32.6 C
Khartoum

سودانيون يتحدثون عن تردي الخدمات في الخرطوم

Published:

الخرطوم ـ «القدس العربي»: تتزايد يومياً أعداد النازحين العائدين إلى العاصمة السودانية الخرطوم، في أعقاب فرض الجيش السوداني سيطرته الكاملة على العاصمة في مايو/أيار الماضي.
وبينما تتسارع الجهود الرسمية والشعبية لمعالجة أوجه القصور المختلفة في قطاع الخدمات وإزالة مخلفات الحرب ما زالت التحديات والمخاوف قائمة في سبيل عودة الحياة إلى طبيعتها.
ودعا والي الخرطوم محمد عثمان حمزة، في تصريحات صحافية، سكان الولاية الى العودة إلى مناطقهم والمساهمة مع السلطات في إعمار ما دمرته الحرب، مبيناً أن الحكومة وحدها لن تتمكن من تعمير العاصمة، ولا بد من تضافر الجهود بين المواطن والحكومة.
وأوضح أن حجم الخراب والدمار كبيران، وأنهم بذلوا جهوداً مقدرة في تهيئة الظروف لعودة الناس، مشيراً إلى استمرار العمل في مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري من أجل توفير المياه والكهرباء.
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية عودة أكثر من مليون نازح إلى مناطقهم في السودان، مشيرة إلى انخفاض بنسبة تقارب 10٪ من العدد الكلي للنازحين في البلاد.
وأشارت مصفوفة النزوح إلى أن فرقها الميدانية رصدت منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي عودة 1.189.863 نازحاً إلى ولايات سنار والجزيرة والخرطوم.
وبالرغم من تحرير مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، منذ أكثر من ثلاثة أشهر إلا أن غالبية أحيائها ما زالت تعاني من حالة ظلام كامل مع استمرار انقطاع خدمات الكهرباء، بالإضافة إلى انقطاع إمدادات مياه الشرب بسبب توقف محطات التغذية وعمل الآبار.
بينما يشتكي السكان من غياب الإغاثة والخدمات العلاجية ويتخوفون في الوقت نفسه من تردي الأوضاع الصحية مع دخول فصل الخريف الذي تنتشر فيه الأوبئة والأمراض.
وقال المواطن الفاتح سيف الدين من سكان حي جبرة جنوبي الخرطوم لـ«القدس العربي»: «بمجهود شعبي ودعم بعض الجهات الحكومية استطعنا في الحي تركيب محطة طاقة شمسية للبئر التي تغذي المنطقة بالمياه، لكن ما تزال عودة السكان محدودة بسبب غياب خدمات الكهرباء وتخوف الناس من انفلات الأوضاع الأمنية».
أمـا في حي الديوم الشرقية وسط المدينة، فقال محجـوب سامرين إنه ينتظر دوره في صفوف مياه الشرب من أجل ملء الأواني أمام إحدى الآبار النقية، مشيراً إلى أن إمداد شبكة المياه لم يصلهم بعد رغـم الحديث المتكررة عن تشغيل محطة المقرن التي تغذي أحياء وسط الخرطوم.
وفي حي بري شرق الخرطوم، حكى علي محمد علي لـ«القدس العربي « أن سكان الحي خرجوا في تظاهرات احتفالية ليلية واسعة الأسبوع الماضي بعد عودة المياه، لكن سرعان ما قُطع الإمداد مرة أخرى، لافتاً إلى أنه يحصل على المياه من موقع يبعد أكثر من 10 كيلومترات من مقر سكنه.

تزايد أعداد العائدين… انقطاع خدمات الكهرباء وإمدادات مياه الشرب

والأحد الماضي، أعلنت هيئة مياه الخرطوم بدء تشغيل محطة مياه المقرن في خطوة قالت إنها تهدف إلى تعزيز استقرار الخدمة في المناطق المتأثرة بانقطاع المياه منذ اندلاع الحرب، مشيرة إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تشغيل محطتي الجريف والشجرة.
وكما يمثل انعدام المياه المشكلة الأبرز في منطقة وسط مدينة الخرطوم تظهر أيضا في العديد من أحياء مدينة الخرطوم بحري وجزء من أحياء أمدرمان القديمة وبعض حاراتها الغربية.
وشكا أحمد حسن، مواطن من سكان حي امتداد الدرجة الثالثة، في حديثه لـ«القدس العربي» من عدم تقديم أي مواد إغاثية من قبل الدولة أو المنظمات، مبيناً أن عمل التكايا الشعبية وما تقدمه من طعام مجاني قل مقارنة مع الشهور الماضية.
وأبدى تخوفه من دخول فصل الخريف وعدم تهيئة المصارف ما قد يتسبب في أوضاع بيئية سيئة تساهم في انتشار الأمراض والأوبئة.
ويتساءل بعض المواطنين الذين تحدثت إليهم «القدس العربي» عن جدية الحكومة الولائية في فتح المدارس وعودة الطلاب إلى مقاعدهم بعد عامين من الغياب، مؤكدين أن إعلان عودة المدارس والعملية التعليمية قد يساهم في رجوع مزيد من النازحين.
وفي 27 مارس/آذار الماضي استطاع الجيش تحرير مدينة الخرطوم، وفي شهر مايو/ أيار فرض سيطرته الكاملة على العاصمة بعد تطهير حي صالحة جنوبي أمدرمان، وخلال هذه الفترة اتخذت السلطات العديد من القرارات في سبيل عودة ملايين النازحين بسبب الحرب المندلعة منذ منتصف أبريل/نيسان عام 2023.
وقالت الإدارة التنفيذية لمحلية الخرطوم إن الأيام المقبلة ستشهد عودة خطوط المواصلات لموقف جاكسون لتسهيل وصول المواطنين للأسواق ومواقع عملهم بوسط الخرطوم، معلناً أن المحلات التجارية على امتداد شارع الحرية سمح لها بمزاولة نشاطها.
كما دعا جميع أصحاب الشركات ومواقع الخدمات داخل السوق العربي إلى ضرورة تفقد مقارهم وصيانتها.
يشار إلى أن منطقة وسط الخرطوم شهدت الدمار الأبرز بسبب الحرب مقارنة مع بقية أجزاء العاصمة، إذ هدم وأحرق العديد من المؤسسات والمقار الخاصة والعامة ومنازل المواطنين. وتجدر الإشارة كذلك إلى أن أعدادا ضخمة من مخلفات الحرب المتمثلة في الذخائر غير المتفجرة والآليات القتالية لا تزال متناثرة في أجزاء واسعة من العاصمة.
وقال قائد الفريق الاستراتيجي لإزالة مخلفات الحرب، الحسين إبراهيم لـ«القدس العربي»، إنهم نفذوا عمليات مسح ميداني لمواقع وجود العدو وثكناته ومواقع الاشتباكات في الخرطوم، والتي أسفرت عن العثور على كمية كبيرة من الذخائر المختلفة وقذائف الهاون بعياراتها المختلفة «جديدة وكاذبة» وعشرات الآلاف من مقذوفات أخرى، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الصواريخ عيار 122.
وأوضح أن الفريق الاستراتيجي يقوم بأعمال المسح وجمع المخلفات من خلال التنسيق مع الشركاء في الشرطة المجتمعية، مبيناً أن أعضاء الفريق تلقوا تدريبهم تحت إشراف مكتب مفتش مفرقعات السودان إلى جانب ضمه فنيين وخبراء في مجال إزالة الألغام والذخائر المتفجرة.
ولفت إلى أنهم يقومون بالتوعية من أضرار مخلفات الحرب عن طريق ورش العمل والبرامج العامة، موضحا أنهم يتلقون البلاغات عن طريق أرقام محددة ومواقع الشرطة المجتمعية.


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة