37.5 C
Khartoum

طرفا الصراع في السودان يراهنان على كردفان لقلب موازين القوى

Published:

الخرطوم – تحولت ولايات كردفان الثلاث إلى ساحة معركة رئيسية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالنظر إلى الثقل الإستراتيجي الذي يحظى به الإقليم الذي يتوسط جغرافيا السودان.

وكان من المنتظر أن تتجه الأنظار إلى كردفان، بعد سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم في مارس الماضي، وسعيه إلى تحقيق اختراق في إقليم دارفور، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على ولاياته الأربع، باستثناء مدينة الفاشر عاصمة شمال الإقليم.

ويسعى الجيش إلى فرض قبضته على كردفان التي تصل الخرطوم من الجهة الغربية، وبالتالي إفساح المجال للوصول إلى دارفور، في المقابل تستميت قوات الدعم السريع في إحباط خطط الجيش، سواء من خلال معارك كر وفر كما يحدث في جنوب كردفان وغربه، أو عبر استخدام الطائرات المسيّرة في شمال كردفان، وتحديدا العاصمة الأبيض.

إقليم كردفان يعتبر طريق الصادرات، وهو من أهم الطرق البرية الرابطة بين الأبيض والعاصمة الخرطوم

ويشهد السودان، منذ 15 أبريل 2023، صراعا بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وقد نجحت الأخيرة في تحقيق انتصارات سريعة في بداية الحرب، قبل أن يتغير الوضع الميداني قبل بضعة أشهر حيث خسرت وجودها في ولايات الخرطوم وسنار والجزيرة والنيل الأبيض، ومع احتدام معارك كردفان تقاربت نسب السيطرة في هذا الإقليم بين الجيش والدعم السريع.

ويقع إقليم كردفان شرق دارفور وتحده من الجنوب دولة جنوب السودان، وينقسم جغرافيا إلى ثلاث مناطق: الحزام الشمالي والحزام الأوسط والحزام الجنوبي، ويتاخم عددا من الولايات: شمال دارفور والنيل الأبيض والخرطوم والشمالية.

ويعتبر إقليم كردفان طريق الصادرات، وهو من أهم الطرق البرية الرابطة بين الأبيض والعاصمة الخرطوم.

ويبلغ عدد سكان الإقليم 5684470 نسمة وفقا لأرقام الجهاز المركزي للإحصاء عام 2020.

ويشكل إقليم كردفان صورة مصغرة من السودان، إذ يضم تركيبة قبلية متنوعة بين العرب والنوبة، كما يضم قبائل الكبابيش والكواهلة والبديرية والجوامعة والشويحات والغديات والمسيرية، ويتحدث سكان الإقليم العربية واللغات المحلية.

السيطرة على إقليم كردفان ولاسيما غربه سيشكل نقطة الحسم في الصراع الدائر، وهو ما يفسر تركيز الطرفين عليه

ويرى متابعون أن السيطرة على إقليم كردفان ولاسيما غربه سيشكل نقطة الحسم في الصراع الدائر، وهو ما يفسر تركيز الطرفين عليه، لكن الأسبقية تبدو لقوات الدعم السريع التي تحظى بدعم من الحركة الشعبية قطاع الشمال التي يتزعمها عبدالعزيز الحلو، وتسيطر منذ عقود على مناطق واسعة في الجزء الجنوبي الغربي من ولاية جنوب كردفان.

ونجحت قوات الدعم السريع في مايو الماضي في استعادة السيطرة على منطقة الدبيبات الإستراتيجية الواقعة على مفترق طرق يربط ولايات إقليم كردفان الثلاث.

وبحسب مصادر إعلامية محلية، فقد دارت الأسبوع الماضي، معارك اتسمت بالكر والفر في منطقة أم دحيليب التابعة لولاية جنوب كردفان بين قوات الدعم السريع مدعومة بقوات الحركة الشعبية من جهة وبين الجيش السوداني من جهة ثانية.

وتبادل الطرفان تأكيدات بالسيطرة على أم دحيليب الإستراتيجية، حيث تعد المنطقة رئاسة محلية قدير ونقطة وصل بين جنوب كردفان وحقول النفط في منطقة هجليج، كما تعتبر مدخلا لمدينة كادوقلي عاصمة الولاية، وتبعد نحو 70 كيلومتراً عن منطقة كاودا التي تسيطر عليها الحركة الشعبية منذ عام 2011.


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة