نيالا – صعدت “الدعم السريع” هجماتها المدفعية على مدينة الفاشر خلال الأسبوع الماضي، رغم الدعوات الأممية التي تطالب بتطبيق هدنة إنسانية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان المدينة.
وأشارت إلى قول مصادر محلية إن السوق الذي تعرض للقصف هو سوق نيفاشا معسكر أبو شوك في المدينة.
ومن جهة اخرى كشفت تقارير لمؤسسات تابعة لمنظمة الهجرة الدولية عن نزوح ما يقارب 782 ألف شخص من مدينة الفاشر ومعسكر زمزم للنازحين منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، في واحدة من أكبر موجات النزوح الداخلي التي شهدتها البلاد خلال العامين الماضيين.
وبحسب التقرير الصادر عن المنظمة، فإن معسكر زمزم وحده سجّل نزوح 498,955 شخصاً خلال شهري أبريل ومايو 2025، وهو ما يمثل نحو 99% من سكانه المسجلين سابقاً. وقد سيطرت قوات الدعم السريع على المعسكر في أبريل الماضي بعد سلسلة من الهجمات، ما أدى إلى موجة نزوح واسعة نحو مناطق أكثر أمناً داخل السودان، أبرزها طويلة (75%) والفاشر (10%)، فيما اتجهت أعداد متزايدة من النازحين إلى تشاد عبر الحدود.
وحتى 29 يونيو 2025، بلغ عدد النازحين من معسكر زمزم نحو 436,685 شخصاً موزعين على 26 منطقة في أربع ولايات سودانية، في حين وصل عدد اللاجئين السودانيين إلى تشاد منذ بداية الحرب إلى أكثر من 1.1 مليون شخص، بمعدل يومي يصل إلى ألف لاجئ، معظمهم من شمال دارفور.
وسجلت المنظمة أيضاً 14 حادثة نزوح جديدة من مدينة الفاشر ومعسكر أبو شوك بين أواخر أبريل ويونيو الماضيين، أسفرت عن تهجير 24,710 فرداً، معظمهم اضطروا للنزوح المتكرر قبل عبور الحدود إلى تشاد. وتواصل قوات الدعم السريع مطالبة السكان بمغادرة الفاشر، معتبرة معسكر أبو شوك هدفاً مشروعاً بسبب تمركز قوات الحركات المسلحة داخله، في ظل استمرار القصف المدفعي والهجمات بالطائرات المسيّرة، وانعدام السلع الأساسية وارتفاع أسعارها بشكل حاد.
ويواجه النازحون في الفاشر ظروفاً إنسانية قاسية، تشمل غياب الإيواء رغم هطول الأمطار، وتناول سلع منتهية الصلاحية، واستخدام الرماد لغسل الملابس بسبب انعدام الصابون. وتشير بيانات المنظمة إلى أن ولاية شمال دارفور سجّلت أعلى عدد من حوادث النزوح بين أبريل 2023 ويونيو 2025، بواقع 117 حادثة، منها 85% مرتبطة بالاشتباكات المسلحة، و15% ناجمة عن كوارث طبيعية مثل الفيضانات والحرائق.
وبحلول نهاية يونيو، بلغ عدد النازحين داخلياً في شمال دارفور نحو 1.79 مليون شخص، أي ما يعادل 18% من إجمالي النازحين في السودان، لتأتي الولاية في المرتبة الثانية بعد جنوب دارفور. وتُعد الفاشر من أكثر المناطق تضرراً، حيث نزح منها أكثر من 10% من إجمالي النازحين في البلاد، وسط توقعات باستمرار النزوح نحو محليات طويلة، مليط، وكتم، وامتداده إلى ولايات أخرى مثل وسط وشرق دارفور، فضلاً عن استمرار حركة اللجوء إلى تشاد، التي قد تتأثر بالأمطار الغزيرة والفيضانات خلال الأشهر المقبلة
اليراع\ دارفور 24
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.