29.8 C
Khartoum

تحقيقات تثبت وجود معسكر للدعم السريع في مناطق نفوذ حفتر بليبيا

Published:

طرابلس – تستمر الاتهامات لقوات حفتر بدعم قوات الدعم السريع بالسودان عسكريا ولوجستيا ورغم نفيها المتكرر إلا أن الدلائل الموجودة على الأرض تؤكد صحة هذه التهم.
وفي جديد ذلك أثبت تحقيق حديث لمنظمة مركز المرونة المعلوماتية في لندن، في تحقيق حديث لها وجود معسكر عسكري تابع لقوات الدعم السريع داخل الأراضي الليبية، في منطقة صحراوية قرب بلدة الجوف جنوب الكفرة.
وأضافت المنظمة في تحقيقها، أن وجود المعسكر يثبت استمرار كون ليبيا مسار إمداد رئيسي لهذه القوات التي تخوض صراعًا مسلحًا ضد الجيش السوداني، وفق قولها.
وحلّل منفذ التحقيق بيانات مفتوحة المصدر وصور أقمار صناعية، إضافة إلى مئات مقاطع الفيديو التي نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الماضية.
وأكد فريق التحقيق أن قوات الدعم السريع نقلت معدات عسكرية ووقودًا ومركبات عبر ليبيا، بعضها استُخدم لاحقًا في عمليات هجومية داخل السودان، من أبرزها الهجوم العنيف على مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور.
وقال المحقق الرئيسي مارك سنوك، إن مهمة تحديد موقع المعسكر لم تكن سهلة، لكن استخدام أدوات متقدمة مثل نظام “بلاك ماربل” التابع لوكالة ناسا، ساعد الفريق في رصد مصدر ضوء جديد في صور الأقمار الصناعية الليلية، ما قادهم إلى موقع المعسكر قبل أسابيع من ظهور الأدلة البصرية على الإنترنت.
وتُظهر الصور وجود أكثر من 100 مركبة مصطفّة داخل المعسكر، رغم صعوبة تحديد الرقم بدقة بسبب تداخل الصور وتنوع الآليات.
كما تمكّن المحققون من التعرف على شارات كتف تعود لقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى ظهور قائد ميداني بارز داخل الموقع، ما دعم فرضية أن المعسكر يخضع لسيطرة مباشرة من قبل تلك القوات.
ويأتي هذا الاكتشاف في وقت تتواصل فيه الهجمات على المدنيين السودانيين؛ حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية احتراق مناطق واسعة من مخيم زمزم في هجمات متتالية، راح ضحيتها أكثر من 300 شخص خلال أبريل الماضي، بحسب بيانات من الأمم المتحدة ونظام FIRMS التابع لوكالة ناسا.
وفي حزيران / يونيو الماضي اتهم الجيش السوداني قوات حفتر بمهاجمة مواقع حدودية سودانية وكان الاتهام هو الأول من نوعه ضد قوات شرق ليبيا بالضلوع المباشر في الحرب الدائرة منذ عامين بينه وبين قوات الدعم السريع.
وشهدت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي اتهمها الجيش أيضاً بالضلوع في الهجوم، تدخل العديد من الدول بينما لم تنجح المحاولات الدولية بعد في إحلال السلام.
وفي بداية الحرب اتهم السودان حفتر بمساندة قوات الدعم السريع عبر مدّها بالأسلحة، واتهم حليفته الإمارات، بدعم القوات المناوئة للجيش أيضاً، عبر وسائل منها غارات جوية مباشرة بطائرات مسيّرة الشهر الماضي. وتنفي الإمارات تلك المزاعم. وتدعم مصر، التي تساند حفتر أيضاً، الجيش السوداني.
وقال الجيش في بيان «هاجمت اليوم مليشيا آل دقلو (في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي») الإرهابية مسنودة بقوات خليفة حفتر الليبية (كتيبة السلفية) نقاطنا الحدودية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا بغرض الاستيلاء على المنطقة»، والتي تقع إلى الشمال من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أحد أهم خطوط المواجهة في الحرب. ولم يتسن لوكالة رويترز الحصول على تعليق من قوات حفتر بعد.
وأضاف الجيش السوداني في بيانه: «سندافع عن بلدنا وسيادتنا الوطنية وسننتصر مهما بلغ حجم التآمر والعدوان المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها بالمنطقة».
وفي كانون الثاني / يناير الماضي قالت صحيفة «مالتيز هيرالد» إن حفتر أرسل شاحنات عسكرية لقوات الدعم السريع السودانية استعدادًا لمعركة كبرى في الفاشر.
ولفتت الصحيفة إلى رصد نشاط مكثف في قاعدة “معطن السارّة” في جنوب شرق ليبيا، حيث تم نقل معدات عسكرية روسية. وأضافت المالطية أن حفتر يزود «الدعم السريع» بالقوات والأسلحة بينما يتم الإمداد والتمويل من الإمارات العربية المتحدة.  وأوضحت أن قوات الدعم السريع واجهت سلسلة من الخسائر ضد القوات المسلحة السودانية في مختلف أنحاء السودان، وهي الآن تركز انتباهها على شمال غرب السودان حيث لديها وجود أقوى، وفق تعبيرها.
واتهم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، جبريل إبراهيم، عدة دول بما فيها ليبيا، بدعم معارك قوات الدعم السريع، داعيًا إلى ضرورة مراعاة حقوق الجوار والعلاقات الصديقة.
وكان تقرير للأمم المتحدة في كانون الثاني / يناير 2024 أشار إلى أن قوات الدعم السريع اشترت سيارات من ليبيا، وحصلت على أسلحة عبر الحدود الليبية، ما يسلّط الضوء مجددًا على طبيعة التدخلات الخارجية في النزاع السوداني المتفاقم.

المصدر: صحيفة (القدس العربي)


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة