أعلنت غرفة طوارئ “دار حمر”، أمس الأربعاء، عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً على يد قوات “الدعم السريع” في مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، بينهم 27 معتقلاً تمت تصفيتهم ميدانياً، إلى جانب ثلاثة مواطنين قُتلوا في سوق أم البدري.
وأوضحت أن الضحايا المعتقلين كانوا محتجزين في مناطق تُعرف بجناين أبو خريتيش ومحيط مصنع الثلج، وسط مدينة النهود، حيث تم إعدامهم بعد فشل ذويهم في دفع فدية مالية طالبت بها قوات الدعم السريع مقابل إطلاق سراحهم.
ووصفت الغرفة ما جرى بأنه “جريمة قتل جماعي تمثل استمرارًا لنهج الترهيب والتنكيل بحق المدنيين في غرب كردفان”.
وفي حادث منفصل، أكدت الغرفة مقتل ثلاثة مدنيين في سوق أم البدري، الذي يبعد نحو 35 كيلومترًا شرقي النهود.
مقتل ثلاثة مدنيين في سوق أم البدري
وحسب شهود عيان، فإن قوة من “الدعم السريع” فتحت النار على الضحايا عقب رفضهم التوقف لعربة عسكرية كانت متمركزة قرب الطريق. والضحايا لم يكونوا يحملون سلاحاً، وكانوا في طريقهم إلى السوق.
وتأتي هذه الجرائم في ظل أوضاع أمنية متدهورة تعيشها ولايات وإقليم دارفور، خاصة بعد انحسار سيطرة قوات “الدعم السريع” من الخرطوم وعدة ولايات استراتيجية مثل الجزيرة وسنار والنيل الأبيض، ما دفع “الدعم” إلى إعادة تموضعها غربي البلاد.
وأكدت طوارئ منطقة “دار حمر” أن عمليات التصفية الأخيرة شملت عشرات المعتقلين المحتجزين داخل المدينة، حيث تحولت مواقع الاحتجاز مثل جناين أبو خريتيش ومصنع الثلج، إلى سجون غير رسمية تُمارس فيها أبشع الانتهاكات بحق المدنيين.
ولم تقتصر الانتهاكات على القتل الميداني، إذ أعلنت غرفة طوارئ دار حمر عن وفاة المواطن عبد الرحمن حمدان متأثراً بتعذيب مروع تعرض له عقب اختطافه من منزله في حي أبو سنون في النهود
وقالت إن عناصر من الدعم السريع اقتحمت منزله واقتادته بالقوة إلى جهة مجهولة، قبل العثور عليه لاحقا جثة هامدة وعليها آثار تعذيب جسيم. كما أفادت بأن القوة المهاجمة التابعة لقوات الدعم السريع نهبت مصوغات ذهبية تملكها زوجته.
في موازاة العمليات العسكرية تواجه مدينة النهود والقرى المجاورة أزمة صحية متفاقمة بعد تفشي وباء الكوليرا، ما أدى إلى وفاة عشرات المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية، وسط نقص حاد في الأدوية وانعدام شبه تام للرعاية الصحية، في ظل غياب أي دعم حكومي أو منظمات إنسانية فاعلة في المنطقة.
نداء استغاثة عاجلا للسلطات المحلية والمنظمات الدولية
وفي شمال دارفور، أطلقت شبكة أطباء السودان نداء استغاثة عاجلا للسلطات المحلية والمنظمات الدولية، محذرة من كارثة إنسانية وشيكة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تعيش تحت حصار خانق من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تدهور خطير في الوضع المعيشي والصحي.
وقالت إن الجوع في الفاشر بلغ المرحلة الثالثة (مرحلة الطوارئ)، حسب التصنيفات الدولية لانعدام الأمن الغذائي، ما يجعل آلاف الأطفال والنساء في خطر الموت جوعًا.
وأكدت أن آلاف الأسر تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب، نتيجة لانقطاع الإمدادات ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لفتح ممرات إنسانية وتوفير الاحتياجات الأساسية لسكان المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام.
(القدس العربي)
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.