حذر برنامج الأغذية العالمي من حدوث مجاعة بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور. ومنذ استعادة الجيش للخرطوم يكثف الدعم السريع هجماته على المدينة. وحذرت الأمم المتحدة من أن أطفال الخرطوم الذين يتضورون جوعا باتوا “جلدا على عظم”.
حذرت الأمم المتحدة امس الثلاثاء (الخامس من أغسطس/آب 2025) من أن أطفال الخرطوم الذين يتضورون جوعا باتوا “جلدا على عظم”، وأن آلاف العائلات العالقة فيبراثن الحرب قد تموت من الجوع في مدينة الفاشر المحاصرة في غرب السودان. وحذر برنامج الأغذية العالمي اليوم الثلاثاء من حدوث مجاعة في الفاشر، عاصمة إقليم شمال دارفور السوداني.
ففي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة من قوات الدعم السريع، على بعد ألف كيلومتر من غرب العاصمة، يواجه آلاف الأشخاص خطر مجاعة وشيكا بحسب برنامج الأغذية العالمي. وفي هذه المدينة “الجميع يواجه محنة يومية للصمود”، بحسب إريك بيرديسون المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في شرق إفريقيا وجنوبها الذي كشف أن “القدرة على الصمود تلاشت بالكامل بعد أكثر من سنتين من الحرب. وستزهق أرواح في غياب وصول فوري ومستدام” إلى الموارد الأساسية. والفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أيّار/مايو 2024 هي العاصمة الوحيدة في منطقة دارفور المترامية التي ما زالت تحت سيطرة الجيش.
حيث يعاني مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين بجانب النقص الحاد في الغذاء، تعرضهم لقصف مدفعي متواصل وهجمات بالطائرات المسيّرة. في المقابل، يواجه النازحون الفارّون من المدينة مخاطر كبيرة، أبرزها الإصابة بالكوليرا والتعرض لاعتداءات عنيفة. وكانت الأمم المتحدة قد دعت، الشهر الماضي، إلى هدنة إنسانية في مدينة الفاشر مع بداية موسم الأمطار، إلا أن قوات الدعم السريع رفضت الاستجابة لهذه الدعوة.
ارتفاع شديد لأسعار المواد الأساسية
وشهدت أسعار المواد الأساسية فيها ارتفاعا شديدا، بحسب برنامج الأغذية العالمي الذي أشار إلى أن الذرة الرفيعة والقمح المستخدمين لإعداد الخبز والهريسة يكلفان أكثر بـ460 % في الفاشر. والأسواق شبه فارغة من السلع وقد أغلقت غالبية المطابخ المشتركة أبوابها.
وقبل سنة، أُعلنت المجاعة في مخيمات النازحين حول الفاشر. وفي المدينة ذاتها، لم يصدر أي إعلان رسمي من هذا النوع في غياب بيانات موثوقة لكن الأمم المتحدة قدرت أن المجاعة ستنتشر فيها قبل مايو/أيار 2025.
وبالرغم من “جهود بذلت طوال أشهر عدة، لم يتسنَّ لنا الاطلاع على تطور الوضع الفظيع في الفاشر ولم يكن في وسعنا إيصال إمدادات”، بحسب ما قال ممثّل اليونيسف في تصريحات للصحافيين في جنيف. ولم يعد أمام بعض العائلات سوى استهلاك العلف أو النفايات، في حين بلغ نقص التغذية مستويات مثيرة للقلق في أوساط الأطفال
اشتداد وطأة سوء التغذية
ومنذ خسارة العاصمة الخرطوم التي استعاد الجيش السيطرة عليها في مارس/ آذار 2025، تكثف قوات الدعم السريع هجماتها على الفاشر ومخيمات اللاجئين المحيطة بها، في مسعى إلى تعزيز قبضتها على المنطقة التي تسيطر على أجزاء كبيرة منها.
وفي ولاية الخرطوم “تشتد وطأة سوء التغذية ولم يعد أطفال كثر سوى جلد على عظم”، بحسب ما قال شيلدون يت ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في السودان الذي يشهد “أسوأ أزمة إنسانية” حاليا في العالم بحسب وصف الأمم المتحدة وحيث يعاني حوالى 25 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وتسببت الحرب في السودان التي اندلعت في منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الحليف السابق للبرهان في مقتل عشرات الآلاف وتهجير وتشريد الملايين.
DW\ اليراع\وكالات
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.