33.6 C
Khartoum

عيادة متخصصة لمعالجة الحمير في إثيوبيا من آثار الركل والجروح والأمراض

Published:

في بلد يرزح جزء كبير من مواطنيه تحت خط الفقر، لايزال الاعتماد على الحمير في إثيوبياً أساسياً حيث تؤدي هذه الحيوانات دوراً اقتصادياً مهماً خاصة في قطاع النقل والمواصلات والزراعة وحراثة الأرض. وتضم إثيوبيا العدد الأكبر من الحمير في العالم، مع 9 ملايين حيوان مقابل 130 مليون إثيوبي. إلا أنّ عددا كبير من هذه الحيوانات تتعرّض لسوء معاملة أو تعاني من حالة صحية سيئة.

في عيادة متخصصة في أديس أبابا، يمسك أحد الأطباء البيطريين حمارا بقوة من رقبته وساقيه ويحاول معالجة حوافره قدر استطاعته. 

بالقرب من سوق ميركاتو المفتوحة الضخمة في العاصمة الإثيوبية، تتجمع عشرات الحمير داخل عيادة “دونكي سانكتشويري” Donkey Sanctuary،  وهو اسم منظمة بريطانية غير حكومية توفر عناية مجانية للحمير في هذا المكان.

بعض هذه الحيوانات لا يهدأ ولا يتوقف عن الركل، بينما ينقض البعض الآخر على الطعام بشراهة. ويتناوب مقدمو الرعاية والأطباء البيطريون على علاج جروحها أو مشاكلها الصحية الأخرى كالمغص أو مشاكل في العين.

سار غولوما بايي لأكثر من ساعة ونصف ساعة مع حماريه للوصول إلى العيادة. ويقول الرجل البالغ 38 عاما إنّ “حماريَّ مريضان منذ ثلاثة أسابيع، أحدهما يعاني من مشكلة في ساقه، والآخر في معدته”.

وكغيره من الأشخاص الذين حضروا إلى “دانكي سانكتشويري”، يكسب غولوما الجزء الأكبر من دخله من الحمير إذ أن الرجل الثلاثيني يملأ عبوات بالمياه ثم ينقلها على الحمير قبل بيعها. ويقول “عجزت منذ أن مرضا عن شراء الخبز لأولادي”.

بعد بضع ساعات في العيادة، بات يمكن لغولوما أن يغادر مع حماريه الجاهزين لاستئناف العمل.

حيوانات لطيفة وقيّمة

بحسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، كانت إثيوبيا عام 2018 تضمّ أكبر عدد من الحمير في العالم، مع نحو 9 ملايين حمار، أي قرابة 20% من إجمالي الحمير في العالم. 

تؤدي الحمير دورا اقتصاديا رئيسيا في إثيوبيا الواقعة في شرق إفريقيا.

في الريف، غالبا ما تُستخدم الحمير لحرث الحقول. أما في المدينة، فتتم الاستعانة بها لنقل البضائع، مما يوفر بديلا اقتصاديا من السيارة، مع ارتفاع سعر البنزين بشكل كبير. وفي أديس أبابا، تعدّ الحمير الوحيدة التي تستطيع التسلل إلى بعض الأزقة.

 يقول تيسفاي ميغرا، أحد مديري عيادة “دانكي سانكتشويري”: “لدينا مثل شعبي في إثيوبيا يقول: إذا لم يكن لديك حمار، فأنت حمار”.

وافتتحت المنظمة غير الحكومية الموجودة في مناطق إثيوبية عدة، المركز في أديس أبابا عام 2007.

يقول تيسفاي ميغرا “إنّها حيوانات قيّمة جدا، تعاني مع أنها تقدّم خدمات كثيرة للمجتمع”.

لا تتسم الحياة اليومية للحمير بالسهولة، حيث أصبحت المساحات الخضراء في شوارع العاصمة الإثيوبية نادرة، نتيجة للتوسع المُدني. يمكن أن يصل وزن الأحمال المنقولة على الحمير إلى عشرات الكيلوغرامات، فيما يتعرّض بعضها للضرب.

طرق تقليدية في معالجة الحمير

يكسب تشاني باي بفضل حماريه اللذين ينقلان أكياسا مليئة بالحبوب إلى مختلف أنحاء أديس أبابا، ما بين 200 و400 بر في اليوم (1,48 إلى 2,96 دولارا)، في بلد يعيش 34,6% من سكانه تحت خط الفقر (أقل من 2,15 دولار في اليوم)، بحسب البنك الدولي.

ويقول الرجل البالغ 61 عاما إنه يرتاد العيادة كل ثلاثة أشهر لفحص حماريه “ما إن يعرجا أو يعانيا مشاكل في المعدة”.

ويضيف “قبل افتتاح هذه العيادة، كنّا نستخدم طرقا تقليدية لعلاجها”، مشيرا خصوصا إلى إزالة المسامير من أقدامها بواسطة سكين.

لكن اليوم، عندما تُصاب الحمير بجروح، يتولى الأطباء البيطريون “تضميد الجروح. وعندما تُصاب بعدوى في العين، يصفون لها الأدوية”، بحسب تشاني باي.

يضع ديريجه تسيغاي قفازا بلاستيكيا طويلا يصل إلى مرفقه. وبعد طلائه بالمطهر، يدخل الطبيب البيطري ذراعه في مستقيم حمار يعاني ويخرج فضلات تراكمت في معدته.

ويقول الرجل الأربعيني الذي يعمل في عيادة “دانكي سانكتشويري” منذ عام 2019: “يحدث هذا كثيرا. لا يوجد ما يكفي من الطعام لها في المدينة “، ويميل الحمار إلى أكل “أي شيء يعثر عليه”، بما في ذلك البلاستيك الذي يمكن أن يسبب انسدادا في جهازه الهضمي.

ويضيف البيطري باسما “أنا فخور بما أفعله. أحاول حل مشاكل أصحاب الحمير الذين يعتمدون ماليا على هذه الحيوانات”.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة