37.5 C
Khartoum

قرار ترامب حظر التأشيرات لمواطني 12 دولة يثير الاستياء والمخاوف

Published:

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة استياء ودهشة لدى مسؤولين في هذه الدول. وأعلن الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي أنه أصدر تعليمات لحكومته بوقف منح التأشيرات للمواطنين الأمريكيين ردا على إجراءات ترامب. بينما عبر مواطنون أفغان عملوا لصالح الولايات المتحدة وفروا إلى باكستان عن خوفهم على حياتهم بعد أن فقدوا الأمل بالحصول على تأشيرة أمريكية.

تسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة باستياء ودهشة لدى مسؤولين في هذه الدول. بينما عبر مواطنون أفغان عن خوفهم من تداعيات القرار على حياتهم، بينما يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الإثنين المقبل.

ووقع ترامب الأربعاء قراره قائلا إن القيود ضرورية لحماية البلاد من “الإرهابيين الأجانب”. ويشمل الحظر أفغانستان وميانمار وتشاد والكونغو وغينيا الاستوائية وإريتريا وهايتي وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن. كما يفرض قيودا بشكل جزئي على دخول الأشخاص من سبع دول أخرى، وهي بوروندي وكوبا ولاوس وسيراليون وتوو وتركمانستان وفنزويلا.

واعتبر دبلوماسي كبير في وزارة الخارجية السودانية، طلب عدم نشر اسمه، أن تبرير ترامب سيثبت عدم صحته عند التدقيق. وأضاف: “لا يُعرف عن السودانيين أنهم يشكلون تهديدا إرهابيا في أي مكان في العالم”.

وردّ الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي على إجراء ترامب بالإعلان أنه أصدر تعليمات لحكومته بوقف منح التأشيرات للمواطنين الأمريكيين.

وقال في منشور على فيس بوك: “تشاد ليس لديها طائرات لتقدمها ولا مليارات الدولارات لتمنحها ولكن تشاد لديها كرامة واعتزاز بنفسها”. ويأتي كلام الرئيس التشادي في إشارة إلى دول مثل قطر التي أهدت ترامب طائرة فاخرة ووعدت باستثمار مليارات الدولارات في الولايات المتحدة.

بالمقابل أكد بعض المسؤولين الأجانب استعدادهم للعمل مع الولايات المتحدة لمعالجة مخاوف ترامب الأمنية. وقال السفير الصومالي لدى الولايات المتحدة، ظاهر حسن عبدي السفير، في بيان “تقدر الصومال علاقتها طويلة الأمد مع الولايات المتحدة وهي على استعداد للدخول في حوار لمعالجة المخاوف المثارة”.

مواطنون أفغان يشعرون بالخذلان بعد قرار ترامب

وعبر أفغان عن خوفهم من أن يجبرهم حظر الدخول إلى الولايات المتحدة على العودة إلى أفغانستان بعد أن عملوا لصالح الولايات المتحدة أو في مشاريع تمولها وكانوا يأملون في إعادة توطينهم هناك. حيث يمكن أن يواجه هؤلاء إجراءات انتقامية من طالبان.

وقالت إحدى الأفغانيات المدافعات عن حقوق المرأة والموجودة في باكستان بانتظار الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، إن أحلامها تحطمت في لحظة بعد قرار ترامب.

وأضافت: “للأسف، ذهبت كل آمالنا وأفكارنا أدراج الرياح بعد القرارات التي اتخذها الرئيس ترامب”. مثلها عبر آخرون عن شعورهم بالخذلان وبأن الولايات المتحدة تخلت عنهم.

وقالت زينب حيدري، والتي عملت مع الولايات المتحدة في كابول أثناء الحرب، “رغم وعود الحماية واللجوء فإننا عالقون الآن في وضع ميؤوس منه، بين خطر الموت بسبب طالبان والضغط والتهديد بالترحيل من باكستان”.

“ترامب تعلم من أخطاء حظر السفر السابق”

قال ترامب إن الدول الخاضعة للقيود الأشد صرامة تشهد “وجودا واسع النطاق للإرهابيين”، ولا تتعاون في مجال أمن التأشيرات، ولديها عجز في التحقق من هويات المسافرين، بالإضافة إلى الافتقار لحفظ السجلات الخاصة بالتاريخ الجنائي وتسجيل معدلات مرتفعة لتجاوز مدة تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة.

ولم يشمل الحظر مصر، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي استشهد بالحادث الذي وقع الأحد في بولدر بولاية كولورادو كمثال على الحاجة إلى القيود الجديدة. حيث ألقى مواطن مصري قنبلة حارقة على حشد من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل. وصرح ترامب أمام الصحفيين أن “مصر دولة نتعامل معها عن كثب. والأمور تحت السيطرة”.

ويدخل حظر الدخول حيز التنفيذ في التاسع من حزيران/يونيو في الساعة 12:01 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة. ولن تلغى التأشيرات الصادرة قبل ذلك التاريخ.

ومن المرجح أن يواجه الحظر تحديات قانونية. لكن أستاذ قانون الهجرة المتقاعد في كلية الحقوق بجامعة كورنيل، ستيفن يال-لور، يتوقع أن تواجه تلك الدعاوى القضائية صعوبات لأن الحظر الأخير يتضمن إعفاءات مختلفة ويذكر مخاوف أمنية محددة بالنسبة لكل دولة.

ويشمل الحظر إعفاءات لمزدوجي الجنسية والمقيمين الدائمين، ويستثني أيضا تأشيرات الهجرة لأفراد الأسرة المباشرين للمواطنين الأمريكيين والرياضيين القادمين لحضور الأحداث الرياضية الكبرى مثل كأس العالم لكرة القدم.

وقال: “لقد تعلم ترامب من أخطاء حظر السفر السابق”. وكان ترامب قد أصدر في ولايته الأولى دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة. وواجه القرار تحديات قضائية قبل أن تؤيده المحكمة العليا عام 2018.

فرانس24/ رويترز/ أ ف ب


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة