تسببت تغريدة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على منصته إكس، بخلق جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن أعاد نشر رواية مثيرة للجدل عن جريمة جنسية نسبت إلى أشقاء باكستانيين في مسجد بمدينة ليدز البريطانية. القصة نشرت أولا على حساب مغمور على المنصة، قبل أن تتحول إلى مادة دسمة للجدل بعد أن تبناها ماسك، مكتفياً بعبارة قصيرة تشير إلى تبنيه للتهمة دون التحقق من مصدرها.
وعلق ماسك عند إعادته نشر التغريدة بعبارة واحدة تقول “لا أعلم حتى ماذا أقول بعد ذلك”.
وتقول التغريدة ” قام أشقاء باكستانيين باغتصاب صبيين عمرهما سبعة أعوام في مسجد. قاموا بتخدير 30 تلميذة قاصر واستغلالهن في الدعارة. قاموا ببتر أصابع قدمي فتاتين حاولتا الهرب. المحكمة أدانت ما مجموعه 62 جريمة. حدث هذا في مسجد في ليدز، المملكة المتحدة” واختتم المنشور بالقول “الهجرة غير الشرعية لا تزال تُدمر المملكة المتحدة”.
إعادة نشر التغريدة من قبل ماسك أعطى الرواية زخماً مضاعفاً، إذ تخطت تغريدة ماسك حاجز 40 مليون متابعة، فيما حظي تعليقه عليها بـ 35 مليون مشاهدة لتصبح القصة جدلاً يغذي “الخطاب المعادي للمهاجرين والمسلمين”، وفقاً لمنتقديها.
وسرعان ما اتخذت تعليقات الكثير من المغردين منحى تحريضياً، وخطاباً يحرض على الكراهية وصل حد المطالبة بمنع الباكستانيين من دخول المملكة المتحدة أو الدول الغربية. فيما طالب بعض رواد المنصة بمحاكمات علنية للمنتهكين وإحلال عقوبات قاسية بهم.
يأتي هذا في وقت تعيش فيه المملكة المتحدة واقعاً ساخناً. حيث تحولت الهجرة إلى أبرز تحدٍ سياسي تواجهه الحكومة البريطانية، بعدما تصاعدت أعداد الوافدين عبر بحر المانش وتكدس عشرات الآلاف في فنادق مؤقتة. وسط احتجاجات محلية وضغوط معارضة.
ما حقيقة الاتهامات؟
وفقاً لتقارير إعلامية، تشير التسجيلات القضائية البريطانية إلى أن حادثة مشابهة وقعت بالفعل، حيث اتهم ثلاثة أشقاء بأكثر من ستين جريمة جنسية وصدرت بحقهم أحكاماً بالسجن لمدد طويلة، لكنها تعود إلى العام الماضي في بارو إن فيرنيس شمال غربي بريطانيا.
المثير للاهتمام أن القصة الحديثة أعادت تدوير القضية، إذ لم تشر الوثائق الرسمية على الإطلاق إلى جنسيات المتهمين، كما أن تفاصيل التعذيب مثل قطع الأصابع لم يظهر لها أي أثر في ملفات المحاكم أو بيانات الشرطة.
وأشارت تقارير إعلامية سابقة إلى الانتقادات التي تطال إيلون ماسك منذ استحواذه على منصة إكس، المتعلقة بالتراخي في سياسات السلامة على المنصة.
وتقول تقارير إعلامية متعددة، عربية منها وأجنبية، إن الكراهية والمضايقات الرقمية توسع نطاقها منذ تغيير إدارة منصة إكس (تويتر سابقاً)، حيث لم تعد خصائص الحماية أولوية كما كانت في السابق.
وكان الملياردير الأمريكي ماسك أقر في وقت سابق بالقول “آسف أنني حولت تويتر من جنة آمنة إلى مكان للتصيّد”، قبل أن يضيف بسخرية “الصيد فيه بعض المتعة”.
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.