29.6 C
Khartoum

الجيش والخارجية في السودان يرفضان حكومة “مليشيا الدعم”: استهتار وشرعنة لمشروع عنصري

Published:

الخرطوم – رفض الجيش والخارجية في السودان، إعلان قوات «الدعم السريع»، عبر تحالف «تأسيس»، تشكيل حكومة موازية من مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور، واعتبراه «استهتار واضح بمعاناة الشعب» و»شرعنة لمشروع عنصري يفتقر إلى أي بعد وطني».
اعتبرت وزارة الخارجية السودانية أن إعلان «الدعم السريع» تشكيل حكومة «دليل على الانكسار والهزيمة التي منيت بها المليشيا أمام القوات المسلحة السودانية»، ووصفت الخطوة بأنها «إعلان وهمي لا يحمل أي شرعية قانونية أو سياسية».
وقالت إن هذا الإعلان يمثل «استهتار واضح بمعاناة الشعب السوداني الذي تضرر بشدة من ممارسات هذه الدعم السريع، بما في ذلك أعمال العنف والتنكيل والانتهاكات الجسيمة».
وأدانت بشدة ما وصفته بـ»مشاركة بعض القوى المدنية في هذه المسرحية السياسية»، معتبرة أن هذه المشاركة «تكشف الوجه الحقيقي لهذه التحالفات وتفضح تواطؤها مع المليشيا المتمردة في مشروعها للانقلاب على الدولة». كما أعربت عن بالغ قلقها إزاء سماح كينيا باستضافة الاجتماعات التحضيرية لهذا الإعلان على أراضيها، واعتبرت ذلك «تدخلاً سافرًا في الشأن الداخلي السوداني وانتهاكًا صريحًا لمبدأ احترام سيادة الدول»، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تتناقض مع مبادئ الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيغاد.
ودعت، الدول والمنظمات الإقليمية والدولية إلى «رفض الاعتراف بهذه الحكومة غير الشرعية، والتعامل معها ككيان متمرد خارج إطار الدولة»، محذرة من أن أي تعامل رسمي مع هذه الكيانات «يعد خرقًا للسيادة السودانية وحقوق ومصالح الشعب السوداني».
كذلك، وصف الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، نبيل عبدالله، إعلان «حكومة الدعم السريع» بأنه «تمثيلية سمجة» لشرعنة مشروع عنصري يفتقر إلى أي بعد وطني.

عرمان يحذر من تكرار السيناريو الليبي … ومستشارون ينشقون عن «حميدتي»

وقال إن هذه الحكومة المزعومة «خليط مشوه من الجهلة والعملاء ومجرمي الحرب»، وتهدف إلى تمرير أجندة خارجية عبر وكلاء محليين.
وأضاف: أن ما جرى هو «خداع حتى لشركاء المليشيا في الخيانة»، مشيراً إلى أن «آل دقلو لا يسعون إلا لتحقيق طموحاتهم الذاتية ومشروعهم العنصري في حكم بلد لا تربطهم به صلة حقيقية سوى أطماع السلطة والنهب».
وأكد أن الشعب السوداني «سيتجاوز هذه المؤامرات، وسيظل موحدًا خلف جيشه الوطني، محافظًا على وحدة أرضه وكرامته».

تهديد وحدة البلاد

أما والي وسط دارفور، مصطفى تمبور، فرأى أن إعلان حكومة «الدعم السريع»: « كشف «زيف مجموعات «لا للحرب» التي تتخفى خلف شعارات الحياد». واعتبر أن الحكومة المعلنة «هي كيان فيسبوكي لا يمت للواقع بصلة، هدفه خلط الأوراق وخلخلة المواقف الوطنية»
كما أصدرت الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي، بقيادة ياسر عرمان، بيانًا حذّرت فيه من خطورة وجود «حكومتين» تتنازعان على السلطة في السودان. وقالت إن هذا الوضع «يهدد وحدة البلاد ويعرقل عملية التحول المدني الديمقراطي، ويطيل أمد الحرب، ويعمّق معاناة الملايين من المدنيين».
ودعت الحركة إلى «نزع الشرعية من كل أطراف الحرب»، وأكدت أن الشرعية الحقيقية هي لقوى الثورة والشعب السوداني. وأضافت: «يجب أن تتجه الجهود إلى وقف الحرب فورًا، مع مناقشة جذورها لتكون هذه آخر الحروب في السودان»، مشددًا على ضرورة «اقتلاع الإسلاميين من الأجهزة الأمنية» و»إعادة هيكلتها لتكون ملكًا للشعب وتعكس تنوعه». وفي تعليق منفصل، قال عرمان إن «السودان يشهد لأول مرة منذ الاستقلال في 1956 حكومتين في بلد واحد تتنازعان الشرعية والموارد والسلطة»، محذرًا من تكرار السيناريو الليبي الذي دمر الدولة الليبية. ودعا إلى «وقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية، يليه حوار سياسي شامل لمعالجة جذور الصراع».
فيما قال القيادي في تحالف» صمود»، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني: خالد عمر يوسف: إن «ما يحدث في البلاد لا يمثل مفاجأة».
وأضاف: «من اختار الخيار العسكري وقاد له وقطع الطريق أمام كل محاولات إطفاء حريق هذه الحرب، هو من يتحمل المسؤولية بالكامل ويجب ألا يفلت بذنبه هذا».
وفيما رأى الناطق الرسمي باسم مجلس الصحوة الثوري أحمد محمد بابكر: أن الغرض الأساسي من إعلان حكومة المليشيا ممارسة الضغوط على الحكومة السودانية للعودة لمنبر التفاوض»، قال التيار الوطني إن ما حصل «خطوة لا تستند إلى أي شرعية وطنية أو توافق سياسي، وتُكرّس لمزيد من الانقسام والتشظي في الدولة السودانية».
في تطور لافت، أعلنت مجموعة من أعضاء المجلس الاستشاري لقائد قوات «الدعم السريع» انشقاقها الكامل والنهائي، معلنة أن «الدعم تجاوز كل الخطوط الوطنية والأخلاقية وتحول إلى أداة لتدمير السودان وتمزيق نسيجه الاجتماعي».
وفي بيان قدمته المجموعة خلال فعالية نظمتها وكالة السودان للأنباء في بورتسودان، أعلنت انحيازها إلى «وحدة الصف الوطني في مواجهة خطر يهدد بقاء السودان كدولة موحدة»، وأكدت أنها ستخاطب الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي لوقف أي دعم غير مباشر للمليشيا وفضح محاولات شرعنتها. وشملت المجموعة المنشقة رئيس دائرة الحكم والإدارة في المجلس الاستشاري مودبو إبراهيم بابجي، ورئيس الدائرة القانونية محمد أحمد عليش، وآخرين.
وقالت إن «هذه اللحظة هي لحظة ضمير ومسؤولية وطنية»، وأكدوا أن «الوطن أكبر من الأشخاص وأبقى من المليشيات».
وأشارت إلى أن «قادة الدعم السريع يسعون لعقد اتفاقيات سرية باسم القوات مع جهات إقليمية ودولية، في سعي واضح إلى تفكيك السودان ونهب ثرواته». وبينت أن الدعم السريع «استعان بعناصر أجنبية ومرتزقة ومدربين أجانب لتقنيات الطائرات المسيّرة»، في ظل دعم مباشر من جهات خارجية.
وخلال كلمته في الفعالية ذاتها، قال وزير الثقافة والإعلام والسياحة خالد الإعيسر، إن «الدعم السريع مارس خداعًا عميقًا وغرّر بعدد من المجتمعات المحلية»، مؤكدًا أن «التحركات الأخيرة أثبتت فقدان الدعم السريع لبوصلة القيم والأخلاق الوطنية»

تشكيلة الحكومة

ومساء السبت، أعلن تحالف «تأسيس» التابع لقوات «الدعم السريع» عن تشكيل حكومة موازية في مدينة نيالا. وضم الإعلان مجلساً رئاسياً من 15 عضوًا برئاسة زعيم قوات «الدعم» محمد حمدان دقلو «حميدتي»، وقائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو- شمال، نائبا له. إلى جانب الهادي إدريس عضوا في المجلس وحاكم لإقليم دارفور، جقود مكوار عضوا وحاكم لإقليم جبال النوبة، فارس النور حاكم على الخرطوم، مبروك مبارك سليم حاكما للاقليم الشرقي، جوزيف تكه حاكما لاقليم النيل الأزرق، صالح عيسى حاكم الإقليم الأوسط، أبو القاسم الرشيد حاكما للإقليم الشمالي.
كما ضم المجلس كأعضاء، الطاهر حجر عضوا، ومحمد يوسف أحمد المصطفى عضوا، محمد حامد النويري بجانب آخرين.
مع تصاعد الجدل حول تشكيل الحكومة الموازية، تتجه الأنظار إلى ردود فعل الدول الإقليمية والدولية، وسط دعوات من الحكومة السودانية وقوى سياسية إلى الامتناع عن أي اعتراف أو تعامل رسمي مع الكيان الجديد.


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة