الحرب وغياب الإمدادات الإنسانية.
وفي هذا السياق، وجّه التقرير انتقادات واضحة للطرفين، حيث حمّل الجيش السوداني مسؤولية الفشل في حماية المدنيين، بينما اتهم قوات الدعم السريع بتبني «استراتيجية متعمدة لتجويع السكان وحرمانهم من الدواء والمساعدات» وهو ما قد يشكّل جريمة إبادة جماعية وفق القانون الدولي.
ودعا رئيس البعثة إلى تحرك دولي عاجل وشامل لوقف الانتهاكات الجسيمة في السودان، مؤكدًا أن الإفلات من العقاب يمثل تهديدًا خطيرًا لاستقرار البلاد والمنطقة بأكملها. وشدد على ضرورة وقف العنف فورًا، وضمان حماية المدنيين، ورفع الحصارات عن المناطق المحاصرة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. كما طالب بإنهاء كافة أشكال العنف الجنسي، وفرض حظر دولي على تصدير السلاح للأطراف المتحاربة، ووقف الدعم المادي والعسكري الموجه إليها.
بالإضافة إلى ذلك، أوصى التقرير بتعزيز التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات، وفرض عقوبات فردية محددة على المتورطين في ارتكاب هذه الأفعال، سواء من القيادات العسكرية أو السياسية.

المصدر: وسائل التواصل الاجتماعي \ صحيفة «القدس العربي»


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة