34.9 C
Khartoum

ليبيا: جدل مستمر حول النفوذ الروسي في البلاد وتقارير حول توجهات لتصعيده بالتحالف مع حفتر

Published:

طرابلس ـ تتواصل التقارير التي تتحدث عن رغبة روسيا في توسيع نفوذها في ليبيا، خاصة بعد أشهر من الإطاحة بنظام الأسد حيث كانت روسيا تتمتع بنفوذ عال جداً في المنطقة.
وفي سياق هذه التقارير، كشف تقرير صادر عن معهد نيولاينز أن روسيا قد تدرس الانسحاب من سوريا والتوجه نحو ليبيا كبديل لتعزيز نفوذها في شمال ووسط إفريقيا.
ويأتي هذا التوجه المحتمل -وفقاً للتقرير- في ظل تقلبات المشهد الأمني السوري وسقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر2024، مما قد يؤدي إلى خسارة روسيا لمنشآت عسكرية حيوية كانت تعتبر معقلاً رئيساً لها في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن سوريا كانت تمثل محوراً رئيسياً للأنشطة الروسية في إفريقيا، بفضل قاعدتها الجوية في حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس، التي كانت نقطة إستراتيجية حيوية لصيانة السفن وردع حلف الناتو، ومع احتمال خسارة هذه المواقع، ترى موسكو في ليبيا بديلاً عملياً، خاصة مع تراجع النفوذ الأمريكي والأوروبي في شمال ووسط إفريقيا.
وأوضح التقرير أن روسيا تدعم خليفة حفتر منذ عام 2015 بهدف تأمين الوصول إلى استثمارات الطاقة الكبيرة واتفاقيات القواعد العسكرية.
واستند التقرير إلى صور من الأقمار الصناعية تثبت استمرار التعزيزات الروسية لقواعدها الجوية الليبية، بما في ذلك قاعدة الخادم الجوية وقاعدة القرضابية قرب سرت.
وأبرز التقرير وجود تحديات تواجه هذا التحول المحتمل، حيث يتطلب التوجه نحو ليبيا استثمارات مالية كبيرة، مما قد يجهد خطوط الإمداد الروسية، كما أن الوضع السياسي في ليبيا أكثر تعقيداً مع وجود العديد من اللاعبين الدوليين مثل تركيا وإيطاليا والإمارات وقطر ومصر.
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة فقدت نفوذها أمام روسيا والصين في منطقة الساحل، داعياً إلى ضرورة الضغط على روسيا للانسحاب من سوريا لزعزعة استقرار شبكتها الإفريقية، وإشراك النظام السوري الجديد لتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وفي السياق، وقبل شهرين شددت مجلة “فورين بوليسي” على عمل روسيا على تعزيز وجودها في كل من السودان وليبيا، وذلك بعد سقوط حليف موسكو في سوريا بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وقالت المجلة في تقرير ترجمته، إن حكومة السودان وافقت على بناء روسيا لأول قاعدة عسكرية لها في إفريقيا قرب ميناء بورتسودان، حسبما أعلن وزير الخارجية السوداني علي يوسف أحمد الشريف، بعد لقاء في موسكو مع وزير الخارجية سيرغي لافروف.
ومن خلال تأمين قاعدة عسكرية لها على ساحل البحر الأحمر، فإن روسيا ستنضم إلى الولايات المتحدة والصين اللتين أقامتا قواعد عسكرية في جيبوتي، وفقاً للتقرير.
وأضافت المجلة أن خروج القوات الروسية من سوريا بعد انهيار نظام الأسد، دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنقل أرصدته العسكرية إلى ليبيا والسودان، وذلك حسب مصادر أمنية متعددة.
وتكشف الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية بأن روسيا تقوم بتوسيع قاعدتها في جنوب-شرق ليبيا والواقعة قرب الحدود مع كل من السودان وتشاد.
وتظهر الصور أن روسيا قامت بإعادة بناء مدرج وبنت منشآت للتخزين وزادت من قدراتها اللوجستية. وكانت آخر مرة استخدمت فيها القاعدة هي عام 2011، حيث تمركزت فيها قوات الرئيس السابق معمر القذافي.
وفي أيار/ مايو الماضي، قال موقع إنسايد أوفر الإيطالي إن “المشير الليبي خليفة حفتر لم يعد مكتفياً بالتحالف مع موسكو لتحقيق أهدافه في ليبيا”، بل بات يناور بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة ويخلق توازناً في منطقة مضطربة.
وقال الكاتب جوزيبي غاليانو في التقرير إن حفتر الذي يُمسك بزمام السيطرة على شرق ليبيا عبر ما يُعرف بالجيش الوطني الليبي، وصل إلى موسكو في 7 مايو/ أيار لحضور احتفالات ذكرى الانتصار الروسي في الحرب العالمية الثانية، واستُقبل باستعراض عسكري وأجندة مليئة بالوعود.
ويسعى حفتر -حسب الكاتب- إلى ترسيخ تحالفه مع موسكو، وهو تحالف يعود إلى عام 2017 عندما وقّع أول اتفاق عسكري مع الروس على متن حاملة الطائرات الأدميرال كوزنيتسوف.
أما روسيا التي انسحبت جزئياً من سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، فقد اختارت ليبيا كموطئ قدم جديد لها في إفريقيا، والمؤشرات على ذلك واضحة: نحو 30 مدرباً من بيلاروسيا تم نشرهم في قاعدة “تمنهنت” في منطقة فزّان، إلى جانب 5 رحلات شحن جوية محمّلة بالمعدات لجيش حفتر، يوضح جوزيبي غاليانو.
وليس هذا فحسب، فقد قام خالد حفتر، نجل خليفة حفتر والمشرف على قوات الأمن في شرق ليبيا، بتجديد اتفاقية تعود إلى عام 2015، تضمن الدعم اللوجستي والتدريب والأسلحة الروسية، يؤكد الكاتب الإيطالي.
لكن المفاجأة الحقيقية، وفقاً للكاتب، هي أن حفتر أرسل ابنه صدام إلى أنقرة في أبريل/ نيسان الماضي، في خطوة أعادت قنوات الاتصال مع تركيا التي أنقذت حكومة طرابلس عام 2020 من حصار جيش حفتر.
وأكد الكاتب أن الاتفاق التمهيدي الذي أبرمه صدام حفتر مع أنقرة شكّل تطوراً غير متوقّع، حيث ينص على تزويد “الجيش الوطني الليبي” بطائرات مسيّرة تركية، وتدريب 1500 عنصر من قواته، وتنفيذ مناورات بحرية مشتركة.
وأضاف أن تركيا، التي تحتفظ بقواعد عسكرية في طرابلس، باتت تطرح نفسها كوسيط لتوحيد القوات المسلحة الليبية، وهو هدف طموح قد يغيّر ملامح الأزمة، وفق تعبير الكاتب.

 

المصدر: القدس العربي


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة