كسلا – بدأت مياه نهر القاش الموسمي بالتدفق في ولاية كسلا شرقي السودان، معلنةً انطلاق موسم الفيضان لهذا العام، بعد أن غمرت منطقة المعسكر بمتاتيب في محلية شمال الدلتا، وسط تحذيرات من كارثة بيئية وصحية وشيكة، في ظل ضعف الاستجابة الحكومية وغياب التدخلات العاجلة للحد من آثار الفيضانات.
ووثق مواطنون من المنطقة عبر مقاطع فيديو انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، مشاهد غمر المياه للمنازل المشيدة بالقش والمواد المحلية، محذرين من تكرار سيناريوهات الأعوام السابقة التي شهدت تفشي الأوبئة المرتبطة بالمياه الملوثة، مثل الكوليرا والحميات، دون حلول جذرية من السلطات المحلية أو المركزية.
وتُعد ولاية كسلا من أكثر الولايات السودانية عرضة لمخاطر الفيضانات، حيث سجلت العام الماضي خسائر بشرية ومادية واسعة، شملت تدمير آلاف المنازل ونزوح آلاف الأسر، إلى جانب تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه، ما يجعل الوضع الراهن مدعاة للقلق المتزايد، خاصة مع توقعات بهطول أمطار فوق المعدلات خلال موسم الخريف الحالي.
وفي سياق متصل، التقى وفد من الإدارة الأهلية بشرق السودان، يوم الأربعاء، بوكيل وزارة الطاقة والنفط محيي الدين نعيم محمد سعيد في مدينة بورتسودان، حيث أكد ناظر عموم قبائل الهدندوة، محمد الأمين ترك، أن الوزارة وعدت بتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين من الفيضانات، تشمل دعمًا لوجستيًا ومعدات طوارئ.
من جانبه، تفقد والي ولاية كسلا المكلف، اللواء ركن (م) الصادق محمد الأزرق، سير العمل الجاري في مشروع ترويض نهر القاش وأعمال الحماية، لا سيما ترميم الجسور التي تعرضت لانهيارات خلال موسم الخريف الماضي، ما تسبب في غمر مدن وقرى بمحليتي أروما وشمال الدلتا. وشملت الجولة التفقدية عددًا من المواقع الحيوية، أبرزها جسور بيتاي، مورس، الصعايدة، إضافة إلى مناطق فموم دقين وتندلاي، حيث وقف الوفد على أعمال الصيانة الجارية فيها.
وبحسب وكالة السودان للأنباء، استمع الوالي والوفد المرافق له إلى تنوير من مدير وحدة ترويض القاش بالإنابة ومدير أعمال الري والحفريات، حول التحديات الراهنة والخطط المقترحة لتفادي مخاطر الفيضان المتصاعد. وفي ضوء ذلك، أصدر الوالي عددًا من التوجيهات، أبرزها استكمال رصف الجسور بالحجارة في المناطق الأكثر عرضة للخطر، وإزالة جميع العوائق التي قد تعرقل انسياب مياه القاش في مجراها الطبيعي.
وتشير تقارير أممية إلى أن نحو 15,100 شخص تأثروا بالفيضانات في كسلا خلال موسم الأمطار الماضي، مع تدمير أكثر من 664 منزلًا وقطع الطرق عن 13 قرية، ما أدى إلى عزل آلاف السكان عن الخدمات الأساسية. وتُحذر منظمات إنسانية من أن استمرار ضعف البنية التحتية وعدم صيانة مجاري النهر قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع خلال الأسابيع المقبلة، خاصة مع ارتفاع منسوب المياه وتوقعات بهطول أمطار غزيرة في المنطقة
المصدر: سودان نيوز
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.