34.5 C
Khartoum

أطفال الفاشر ما زالوا محرومين من المساعدات، جائعين ويتعرضون للعنف الجنسي فيما يستمر القتال بعنف

Published:

حذّرت وكالة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن مدينة الفاشر في شمال دارفور بالسودان تحولت إلى “بؤرة لمعاناة الأطفال”، حيث خلّف الحصار المستمر منذ نحو 17 شهراً مجاعة وتشريدًا واسع النطاق وأعمال عنف متواصلة ذات آثار كارثية.

ووفقاً للوكالة، فقد اضطر ما لا يقل عن 600 ألف شخص – نصفهم من الأطفال – إلى الفرار من الفاشر ومخيماتها المحيطة خلال الأشهر الأخيرة جرّاء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع شبه العسكرية، والتي تقاتل القوات الحكومية منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023.

ولا يزال نحو 260 ألف مدني، بينهم 130 ألف طفل، محاصرين داخل الفاشر منذ أكثر من 16 شهراً من دون أي مساعدات إنسانية، بحسب تقرير اليونيسف.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل: “نحن نشهد مأساة مدمرة – الأطفال في الفاشر يتضورون جوعاً بينما تُمنع خدمات التغذية المنقذة للحياة الخاصة باليونيسف. إن منع وصول المساعدات الإنسانية يشكل انتهاكاً جسيماً لحقوق الأطفال، وحياتهم الآن على المحك.”

ومنذ بدء الحصار في أبريل 2024، وثّقت اليونيسف أكثر من 1,100 “انتهاك جسيم”، منها قتل وتشويه أكثر من ألف طفل، فيما تعرض العشرات للعنف الجنسي، بينما اختُطف آخرون أو جُنّدوا من قبل جماعات مسلحة. وأوضحت الوكالة أن الأرقام الحقيقية على الأرجح أعلى بكثير.

وفي هذا الأسبوع، ظهرت تقارير عن حادثة جديدة سقط فيها عدد كبير من الضحايا، حيث قُتل سبعة أطفال في هجوم على مخيم أبو شوك للنازحين خارج المدينة.

وقد أدّى حصار قوات الدعم السريع إلى قطع خطوط الإمداد، ما جعل المرافق الصحية عاجزة عن العمل. وتقدّر اليونيسف أن نحو 6,000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد لم يتلقوا العلاج، بعدما توقفت فرق التغذية المتنقلة عن العمل إثر نفاد الإمدادات.

ومنذ يناير الماضي، جرى علاج أكثر من 10,000 طفل من سوء التغذية الحاد، لكن هذه الخدمات توقفت الآن. وقالت اليونيسف إنه في الأسبوع الماضي فقط توفي 63 شخصاً – معظمهم من النساء والأطفال – بسبب الجوع.

وزادت أزمة الكوليرا الأوضاع تعقيداً، حيث يشهد السودان أسوأ تفشٍّ للمرض منذ عقود، مع تسجيل ما يقرب من 100,000 حالة اشتباه و2,400 وفاة على مستوى البلاد منذ العام الماضي. وفي إقليم دارفور وحده تم تسجيل نحو 5,000 حالة و98 وفاة، بحسب تقارير الوكالة.

اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بعد انهيار اتفاق هش لتقاسم السلطة بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وسرعان ما امتد القتال من العاصمة الخرطوم إلى مناطق أخرى، بينها إقليم دارفور غرب البلاد، الذي يعد معقلاً رئيسياً لقوات الدعم السريع.

ووفقاً لوكالات الأمم المتحدة، قُتل نحو 40 ألف شخص، فيما نزح ما يقارب 13 مليون، بينما يواجه نحو 25 مليون شخص مستويات حادة من الجوع.

وطالبت اليونيسف طرفي النزاع في السودان بوقف القتال فوراً والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر والمناطق الأخرى المتأثرة بالنزاع بشكل آمن ومستدام.

وقالت راسل: “يجب حماية الأطفال في جميع الأوقات، ويجب أن تتاح لهم فرص الحصول على المساعدات المنقذة للحياة.”


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة