افتتح الإثنين مؤتمر دولي في الأمم المتحدة حول النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، دعت إليه فرنسا بالتعاون مع السعودية، حيث أكدت باريس ضرورة الحل السياسي القائم على قيام دولتين تعيشان بسلام وأمان جنبا إلى جنب. جاء المؤتمر وسط غياب إسرائيل والولايات المتحدة، والرفض الأمريكي للمبادرة بوصفها “غير مثمرة” و”في توقيت غير مناسب”. ويحاول المؤتمر إحياء مسار سياسي متعثر، مع زيادة الضغوط الأوروبية والدولية على الاعتراف بدولة فلسطين ووقف التوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة والعودة إلى مفاوضات السلام.
أعلنت فرنسا، الإثنين، خلال افتتاح مؤتمر دولي في الأمم المتحدة حول النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي أن الحل السياسي الوحيد المقبول يكمن في قيام دولتين تعيشان بأمن وسلام متبادلين، مؤكدة أنه بلا بديل لهذا الحل.
وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إلى أن الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة يتطلب رسم آفاق مرحلة ما بعد الحرب وإطاراً سياسياً واضحاً. في المقابل، انتقدت الولايات المتحدة المؤتمر واعتبرته محاولة دعائية، وسط مقاطعتها للفعالية.
أجواء مؤتمر الأمم المتحدة ومواقف الدول المشاركة
يأتي المؤتمر في أعقاب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعداده للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، ويهدف إلى تحريك مسار السلام المتعثر، حيث عبّرت دول غربية أخرى، لم تكشف عن أسمائها، عن نوايا مماثلة.
تسعى فرنسا خصوصاً لإقناع المملكة المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين، إلا أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أكد أن الاعتراف يجب أن يتم ضمن خطة شاملة وإطار متكامل.
من جهته، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إلى تحرك دولي عاجل بما في ذلك نشر قوة دولية لحماية الشعب الفلسطيني.
ويؤكد إحصاء أعدته وكالة الأنباء الفرنسية أن 142 دولة على الأقل من أصل 193 عضواً معترف بها دولياً تعترف بدولة فلسطين التي أعلنت عام 1988.
السياق التاريخي وتوترات الحاضر
استندت فرنسا في موقفها إلى قرار الأمم المتحدة الصادر عام 1947 بتقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلة، حيث أعلنت دولة إسرائيل عام 1948.
بالرغم من ذلك، تستمر الحرب في غزة لأكثر من 21 شهراً مع تصاعد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة ونوايا إسرائيلية معلنة لضم أجزاء منها، ما يثير مخاوف كبيرة من صعوبة تحقيق حل دولتين عملياً.
وفي افتتاح المؤتمر شدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تشكل مفتاح السلام الحقيقي في المنطقة، مؤكدًا أن التطبيع العربي مع إسرائيل لن يتم دون ذلك.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه العميق واصفاً الوضع بـ”نقطة الانهيار”، مطالباً بوقف ما وصفه بـ”الضم الزاحف” والتدمير الشامل لغزة، ومندداً بالإجراءات الأحادية التي تقوّض حل الدولتين.
اعتراضات إسرائيل والولايات المتحدة وخطط المؤتمر
أعلنت إسرائيل والولايات المتحدة مقاطعتهما للمؤتمر، حيث وصف السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون المؤتمر بأنه “يعزز الوهم ولا يشجع على حل”.
يركز المؤتمر، إلى جانب ملف الاعتراف بدولة فلسطين، على إصلاح السلطة الفلسطينية ونزع سلاح حركة حماس واستبعادها من السلطة، إضافة إلى ملف تطبيع الدول العربية لعلاقاتها مع إسرائيل، بالرغم من عدم توقع أي إعلانات بشأن تطبيع جديد أثناء فعاليات المؤتمر.
يرفع المؤتمر صوت أكثر من مئة دولة عبر جلساته من الإثنين وحتى الأربعاء، مع تصاعد الحديث عن الكارثة الإنسانية الحاصلة في قطاع غزة المحاصر والمدمر. وفي هذا الإطار، أعلنت إسرائيل “هدنة إنسانية” يومية في بعض مناطق القطاع، فيما تشدد المنظمات الإنسانية على الحاجة إلى مزيد من المساعدات لحل أزمة الجوع وسوء التغذية.
من جهته، دعا المكتب الإقليمي لهيومن رايتس ووتش عبر كبير مسؤولي المناصرة برونو ستانيو إلى رفض “الابتذال” المتكرر حول حل الدولتين، مشدداً على أن ذلك لا يكفي لوقف “الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة”. وحث الحكومات على اتخاذ إجراءات ملموسة، منها فرض عقوبات مستهدفة وحظر تصدير الأسلحة لإسرائيل، كجزء من الاستراتيجية الدولية لإنهاء الأزمة.
فرانس24/أ ف ب
مرتبط
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.