الخرطوم اليراع – صحف محلية – شنت قوات الدعم السريع فجر الثلاثاء سلسلة من الضربات الجوية بالطائرات المسيّرة، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت حيوية للبنية التحتية في العاصمة السودانية الخرطوم وعدد من المدن الأخرى، في أحدث تصعيد منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من عامين.
غارات مكثفة وأعطال واسعة
شهود عيان تحدثوا عن انفجارات عنيفة هزت أحياء متفرقة في الخرطوم وأم درمان وبحري، تزامناً مع تحليق مكثف لمسيّرات في سماء العاصمة. وأفاد سكان شمالي أم درمان بسماع دوي متواصل للانفجارات في محيط قاعدة وادي سيدنا العسكرية، بينما تصاعدت أعمدة الدخان من محطة كهرباء المرخيات غرب المدينة. كما أبلغ سكان جنوب الخرطوم عن انفجارات ضربت منطقة الكلاكلة قرب مستودعات، أعقبها انقطاع للكهرباء عن مناطق واسعة.
مصادر ميدانية ذكرت أن الضربات استهدفت مواقع بمحيط مصنع اليرموك العسكري جنوب العاصمة، إضافة إلى محطة كهرباء المرخيات ومصفاة الجيلي شمالي بحري. وأكد السكان أن هجوماً مكثفاً شنه ما لا يقل عن ثماني طائرات مسيّرة على المصفاة النفطية الاستراتيجية دفع إدارتها إلى إخلاء العاملين كإجراء وقائي.
تضرر منشآت الكهرباء والنفط
السلطات المحلية في أم درمان أكدت أن القصف ألحق أضراراً كبيرة بعدد من المحولات في محطة المرخيات، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء رئيسية في المدينة وأجزاء من ولايات شمالية. وفي بحري، رُصدت حرائق وأعمدة دخان قرب مصفاة النفط، وسط مخاوف من استمرار تراجع إمدادات الطاقة والوقود في بلد يواجه أزمة اقتصادية خانقة.
كما أفادت مصادر عسكرية بأن الضربات طالت مبنى يتبع للجيش السوداني في بحري، ما أسفر عن أضرار وإصابات في صفوف الجنود. الدفاعات الجوية حاولت التصدي للهجمات وأسقطت عدداً من الطائرات، إلا أن أخرى أصابت أهدافها، بحسب الشهادات الميدانية.
أصداء في الشرق ودارفور
في تطور متزامن، أفاد سكان شرق السودان برصد تحليق متكرر لطائرات مسيّرة فوق مناطق جبلية غنية بالموارد قرب أرياب في ولاية البحر الأحمر خلال الأيام الماضية. وقال مسؤول محلي إن الأجهزة الأمنية أُبلغت بالتحركات لكن لم يتم تحديد مصدر الطائرات أو أهدافها حتى الآن.
كما ربطت قوات الدعم السريع الغارات الأخيرة بالهجوم الذي استهدف مدينة نيالا في جنوب دارفور، مؤكدة في بيان صدر الثلاثاء أن الضربات الجوية جاءت “رداً مباشراً” على ما وصفته بقصف المستشفيات والمنشآت المدنية في دارفور وكردفان. البيان شدد على أن عملياتها ركزت على “مواقع عسكرية ولوجستية”، نافياً استهداف المدنيين.
ويأتي هذا التصعيد فيما لا تزال الخرطوم تحت سيطرة الجيش منذ مايو/أيار الماضي، بعد معارك عنيفة أجبرت قوات الدعم السريع على الانسحاب إلى الأطراف ومناطق أخرى في غرب وشرق السودان. ومنذ ذلك الحين، كثفت القوات المتمردة هجماتها على مواقع استراتيجية، بما في ذلك بورتسودان، المقر المؤقت للحكومة، إضافة إلى ضربات متكررة استهدفت البنى التحتية للطاقة والنفط.
مراقبون حذروا من أن استهداف منشآت حيوية مثل مصفاة الجيلي ومحطات الكهرباء قد يؤدي إلى شلل واسع في الخدمات الأساسية وزيادة العبء على الاقتصاد المنهك، خاصة مع استمرار تعثر أي جهود لوقف إطلاق النار أو الدخول في مفاوضات شاملة.
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.