في إطار التحركات الدبلوماسية المكثفة التي تشهدها المنطقة بشأن الأزمة السودانية، أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، اتصالًا هاتفيًا يوم الأربعاء الموافق 30 يوليو مع السيد عمر صديق، وزير الدولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي في السودان، تناول فيه تطورات الوضع الراهن ومساعي التهدئة الإقليمية والدولية. وخلال الاتصال، شدد الوزير المصري على عمق العلاقات التاريخية التي تربط مصر والسودان، مؤكدًا حرص القاهرة على دعم جهود السلام والاستقرار في السودان، والحفاظ على مقدرات شعبه، بما في ذلك مشاركتها الفاعلة في النقاشات الجارية ضمن إطار الرباعية الدولية المعنية بالشأن السوداني.
وجدد عبد العاطي تأكيد موقف مصر الثابت الداعم لسيادة السودان ووحدة أراضيه، ورفضها لأي خطوات من شأنها تهديد تماسك الدولة السودانية أو تقويض مؤسساتها الوطنية، مشيرًا إلى أن مصر تواصل جهودها الدبلوماسية من أجل التوصل إلى حل سلمي شامل ينهي الحرب المستمرة منذ أبريل 2023. من جانبه، عبّر الوزير السوداني عن تقديره للدعم المصري المتواصل، مؤكدًا تطلع بلاده إلى تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
ويأتي هذا الاتصال في وقت تشهد فيه الساحة الدبلوماسية توترًا متزايدًا، بعد أن أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بإلغاء الاجتماع المرتقب للرباعية الدولية بشأن السودان، والذي كان من المقرر عقده هذا الأسبوع في العاصمة الأميركية واشنطن. وكان من المنتظر أن يضم الاجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، ومصر، بهدف التباحث حول مسار تفاوضي محتمل لإنهاء النزاع السوداني.
وبحسب مصادر دبلوماسية نقلت عنها الوكالة، فإن الخلافات التي أدت إلى إلغاء الاجتماع تعود إلى تباين في وجهات النظر بين مصر والإمارات بشأن مستقبل الأطراف العسكرية السودانية في العملية السياسية. وأوضحت المصادر أن الإمارات أدخلت تعديلًا في اللحظة الأخيرة على مسودة البيان الختامي، ينص على استبعاد كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من المرحلة الانتقالية المقبلة، وهو ما اعتبرته القاهرة شرطًا غير مقبول. في المقابل، أفاد مصدر آخر بأن الولايات المتحدة كانت قد وزعت مسودة بيان حظيت بقبول مبدئي من جميع الأطراف، بما في ذلك الإمارات، إلا أن مصر رفضت بندًا ينص على عدم سيطرة أي من الأطراف المتحاربة على المرحلة الانتقالية، ما أدى إلى تعثر التوافق وتأجيل الاجتماع إلى موعد لاحق لم يُحدد بعد.
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.