الخرطوم ـ انتقدت لجان مقاومة مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصريحات حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، التي أبدى فيها استعداده للانفتاح على التفاوض مع «قوات «الدعم السريع».
واعتبرت هذه التصريحات «مستفزة» و«مريبة»، خاصة في ظل ما يمر به الإقليم من معاناة إنسانية شديدة جراء حصار «الدعم» للفاشر منذ أكثر من عام واستيلائها على عدد من ولايات الإقليم.
وقالت أمس الأربعاء، إن تصريحات مناوي تنم عن «غياب تام للإحساس بمعاناة الناس، واستخفاف بتضحيات الشهداء»، مشددة على أن «القيادة الحقيقية لا تساوم على الدم، ولا تكافئ من تورط في زرع الفوضى والخراب».
وأكدت أن موقفها من قوات «الدعم» واضح لا لبس فيه، وأضافت: «لا تفاوض مع القتلة، ولا تسوية مع من ارتكب الجرائم بحق أهلنا في دارفور وسائر السودان».
وأشارت إلى أن حديث مناوي عن «الاتفاق على شروط مقبولة» مع قوات الدعم السريع، في ظل معاناة الأهالي ونقص الغذاء حتى وصلت الأمور إلى «أكل الأمباز»، يُعد استفزازاً لمشاعر المنكوبين وتنكرًا لتضحيات الضحايا.
واتهمت لجان مقاومة الفاشر كل من يسعى لتطبيع العلاقة مع الميليشيات المسلحة، أو إعادتهم إلى المشهد السياسي وكأن شيئاً لم يكن، بأنه لا يختلف عن تلك الميليشيات التي ارتكبت المجازر وأحرقت القرى وانتهكت الكرامة الإنسانية.
وقال البيان إن الدماء التي سالت في دارفور والخرطوم وكردفان «ليست مجالًا للمساومة السياسية»، مؤكداً أن من يفعل ذلك «قد خان الضحايا وخان السودان وخان ضميره إن كان له ضمير».
وكان مناوي قد صرح، الثلاثاء، في أعقاب اجتماع اللجنة السياسية لتحالف الكتلة الديمقراطية في مدينة بورتسودان، بأن «لا مانع من الحوار مع صمود أو الدعم السريع، إذا لمسنا مواقف إيجابية»، مضيفًا أن «جميعنا سودانيون ونسعى لحل شامل» .
من جهة أخرى، أصدر حزب الأمة القومي بياناً أدان فيه استمرار القصف الجوي الذي تتعرض له مدن وقرى ولاية غرب كردفان، وخاصة الفولة وأبو زبد، متهماً القوات المسلحة السودانية باستخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية والبراميل المتفجرة ضد الأعيان المدنية.
وأشار إلى أن القصف الجوي العشوائي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، مشيرًا إلى حادثة مروعة وقعت يومي الإثنين والثلاثاء، حين استُهدِف سرادق عزاء في قرية «الدبكر»، وأحياء سكنية في أبو زبد، ما أدى إلى مقتل وجرح العديد من المدنيين، بينهم أسرة بكاملها.
وأكد أن ما يجري يُعد «جرائم حرب مكتملة الأركان»، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، مطالباً بوقف فوري للقصف وحماية أرواح المدنيين. كما دعا الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية إلى «توثيق هذه الانتهاكات والتحرك العاجل لحماية السكان» .
المصدر: (القدس العربي)
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.