الخرطوم ـ تصاعدت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، أمس الإثنين، بينما أوضحت مفوضية اللاجئين في تقرير جديد أن الحرب أجبرت 12 مليون شخص على الفرار من منازلهم، منهم 8 ملايين نزحوا داخلياً خلال العامين الماضيين، مشيرة إلى تسجيل أكبر أزمة نزوح في الداخل.
وقال مصدر ميداني لـ «القدس العربي»، إن مدينة بابنوسة شهدت معركة عنيفة أمس بعد محاولة قوات الدعم السريع التقدم إلى داخلها ومهاجمة قيادة الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش، مبيناً أن الاشتباكات استمرت لساعات طويلة، وأن الطرفين استخدما الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمسيرات.
ونشر موالون لقوات «حميدتي» مقاطع مصورة توثق دخول عناصر «الدعم السريع» إلى المدينة ووجودهم داخل مقر رئاسة شرطة الدفاع المدني، فيما قال مناصر الطرف الآخر إن قوات الدعم السريع تسللت إلى تلك المناطق التي كانت فعلياً خالية من أي قوات، مشيرين إلى أن الجيش لا يزال يفرض سيطرته الكاملة على قيادة الفرقة وقد كبد الدعم خسائر في الأرواح والعتاد الحربي.
وأوضح المصدر أن الدعم السريع دفعت بمزيد من التعزيزات التي ضمت آليات حربية وجنودا وأجهزة تشويش إلى جبهة بابنوسة بهدف شن هجمات واسعة على رئاسة الفرقة هناك والسيطرة الكاملة على المدينة التي ظلت عصية عليها، رغم موجات هجومها المتواصلة ووضعها في حالة حصار جزئي منذ أكثر من عام.
ونشطت جبهة بابنوسة عسكرياً الأسبوع الماضي بعد عدة أشهر من الخفوت في حدة الاشتباكات، واكتفاء الطرفين بالاحتفاظ بمواقعهما.
والثلاثاء الماضي أعلن الجيش تدمير عدد من العربات القتالية التابعة لـ «الدعم» حاولت التسلل إلى المدينة.
مفوضية اللاجئين: أزمة النازحين الأكبر على الإطلاق
وتقدر منظمات حقوقية أن المعارك في بابنوسة أجبرت ما يزيد عن 50 ألف شخص على الفرار إلى القرى والمدن المجاورة في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد نتيجة لانعدام المعونات الإنسانية وتوقف مصادر الدخل.
يشار الى أن تصعيد «الدعم السريع» في بابنوسة جاء بعد نجاحها في السيطرة مؤخراً على مدن النهود والخوي غرب كردفان والدبيبات في جنوب كردفان.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن مناطق عموم كردفان أصبحت خلال الأسابيع الماضية مناطق المواجهات الأكثر سخونة بعد سيطرة الجيش على العاصمة وكل مناطق وسط البلاد والتقدم نحو كردفان، ودفع الدعم السريع بثقلها العسكري إلى هناك في محاولة لوقف تمدد الجيش إلى عمق وجودها في إقليم دارفور غربي السودان.
ميدانياً كذلك أفاد مصدر عسكري لـ «القدس العربي» بسيطرة الجيش الأحد أمس الأول على منطقة «الدودية» شمال ولاية غرب كردفان، وذلك في طريقه إلى التقدم مجدداً نحو مدينة الخوي، مبيناً في الوقت نفسه قصف الطيران المسير التابع للجيش مواقع الدعم السريع في مدينتي بارا في ولاية شمال كردفان والدبيبات في ولاية جنوب كردفان.
وإلى جانب ذلك، قال المصدر العسكري إن الجيش حشد مزيدا من قواته في الولاية الشمالية بهدف استعادة المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان، والذي كانت قد سيطرت عليه الدعم السريع الأسبوع الماضي.
وفي سياق متصل، كشفت شبكة أطباء السودان أمس الإثنين عن أوضاع مأساوية للنازحين من منطقة المثلث الحدودي، مشيرة إلى وصول 1986 شخصا بينهم 156 طفلاً إلى المدن الآمنة في الولاية الشمالية.
وأوضحت الشبكة أن هؤلاء النازحين يفتقرون إلى المأوى الآمن والغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية، خاصة الأطفال والنساء الذين يواجهون خطراً مضاعفاً في ظل هذه الظروف القاسية.
وعن نزوح السودانيين، قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تحديث جديد لها أمس، إن الحرب في السودان لأكثر من عامين أدت إلى تجاوزها لدولة سوريا فيما يتعلق بأعداد النازحين وتسجيل أكبر أزمة نزوح داخل على الإطلاق. وأشارت في تقرير لها أمس الى أن عدد النازحين بلغ 14.3 مليون شخص، منهم 11.6 مليون نازح داخلي.
في المقابل أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان «أوتشا» أن السودان يشهد أسوا مستويات الجوع حيث يواجه نحو نصف السكان صعوبة في الحصول على الغذاء بينما يواجه 638 ألف شخص خطر المجاعة
وأوضح أن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 تستهدف تقديم المساعدات الغذائية لـ16.5 مليون شخص وقد تم الوصول إلى 47.5٪ منهم حتى 30 أبريل/نيسان، بينهم 538 ألف شخص في مناطق مهددة بالمجاعة.
القدس العربي
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.