30.5 C
Khartoum

«الدعم» ترتكب انتهاكات في دارفور وكردفان وسط الحصار

Published:

الخرطوم –  اتهمت شبكة «أطباء السودان»، أمس الجمعة، قوات «الدعم السريع» بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، حيث أعلنت عن مقتل امرأة واختطاف خمسة شباب في حي الثورة.

قلق بالغ

وأعربت عن قلقها البالغ إزاء تكرار هذه الجرائم، معتبرة أنها تشكل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين وتعديًا صارخًا على القانون الإنساني الدولي. كما حمّلت «الدعم» كامل المسؤولية عن سلامة المختطفين، داعية إلى إطلاق سراحهم فوراً دون شروط، مطالبة المجتمع الدولي ومفوضية حقوق الإنسان بالتحرك العاجل لحماية المدنيين في دارفور.
في موازاة ذلك، حذر التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» من كارثة إنسانية وشيكة في ولايات دارفور وكردفان، مؤكداً أن استمرار الحرب، والحصار المفروض على مدن مثل الفاشر وكادوقلي والدلنج وبابنوسة، أدى إلى تدهور كارثي في الأوضاع المعيشية والصحية.
وقال في بيان، أمس الجمعة، إن سياسة التجويع تستخدم كسلاح لإخضاع المدنيين، عبر فرض رسوم تعجيزية على المعابر ومنع دخول المساعدات، ما أسفر عن انعدام الغذاء والدواء، وانتشار أمراض مثل الكوليرا وأوبئة أخرى فتاكة تهدد أرواح الآلاف.
وأشار إلى أن تعنت الأطراف المتحاربة ورفضها السماح بدخول المنظمات الإنسانية، ينذر بمجاعة حقيقية.
ودعا قطاع الشؤون الإنسانية في التحالف، إلى تعزيز الضغط الدولي لوقف الحرب فورًا، وفتح ممرات إنسانية آمنة، مطالبًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم الإنسانية، ولفت أنظار العالم إلى هذه الكارثة المتصاعدة قبل فوات الأوان.
وأكد «صمود» على أهمية تنظيم أوسع جبهة مدنية ديمقراطية مناهضة للحرب، واستنهاض الشارع السوداني للضغط من أجل وقف القتال فوراً، والدفع نحو تسوية سياسية تعالج جذور الأزمة، بعيداً عن أي صفقات تعيد إنتاج الأنظمة الاستبدادية أو تقود إلى تجزئة البلاد.
وحذر من أن السودان بات يدخل «منزلقاً وجودياً هو الأخطر في تاريخه»، مشيراً إلى أن الحرب المندلعة منذ 15 أبريل/ نيسان 2023، والتي رفضها التحالف منذ بداياتها، قد وصلت إلى مرحلة خطيرة بوجود «سلطتين متنازعتين». وعلى الصعيد العسكري، أعلنت قوات «الدعم السريع»، بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، سيطرتها الكاملة على بلدة أم صميمة الواقعة غرب مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان.
واعتبرت هذا التقدم «أولى بشائر الحكومة الجديدة»، في إشارة إلى إعلانها عن تشكيل حكومة موازية الأسبوع الماضي.

الحكومة اتهمتها باستخدام الإخلاء القسري كغطاء لتجنيد سكان الفاشر

وتحاول قوات «الدعم» إحكام الحصار على مدينة الأبيض، شمال كردفان، حيث تحيط قواتها بالمدينة من ثلاث جهات: من الجنوب عبر كازقيل، من الشمال باتجاه بارا، ومن الغرب بعد السيطرة على أم صميمة.
ومن شأن هذا التوسع أن يقيد حركة قوات الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش، في المدينة، ويمنح الأفضلية التكتيكية لـ»الدعم» في محاصرة من مدينة بارا، التي تتقدم نحوها قوات الجيش من الجهة المقابلة.
في إقليم دارفور، تتركّز المعارك منذ شهور على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، آخر معاقل الجيش في الإقليم، والتي تخضع لحصار مطبق من قوات الدعم السريع منذ مايو/ أيار من العام الماضي.
وتؤوي الفاشر الآلاف من السكان المحليين والنازحين الفارين من الولايات التي اجتاحتها قوات الدعم السريع، بينما يحيط بها عدد كبير من معسكرات النازحين.
ومنذ مايو/ أيار من العام الماضي، تحاول قوات «الدعم» السيطرة على الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور غرب السودان، حيث تصدى الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة المساندة له لجميع هجماتها حتى الآن.
واستنكرت الحكومة السودانية تصريحات أطلقها القيادي في حكومة الدعم السريع الموازية، الهادي إدريس، طالب فيها سكان المدينة بإخلائها، معتبرا إياها منطقة «عمليات عسكرية». وشددت الحكومة أن هذه محاولة لتهجير الأهالي أو تجنيدهم قسريا في ظل إغلاق طرق الخروج الآمنة. وحث إدريس، الخميس، السكان على التوجه إلى مناطق سيطرة قواته، ودعا المنظمات الإنسانية إلى توجيه جهودها نحو تلك المناطق بدلاً من الفاشر، بحجة استحالة إيصال الإغاثة إلى داخل المدينة.
ورفض والي شمال دارفور، الحافظ بخيت، هذه الدعوات، واعتبرها دعاية تستهدف تجنيد الشباب قسراً، متهمًا تحالف «تأسيس» بقيادة «الدعم السريع» باستخدام الإخلاء القسري كغطاء لتجنيد سكان المدينة في صفوفها.
وقال إن المناطق المقترحة لنقل السكان إليها غير آمنة، كونها تخضع لسيطرة جماعات مسلحة.
وكشف عن ظهور بوادر انفراج في الوضع المعيشي، مع دخول كميات محدودة من الحبوب الغذائية إلى الأسواق، مشدداً على أن الفاشر ستظل آمنة رغم محاولات الدعم السريع خنقها اقتصاديًا.
وأكد أن «الدعم السريع» فشلت في السيطرة على المدينة بالقوة، ولجأت إلى سياسة التجويع التي لم تُفلح أيضًا، مشيرًا إلى قرب إعلان انفراج حاسم في الوضع خلال أيام.
ومنذ أكثر من عام تمنع قوات «الدعم» مرور أي مساعدات إنسانية إلى الفاشر، بعد أن سيطرت على معظم طرق الإمداد المؤدية إليها. كما منعت إدخال السلع الغذائية إلى داخل المدينة، ما أدى إلى تدهور كارثي في التغذية، إذ يعتمد السكان على «الأمباز» (بقايا الفول السوداني والسمسم) كمصدر رئيسي للغذاء، وسط أنباء عن نفاده الوشيك.

نداء

في سياق متصل، وجهت أسر المحتجزين والمختفين قسرًا من المدنيين والعسكريين في السودان نداءً عاجلًا إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، طالبت فيه بالتدخل لتحديد أماكن احتجاز أبنائهم وتوثيق أوضاعهم الصحية، بعد مرور أكثر من 26 شهرًا على انقطاع أخبارهم. وأوضحت في رسالة إلى رئيسة اللجنة، ميريانا سبولياريك إيغر، أن العديد من المختفين نُقلوا إلى سجون في دارفور، من بينهم أطفال ونساء ومسنون وضباط في القوات النظامية، كانوا محتجزين بداية في الخرطوم قبل ترحيلهم.
وأكدت استعدادها لتقديم قوائم بأسماء المفقودين، وسجلات طبية تخصهم، وأي معلومات أخرى قد تساعد في تحديد أماكنهم.
وقالت في بيانها: «نستحضر الدور التاريخي للجنة الدولية في النزاعات العالمية، ودعت إلى مدّ هذا الالتزام إلى السودان. فثمة 800 يوم من الغياب والإجابات الغائبة تثقل كاهلنا مع كل غروب شمس».

مذكرة للبرهان

وسبق أن أرسلت عائلات الأسرى مذكرة إلى رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، دعته فيها إلى إعلان دعم رسمي لمبادرة تبادل الأسرى، وتسهيل تنسيق الجهود مع المنظمات الدولية، لا سيما اللجنة الدولية للصليب الأحمر. واعتبرت أن تبادل الأسرى، سواء من المدنيين أو العسكريين، يمثل خطوة إنسانية ضرورية نحو تهدئة النزاع، ويشكل بارقة أمل لأهالي المختفين.
كما دعت إلى تشكيل لجنة وطنية معنية بملف الأسرى والمفقودين، والضغط على قوات الدعم السريع للإفصاح عن أماكن الاحتجاز، وتمكين الاتصال مع المحتجزين وذويهم.
وأكدت أن الآلاف يعيشون في دوامة من القلق والتوتر، في ظل انعدام التواصل مع أحبائهم، مطالبة بإجراءات ملموسة لحسم هذا الملف المؤلم


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة