دعت هيئة محامي الطوارئ إلى تمديد ولاية بعثة تقصي الحقائق الدولية المعنية برصد الانتهاكات في السودان، مؤكدة أن الظروف الراهنة في البلاد تستوجب استمرار عمل البعثة، في ظل تصاعد الهجمات ضد المدنيين، وتفاقم حالة الانفلات الأمني، إلى جانب عمليات التصفية التي تُنفذ على أسس عرقية وجهوية.
وكانت الأمم المتحدة قد أنشأت بعثة تقصي الحقائق الخاصة بالسودان في أكتوبر من عام 2023، غير أن البعثة لم تتمكن من دخول الأراضي السودانية خلال العامين الماضيين، رغم تقديم طلبات رسمية بهذا الشأن، وهو ما أثار قلقاً واسعاً في الأوساط الحقوقية بشأن قدرة المجتمع الدولي على متابعة الأوضاع الميدانية بشكل مباشر.
وأوضحت هيئة محامي الطوارئ أن تمديد ولاية البعثة الدولية خلال فترة النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يُعد خطوة ضرورية لمنع الإفلات من العقاب، خاصة في ما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة التي طالت المدنيين، وعلى رأسها جرائم القتل خارج نطاق القانون.
وفي بيان صدر ضمن حملة تقودها منظمات حقوقية سودانية وقوى مدنية مناهضة للحرب، بتاريخ الأول من سبتمبر 2025، أشارت الهيئة إلى توثيق سلسلة من الهجمات الأمنية التي استهدفت المدنيين، وشملت حالات قتل جماعي، وعمليات تهجير قسري، ونزوح داخلي واسع النطاق، حيث بلغ عدد النازحين نحو 12 مليون شخص منذ اندلاع النزاع.
كما نبهت الهيئة إلى أن حالة انعدام الأمن في البلاد تُشكل عائقاً أمام الوصول إلى الحقيقة، وتُعزز من انتشار المعلومات المضللة التي تروج لها الأطراف العسكرية المتصارعة، وهو ما يستدعي استمرار عمل البعثة الدولية لتقصي الحقائق، لضمان تقديم رواية دقيقة وموثقة حول ما يجري على الأرض.
وأكدت الهيئة أنها وثقت وقوع 16 مجزرة كبرى في مناطق متفرقة من السودان خلال عام 2024، إلى جانب تسجيل أكثر من 40 ألف حالة وفاة بين المدنيين نتيجة الحرب، وهي أرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية وتُبرز الحاجة الملحة إلى استمرار البعثة الدولية في أداء مهامها.
وكانت الأمم المتحدة قد قررت في أكتوبر 2024 تمديد ولاية البعثة لعام إضافي، في خطوة اعتبرتها الهيئة غير كافية ما لم تُترجم إلى إجراءات ميدانية فعلية. كما كشفت الهيئة عن رصد أكثر من 630 حادثة عنف واعتداء استهدفت المؤسسات الصحية خلال فترة النزاع، مشددة على أهمية الدور الذي تلعبه البعثة في إعداد تقارير دورية تُرفع إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والمنظمات المعنية، بما يضمن نقل صورة دقيقة عن الوضع في السودان إلى المجتمع الدولي.
المصدر: سودان نيوز
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.