أعلن سكرتير الكوادر الطبية في معسكر كلمة للنازحين بمدينة نيالا، عبد المالك عبد الله إسحاق، عن تفشي واسع لمرض الكوليرا داخل المعسكر، مسجلًا 97 إصابة مؤكدة و26 حالة وفاة منذ السابع عشر من يونيو الماضي وحتى الآن، في ظل ظروف صحية وصفها بـ”الكارثية”. وأوضح أن التفشي يتركز بشكل خاص في “سنتر 1″، إلى جانب “سنتر 2″، “سنتر 3″، وأجزاء من “سنتر 4” و”سنتر 5″، مشيرًا إلى أن المعسكر يضم مركزًا صحيًا وحيدًا مخصصًا لحالات الكوليرا، يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الأساسية، ما يضطر الكوادر الطبية إلى تحويل الحالات المتأخرة إلى مدينة نيالا، وهو ما يزيد من احتمالات الوفاة.
وزارة الصحة بولاية جنوب دارفور أكدت في تقريرها الأخير تسجيل 42 حالة إصابة جديدة بالكوليرا خلال يومي الأحد والاثنين، منها 23 حالة في معسكر كلمة بمحلية بليل، والبقية في نيالا ومحليتي كاس والسلام، ليرتفع العدد الكلي للحالات في الولاية منذ 27 مايو إلى 497 إصابة، و37 حالة وفاة. وأفادت الوزارة بأن منظمة “ألايت” تدخلت لتأهيل مركز العزل وتشغيله بصورة متكاملة، في محاولة لاحتواء انتشار المرض.
عبد المالك أشار إلى أن غياب الكلور ومضخات الرش حال دون تعقيم المنازل والمناطق التي ظهرت فيها حالات إصابة، ما يهدد بانتشار العدوى على نطاق أوسع. وأرجع تفاقم الوضع إلى سوء البنية التحتية، وانعدام مجاري تصريف المياه، إلى جانب سلوكيات صحية خاطئة أبرزها التغوط في العراء داخل المناطق الطرفية من المعسكر، ما أدى إلى اختلاط مياه الأمطار بالصرف الصحي.
وفي ظل هذه الأوضاع، أعلنت إدارة المعسكر حالة الطوارئ الصحية، وشددت على ضرورة تنظيم الأسواق، وتقليل التجمعات العامة، ومراقبة مصادر المياه والمواد الغذائية المفتوحة. كما أطلقت الكوادر الطبية حملة توعية بعنوان “الوقاية من الكوليرا”، شملت توزيع ملصقات إرشادية في الأسواق ومصادر المياه، إلى جانب بث رسائل توعوية عبر الإذاعة المحلية وتنظيم جلسات نقاش مجتمعية مع قادة المجتمع المحلي. هذه الإجراءات تأتي في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تحول المعسكر إلى بؤرة وبائية يصعب احتواؤها دون تدخل عاجل من الجهات الصحية والإنسانية المعنية.
في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الوعي الصحي داخل معسكر كلمة للنازحين بمدينة نيالا، بادرت الفرق الطبية بتنفيذ حملة توعوية تحت شعار “الوقاية من الكوليرا”، تضمنت توزيع ملصقات إرشادية في الأسواق ومصادر المياه، إلى جانب بث رسائل تثقيفية عبر الإذاعة المحلية، وتنظيم حلقات نقاش جماعية استهدفت قيادات المجتمع المحلي بهدف تعزيز السلوكيات الوقائية والحد من انتشار العدوى.
وفي تطور موازٍ، كشف اجتماع مركز عمليات الطوارئ الاتحادي المنعقد اليوم في العاصمة الخرطوم عن تدهور ملحوظ في الوضع الصحي بالسودان خلال الأسبوع الثامن والعشرين من العام الجاري، الممتد بين 12 و18 يوليو. ووفقًا للتقرير الصادر عن الاجتماع، تم تسجيل 1307 إصابات جديدة بالكوليرا، بينها 18 حالة وفاة، توزعت على 35 محلية في 12 ولاية. وتصدرت محلية طويلة بولاية شمال دارفور قائمة المناطق الأكثر تضررًا بعدد بلغ 519 إصابة، تلتها محلية قيسان بـ236 إصابة، ثم باو بـ108 إصابات في إقليم النيل الأزرق. في المقابل، سجلت محلية بليل بجنوب دارفور أعلى عدد من الوفيات خلال الفترة ذاتها.
وبناءً على هذه المستجدات، ارتفع العدد التراكمي لحالات الإصابة بالكوليرا في السودان إلى 91,034 حالة، منها 2,302 حالة وفاة، موزعة على 116 محلية في 17 ولاية، ما يعكس اتساع نطاق انتشار الوباء وتفاقم الأزمة الصحية في البلاد.
وفي سياق آخر، أظهر التقرير الوبائي الصادر عن الجهات الصحية انخفاضًا ملحوظًا في حالات الإصابة بحمى الضنك، حيث تم تسجيل 35 حالة فقط، جميعها في خمس محليات بولاية الخرطوم. وعلى النقيض من ذلك، أشار التقرير إلى تصاعد معدل الإصابة بمرض الملاريا، ما يثير القلق بشأن قدرة النظام الصحي على الاستجابة الفاعلة لتعدد الأوبئة. كما تم تسجيل حالات جديدة من مرض الحصبة في ولايتي الخرطوم والبحر الأحمر، ما يستدعي تعزيز جهود التطعيم والمراقبة الوبائية في تلك المناطق
المصدر : راديو دبنقا
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.